مـشاكـل البيئـة والتـطور الاقتـصادي (البيئة والاقتصاد والأمن الدولي) |
22
05:08 مساءً
التاريخ: 2025-02-05
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-26
936
التاريخ: 2025-01-27
144
التاريخ: 28/12/2022
1097
التاريخ: 25/12/2022
3094
|
الفصل الثاني
مشاكل البيئة في ظل التطور الاقتصادي
مشاكل البيئة والتطور الاقتصادي
بعد كل التقدم العلمي والإكتشافات الهائلة التي توصل إليها العلم اليوم يعتقد بعض العلماء أن هذا التطور ما هوالا نقطة ضئيلة في المحيط ، إذ ما مر يوم على العلماء من غير ان يبزغ لهم شيء جديد يحدو بنظرياتهم السابقة إلى التفنيد تارة، وأخرى إلى التأكيد.
كما يعزو العلماء التراجع الحيوي للنباتات وبعض الكائنات وإنقراضها، إلى اهتمام الانسان وتركيزه على الاقتصاد والجانب المدني أكثر، في حين ان نجاته وصحته وتطور حياته وخلاصه الطبي يكمن في هذه الكائنات. لما تحمله من بدائل طبية لم يتوصل لها الطب الكيميائي بعد، وهذا هو السر الذي استودعه الله سبحانه وتعالى في أصغر وأبسط كائناته.
البيئة والاقتصاد والأمن الدولي
تكتسب المتغيرات أهميتها في نظام اولويات الحياة التي نعيشها بقدر ارتباطها بهذه الحياة، فكيف اذا كان هذا المتغير هو المحيط الذي تنشط في إطاره الحياة لبني البشر وبقية الكائنات الحية، في إطار تكاملي متناسق ذا طبيعة اعتمادية خلقه الله عز وجل بقدر معلوم، ذلك المحيط هو البيئة، فبدون البيئة التي تنطوي على عناصر البقاء لا يمكن للحياة أن تستمر من هنا تنبع أهمية دراسة البيئة وأثرها على الأمن الدولي، فالإنسان مثلما يحتاج الى عناصر البقاء يحتاج الى الشعور بالأمن لكي تستمر حياته، ومن هنا تنبع إشكالية البحث التي تدور حول التساؤل الآتي:
هل يوجد أثر لمشكلات البيئة على الأمن الدولي ؟ وننطلق من فرضية مفادها: يوجد أثر سلبي لمشكلات البيئة على الأمن الدولي في محاولة للإجابة على إشكالية البحث، الذي اعتمد المنهج التحليلي الوصفي. في تحديد مشكلات البيئة، من خلال تقسيم البحث على ثلاثة محاور بالإضافة الى المقدمة والخاتمة وهذه المصادر هي: الإطار المفاهيمي للبيئة، والأمن الدولي، والأمن البيئي ثم المحور الثاني الذي يبحث في بعض أهم مشكلات البيئة وفق تقدير الباحث المتواضع، والمحور الثالث يبحث في اثر البيئة على الأمن الدولي. واخيرا الخاتمة التي تضمنت الاستنتاجات.
(1) الإطار المفاهيمي:
من المفيد قبل الدخول في بحث وتحليل اثر البيئة على استقرار الأمن الدولي وبيان علاقة الترابط التي تجمع هذين المتغيرين ان نحدد مفهوم البيئة، ومفهوم الأمن الدولي، ومفهوم الأمن البيئي، الذي يشكل جزءاً من الإطار الكلي للأمن الدولي.
البيئة :
البيئة هي التي تزود الإنسان والكائنات الحية بعناصر بقائها والموارد المادية اللازمة لاستمرار حياتها، خصوصاً من الهواء والماء والطاقة والملبس والسكن وبالتالي فهي التي تمثل المحددات التي تحدد شروط ثقافاتنا وأنماط حياتنا وطرق تعليمنا وتربيتنا وأنماط عملنا وحدود مستوطناتنا البشرية. غير أن المحيط الذي يحدد لنا شروط بقائنا موارده غير متجددة ولها نهاية. كما ان موارده المتجددة لها نهاية ايضاً اذا لم يحسن الإنسان استخدامها. أي أن الحفاظ على البيئة جزء أساسي لضمان استمرارية الحياة التي نعيشها وإلحاق الضرر بها معناه تعريض أمن الحياة التي نعيشها للخطر، بالتالي فان قضية البيئة ومشكلاتها تعد إحدى القضايا الأساسية التي تحكم سياسات القوى الدولية سواء من حيث السيطرة على الموارد او ضمان محيط سليم للحياة البشرية، وهذا ما جعل مشكلات البيئة التي كانت في السابق تبدو كمشكلات يمكن التعامل معها محلياً ، جعلها أزمات بالغة الصعوبة والتعقيد وذلك جراء تقاطع المصالح بين وحدات النظام الدولي الساعية لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب على حساب الوحدات الأخرى.
وهذه الأهمية للبيئة تبين الارتباط بين البيئة والأمن الدولي فالضغط البشري على البيئة أحد القضايا الأساسية التي يتبلور في إطارها الأمن الدولي(1).
الأمن الدولي:
إن الذي يميز الأمن الدولي هو كونه يتحقق في إطار جماعي دولي، كذلك البيئة التي تشكل هذا الإطار لا يمكن المحافظة عليها الا في إطار جماعي يشمل كافة الأطراف التي تعيش في داخل هذا الإطار وبدون هذا الجهد الجماعي لا يمكن ان يتحقق الأمن البيئي الذي يوفر الإطار المناسب المشجع لتحقيق الأمن الدولي او أعلى درجة ممكنة من الأمن الدولي فتحقيق الأمن الدولي بصورته المطلقة حالة مثالية يصعب تحقيقها في إطار عالمي يمتاز بتضارب الأولويات وتقاطع المصالح.
الأمن البيئي:
الأمن البيئي مفهوم جديد استحدث في فترة التسعينات من قبل دول الشمال المتقدم مثل الولايات المتحدة والدول الاسكندنافية، في حين ان العديد من دول الجنوب لم تضع بعد مفهوماً محدداً للأمن البيئي، حيث تحاول دولهم حالياً، استحداث مفهوم الأمن البيئي. فالصين مثلاً تعتمد الأمن البيئي تحت مظلة حماية البيئة.
لذلك نجد ان جهود المنظمات الدولية والدول ركزت على وضع تعريف محدد لمفهوم الأمن البيئي حيث وضعت عدة تعريفات أهمها هو الذي عرف (الأمن البيئي بانه متعلق بالأمان العام للناس من الأخطار الناتجة عن عمليات طبيعية أو عمليات يقوم بها الإنسان نتيجة إهمال او حوادث او سوء إدارة). غير ان الملاحظ على هذا التعريف انه يهمل حماية البيئة فيما يتعلق بالأجيال القادمة ومستقبل البشرية، وهو يوضح ان أي متغير يؤثر على السلامة العامة سوف يكون عنصر امن بيئي فهو مهتم بأمن البيئة من ناحية الناس وليس بأمن البيئة للبيئة نفسها. ان قصور هذا التعريف دفع الى ظهور تعاريف أخرى عرفت الأمن البيئي بإعادة تأهيل البيئة التي تدمر في الحرب ومعالجة المخاطر البايولوجية التي يمكن ان تقود الى تدهور (اجتماعي) وهو تعريف جيد يغطي جانباً مهماً من الأمن البيئي الذي يعرفه البعض بتدوير الموارد الطبيعية الى منتجات ثم فضلات ثم الى موارد طبيعية في حين يرى البعض في الأمن البيئي (المحافظة على المحيط الفيزيائي للمجتمع وتلبية احتياجاته من دون التأثير على المخزون الطبيعي).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كاظم المقدادي - اساسيات علم البيئة الحديث الاكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك ، 2010 .
|
|
الصحة العقلية للمراهقين في خطر.. دراسة تحدد السبب
|
|
|
|
|
الذكاء الاصطناعي في الترجمة.. أداة مساعدة لا بديلا
|
|
|
|
|
استقطاب المرضى الأجانب.. رؤية وخطط مستقبلية للعتبة الحسينية في مجال الصحة داخل العراق
|
|
|