أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1845
التاريخ: 10-10-2014
1673
التاريخ: 5-2-2016
2811
التاريخ: 10-10-2014
1638
|
قال تعالى : {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} [القصص : 38].
أي فاصنع لي آجرّاً ، واجعل لي منه قصراً شامخاً وبناءً عالياً ؛ كي أصعد وأرتقي إلى السماء فأَطّلع إلى إله موسى ؟
هذا... وقد لَهَج بعض مَن لا خُبرة له : أنّ البناء بالآجرّ والجصّ لم يُعهد ذلك الحين ، وإنّما كانت البنايات بالأحجار والصخور كالأهرام والهيكل الكبير ببعلبك والمسرح الروماني ببُصرى وغيرها .
لكن ذهب عنه : أنّ صناعة الآجرّ واستخدامه في البنايات ـ وحتّى الرفيعة ـ قد تَقادم عهدها مُنذ بداية حياة الإنسان الحضاريّة بما يَقرب من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ، وحتّى في مصر القديمة عثروا على طوابيق ( جمع طابوق معرّب تاوه : الآجرّ الكبير ) في حَفريّات في قاع النيل يعود تأريخها إلى ( 5000 ق م ) . وهكذا وَجَدوا مقابر على ساحل النيل مبنيّة بالآجرّ ومغلّفة بالأخشاب ممّا يعود تأريخها إلى ( 3000 ق م ) .
هذا فضلاً عن بنايات آجرّيّة في بلاد مُجاورة كبُرجِ بابل وكذا مَعابد آشور والسومريّين ( 2500 ق م ) ، وأخيراً فطاقُ كسرى من بنايات شاهبور الأَوّل ( 241م ) .
وغير ذلك كثير وكان معروفاً ذلك العهد ، بل وقَبْله بكثير ، وإليك بعض الحديث عن ذلك :
صناعة الآجُرّ واستخدامه مُنذ عهد قديم !
لعلّ مِن أقدم صنائع الإنسان هي صَنعة الآجُرّ من الطين المشويّ بالنار ، ابتدعها الإنسان مُنذ أنْ اكتشف النار وعرف مفعولها في التأثير على الطين اللازب في صنعة الخَزَف والآجُرّ والفخّار ، واستخدم الآجرّ في بنايات ضخمة مُنذ عهد قديم ، قد يرجع إلى عهد الحَجر منذ أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد .
فقد عَثَروا في حفريّات مِن قاع النيل بمصر على قطعات مِن الآجُرّ المصنوع مِن وَحَلِ النيل ممزوجاً مع بَعَرات الإبل ، يعود تأريخها إلى أبعد من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ، وهكذا وُجِدَت على ساحل النيل آثار مقابر سُقوفها مبنيّة بالآجرّ ومغلّفة بالأخشاب ، ويعود عهدها إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد .
وقد استعمل الآشوريّون الآجُرّ والجصّ في بِناياتهم التقليديّة والأقواس الهلاليّة على الدروب والمحاريب في شماليّ العراق ، ويعود تأريخها إلى حدود ألفي عام قبل الميلاد .
يقول ( ديورانت ) : هناك حوالي مدينة ( أُور ) عاصمة مُلك السومريّين ، في سُهول بين النهرَين وعلى ضِفاف مَصبّ دجلة والفرات وشواطئ خليج فارس ، وُجِدَت الكثير من آثار بنايات ضخمة مبنيّة بالآجُرّ والجصّ ، وفي حجم وعلى أشكال مُربّعة مُسطّحة نظير ما يُستعمل اليوم لكنّه أفخم وأَمتن ، ويعود تأريخها إلى أكثر من ألفين وخمسمِئة عام قبل الميلاد .
ومدينة ( بابل ) وهي أقدم وأشهر وأكبر مُدن الشرق القديم ، قُرب الحلّة وعلى مسافة 80 كم من بغداد ـ العراق اليوم ، كانت بِناياتها الفخمة والقصور وبيوت الأشراف مبنيّة بالآجرّ ، وكذا المعابد والأبراج العالية ، ومنها بُرج بابل المعروف مبنيّ بالآجرّ ، وقد استوعبت بناية البرج أكثر من خمسة وثمانين مليون آجُرّة ، منها البقايا المُبعثرة هناك ،
وهي على شَكل مُربّع مُسطّح متين جدّاً ، كأنّه مصنوع اليوم ، ويُقال لها : الطابَق ـ والمعروف بالعراق : الطابوق ـ ويعني الآجرّ الكبير ، مُعرّب ( تاوه ) الفارسيّة .
وهذه المدنية عريقة في القِدَم ، على ما جاء في وصف التوراة ، باعتبارها كتاب تأريخ ، ومِن آثارها المتبقّية : باب عشتار وبَلاط نبوخذ نصّر والطريق المُلوكي ، المفروش بالآجرّ الضخمة ومِلاطها القار، حسب وصف التوراة ، وقد شاهدتُه بعين الوصف حينما زُرتُ البُرج بالعراق .
جاء في سِفر التكوين : أنّ الذُرّية مِن وُلد نوح ارتحلوا شرقيّ الأرض حتّى أَتَوا أرض شنعار ( سهول بين النهرين ـ العراق ) وسكنوا هناك وبَنَوا مدينةً فخمةً بلِبناتٍ مشويّةٍ على النار شيّاً ، قالوا : هلمّ نَبنِ لأنفسنا مدينةً وبُرجاً رأسه بالسماء ، فجعلوا مكان اللِبن الآجرّ وبَدل الجصّ القار (1) ، وهكذا بَنَوا القصور والأبراج العالية يومذاك ، ويعود تأريخ أكثر البنايات المتبقّية حتّى اليوم إلى أكثر من ألفين وخمسمِئة عام قبل الميلاد (2) .
________________________
(1) سِفر التكوين ، إصحاح 11/2 ـ 4 .
(2) راجع : دائرة المعارف الإسلاميّة الكبرى ، ج1 ، ص37 ـ 38 ، وقصّة الحضارة : الجزء الأَوّل من المجلّد الأَوّل ، ص26 ، ولغت نامه دهخدا ، وفرهنك معين ، وتأريخ مصر القديمة ( الموسوعة المصريّة ) : الجزء الأَوّل ، المجلّد الأَوّل : وتأريخ إيران ، ص182 ـ 184 .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|