أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-27
1101
التاريخ: 2024-06-10
594
التاريخ: 2024-01-16
965
التاريخ: 23-4-2022
1496
|
يقول تعالى : {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [البقرة : 276].
أجل، مهما كان مال الربا كثيرا إلا ان عاقبته الى القلة وسوء النصيب، كما هو ثابت بالتجربة ان مال الربا لا دوام له، فاما يخرج من يديه او يخرج من يد اولاده وورثته(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فكما ان من خاصة الصدقات انها تنمي المال انماء يلزمها ذلك لزوما قهريا لا ينفك عنها، من حيث انها تنشر الرحمة وتورث المحبة وحسن التفاهم، وتؤلف القلوب وتربط الامن والحفظ، وتصرف القلوب عن ان تهم بالغضب والاختلاط والافساد والسرقة، وتدعو الى الاتحاد والمساعدة والمعاونة، وتنسد بذلك اغلب طرق الفساد والغناء الطارئة على المال، ويعين جميع ذلك على نماء المال ودره اضعافاً مضاعفة.
كذلك الربا من خاصته انه يمحق المال ويفنيه تدريجيا من حيث انه، ينشر القوة والخسارة، ويورث البغض والعداوة وسوء الظن، ويفسد الامن والحفظ، ويهيج النفوس على الانتقام باي وسيلة امكنت من قبول او فعل، مباشرة او نسبياً، ويدعو الى التفرق والاختلاف، وتنفتح بذلك اغلب طرق الفساد وابواب الزوال على المال، وقلما يسلم المال عن آفة او بلية تعمه.
وكل ذلك لان هذين الامرين – اعني الصداقة والربا- مربوطان ممارسان بحياة طبقة الفقراء والمعوزين، وقد هاجت بسبب الحاجة الضرورية احساساتهم الباطنية، واستعدت للدفاع عن حقوق الحياة نفوسهم المنكوبة المستذلة، وهموا بالمقابلة بالغا ما بلغت، فان احسن اليهم بالصنيعة والمعروف بلا عوض- والحال هذه – وقعت احساساتهم على المقابلة بالإحسان وحسن النية، واثرت الاثر الجميل، وان اسيء اليهم بأعمال القسوة والخنوثة واذهاب المال والعرض والنفس، قابلوها بالانتقام والنكاية بأية وسيلة.
وقلما يلوم من تبعات هذه الهمم المهلكة احد من المرابين، على ما يذكره كل احد مما شاهد من اخبار الربا من ذهاب اموالهم وخراب بيوتهم وخسران عيالهم).
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|