المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



فأَوقِد لي يا هامان على الطين !  
  
2138   04:15 مساءاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص354 – 356 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي موسى وهارون وقومهم /

 قال تعالى : {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} [القصص : 38].

أي فاصنع لي آجرّاً ، واجعل لي منه قصراً شامخاً وبناءً عالياً ؛ كي أصعد وأرتقي إلى السماء فأَطّلع إلى إله موسى ؟

هذا... وقد لَهَج بعض مَن لا خُبرة له : أنّ البناء بالآجرّ والجصّ لم يُعهد ذلك الحين ، وإنّما كانت البنايات بالأحجار والصخور كالأهرام والهيكل الكبير ببعلبك والمسرح الروماني ببُصرى وغيرها .

لكن ذهب عنه : أنّ صناعة الآجرّ واستخدامه في البنايات ـ وحتّى الرفيعة ـ قد تَقادم عهدها مُنذ بداية حياة الإنسان الحضاريّة بما يَقرب من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ، وحتّى في مصر القديمة عثروا على طوابيق ( جمع طابوق معرّب تاوه : الآجرّ الكبير ) في حَفريّات في قاع النيل يعود تأريخها إلى ( 5000 ق م ) . وهكذا وَجَدوا مقابر على ساحل النيل مبنيّة بالآجرّ ومغلّفة بالأخشاب ممّا يعود تأريخها إلى ( 3000 ق م ) .

هذا فضلاً عن بنايات آجرّيّة في بلاد مُجاورة كبُرجِ بابل وكذا مَعابد آشور والسومريّين ( 2500 ق م ) ، وأخيراً فطاقُ كسرى من بنايات شاهبور الأَوّل ( 241م ) .

وغير ذلك كثير وكان معروفاً ذلك العهد ، بل وقَبْله بكثير ، وإليك بعض الحديث عن ذلك :  

صناعة الآجُرّ واستخدامه مُنذ عهد قديم ! 

لعلّ مِن أقدم صنائع الإنسان هي صَنعة الآجُرّ من الطين المشويّ بالنار ، ابتدعها الإنسان مُنذ أنْ اكتشف النار وعرف مفعولها في التأثير على الطين اللازب في صنعة الخَزَف والآجُرّ والفخّار ، واستخدم الآجرّ في بنايات ضخمة مُنذ عهد قديم ، قد يرجع إلى عهد الحَجر منذ أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد .

فقد عَثَروا في حفريّات مِن قاع النيل بمصر على قطعات مِن الآجُرّ المصنوع مِن وَحَلِ النيل ممزوجاً مع بَعَرات الإبل ، يعود تأريخها إلى أبعد من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ، وهكذا وُجِدَت على ساحل النيل آثار مقابر سُقوفها مبنيّة بالآجرّ ومغلّفة بالأخشاب ، ويعود عهدها إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد .

وقد استعمل الآشوريّون الآجُرّ والجصّ في بِناياتهم التقليديّة والأقواس الهلاليّة على الدروب والمحاريب في شماليّ العراق ، ويعود تأريخها إلى حدود ألفي عام قبل الميلاد .

يقول ( ديورانت ) : هناك حوالي مدينة ( أُور ) عاصمة مُلك السومريّين ، في سُهول بين النهرَين وعلى ضِفاف مَصبّ دجلة والفرات وشواطئ خليج فارس ، وُجِدَت الكثير من آثار بنايات ضخمة مبنيّة بالآجُرّ والجصّ ، وفي حجم وعلى أشكال مُربّعة مُسطّحة نظير ما يُستعمل اليوم لكنّه أفخم وأَمتن ، ويعود تأريخها إلى أكثر من ألفين وخمسمِئة عام قبل الميلاد .

ومدينة ( بابل ) وهي أقدم وأشهر وأكبر مُدن الشرق القديم ، قُرب الحلّة وعلى مسافة 80 كم من بغداد ـ العراق اليوم ، كانت بِناياتها الفخمة والقصور وبيوت الأشراف مبنيّة بالآجرّ ، وكذا المعابد والأبراج العالية ، ومنها بُرج بابل المعروف مبنيّ بالآجرّ ، وقد استوعبت بناية البرج أكثر من خمسة وثمانين مليون آجُرّة ، منها البقايا المُبعثرة هناك ،

وهي على شَكل مُربّع مُسطّح متين جدّاً ، كأنّه مصنوع اليوم ، ويُقال لها : الطابَق ـ والمعروف بالعراق : الطابوق ـ ويعني الآجرّ الكبير ، مُعرّب ( تاوه ) الفارسيّة .

وهذه المدنية عريقة في القِدَم ، على ما جاء في وصف التوراة ، باعتبارها كتاب تأريخ ، ومِن آثارها المتبقّية : باب عشتار وبَلاط نبوخذ نصّر والطريق المُلوكي ، المفروش بالآجرّ الضخمة ومِلاطها القار، حسب وصف التوراة ، وقد شاهدتُه بعين الوصف حينما زُرتُ البُرج بالعراق .

جاء في سِفر التكوين : أنّ الذُرّية مِن وُلد نوح ارتحلوا شرقيّ الأرض حتّى أَتَوا أرض شنعار ( سهول بين النهرين ـ العراق ) وسكنوا هناك وبَنَوا مدينةً فخمةً بلِبناتٍ مشويّةٍ على النار شيّاً ، قالوا : هلمّ نَبنِ لأنفسنا مدينةً وبُرجاً رأسه بالسماء ، فجعلوا مكان اللِبن الآجرّ وبَدل الجصّ القار (1) ، وهكذا بَنَوا القصور والأبراج العالية يومذاك ، ويعود تأريخ أكثر البنايات المتبقّية حتّى اليوم إلى أكثر من ألفين وخمسمِئة عام قبل الميلاد (2) .
________________________

(1) سِفر التكوين ، إصحاح 11/2 ـ 4 .

(2) راجع : دائرة المعارف الإسلاميّة الكبرى ، ج1 ، ص37 ـ 38 ، وقصّة الحضارة : الجزء الأَوّل من المجلّد الأَوّل ، ص26 ، ولغت نامه دهخدا ، وفرهنك معين ، وتأريخ مصر القديمة ( الموسوعة المصريّة ) : الجزء الأَوّل ، المجلّد الأَوّل : وتأريخ إيران ، ص182 ـ 184 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .