تصيب بكتريا السل الرئة وتنتشر جهازياً داخل خلايا البلاعم الكبيرة macrophages وتعيش داخل الخلايا وتلعب قدرتها على تثبيطها للتحلل بواسطة الجسيمات البلعمية والحالة phagosome-lysosome fusion ومقاومتها للأنزيمات الحالة دورا مهما في انتشارها وامراضيتها. ويحفز السل المناعة المتواسطة بالخلايا مما يؤدي الى ارتشاح خلايا البلاعم الكبيرة واللمفاوية مما ينتج عنها تكون اورام حبيبية granulomas (درنات tubercles). ويمكن تشخيص المرض عن طريق اختبار الجلد لفرط الحساسية المتأخر delayed hypersensitivity باستخدام السلين tuberculin (وهو معروف كبروتين منقى من بكتريا Mycobacterium tuberculosis). ويسمى ايضاً اختبار مشتق البروتين النقي (Puified Protein Derivative PPD). وان الفحص الموجب لا يعني ان هنالك مرض نشط حديث بل لمجرد التعرض للبكتريا.

وهنالك عوامل امراضية أخرى (اقل اهمية من اختبار فرط الحساسية المتاخر) تشمل المايكوبكتين mycobactin (حامل للحديد siderophore) والعامل الوتري cord factor والذي يؤدي الى تضرر المايتوكوندريا mitochondria.

التشخيص والمعالجة

يعتبر ظهور البكتريا المتحملة للحامض acid fast bacteria في القشع أسرع الاختبارات الافتراضية لمرض السل tuberculosis ونتيجة لذلك عندما يزرع القشع ستنمو بكتريا السل tuberculosis.M.. بشكل بطيء مكونة مستعمرات مميزة غير ملونة بعد عدة أسابيع.

الشكل (1) نمو بكتيريا M. tuberculosis على وسط Lowenstein-Jensen Agar بعد ثماني اسابيع

ويمكن تمييز بكتريا M. tuberculosis من بين الانواع الأخرى التابعة الجنس Mycobacteria من خلال انتاجها للنياسين niacin. اما الطريقة البديلة والاسرع عن عملية الزرع هي باستخدام تضخيم سلسلة البلمرة (polymerase chain amplification (PCR.

عادة يأخذ علاج السل فترات زمنية طويلة ( 9 أشهر أو أكثر ) وذلك يعود للنمو البطيء للبكتريا بحيث يمكن أن تصبح خاملة. ويتم العلاج باستخدام اثنين أو أكثر من المضادات الحيوية (بما في ذلك ريفامبين rifampin وأيزونيازيد isoniazid) وذلك لتقليل الوقت اللازم للعلاج لكي لا تتطور مقاومة ازاء المضادات الحيوية نتيجة هذه الفترة الطويلة. وتتسبب بكتريا السل المرض في الاشخاص الأصحاء من خلال انتقالها من انسان لآخر في القطرات المحمولة جوا.

الشكل (2) صورة الاشعة السينية لشخص مصاب بالسل

التلقيح

 في الوقت الحاضر لم يعد لقاح BCG (سلالة مضعفة من النوع M. bovis) فعالا. ففي الولايات المتحدة الامريكية حيث معدلات الاصابة بالسل منخفضة، لم يعد يأخذ هذا اللقاح على نطاق واسع فيها. وفي الواقع ان التمنيع باستخدام لقاح BCG يؤدي الى ايجابية اختبار PPD مما يعني تداخله مع تشخيص المرض.

الاصابة الشاذة او غير القياسية Atypicals

الاصابة الشاذة بشكل عام هي اصابة لمضيف يعاني من تضرر جهازه المناعي وهكذا فهي لا تنتقل من انسان لآخر. وتأخذ الاصابة الشاذة بالسل اهمية مع مرض الايدز الوبائي من خلال اكتشاف ان المعقد البكتيري (M. avium complex (MAC ينتج في اغلب الاصابات البكتيرية الجهازية المرتبطة الشائعة . ويمكن ان يسبب مرض السل الشاذ اعراض مشابهة لمرض السل المعروف او مشابهة لمرض الجذام كما انه غير حساس لنفس المضادات الحيوية الشائعة الاستعمال مع مرض السل .