أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-8-2022
1396
التاريخ: 25-09-2014
5275
التاريخ: 13-7-2022
1698
التاريخ: 2024-12-02
133
|
إبراهيم ذو القلب السليم
قال تعالى : {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } [الصافات: 85 - 89].
أقول : نعم ، من هنا تبدأ قصة إبراهيم ذي القلب السليم ، والروح الطاهرة ، والإرادة الصلبة ، والعزم الراسخ ، مع قومه ، إذ كلف بالجهاد ضد عباد الأصنام ، وبدأ بأبيه وعشيرته {إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ }.
أليس من المؤسف على الإنسان الذي كرمه اللّه على سائر المخلوقات ، وأعطاه العقل ، أن يعظم قطعة من الحجر والخشب العديم الفائدة ؟ أين عقولكم ؟
ثم يكمل العبارة السابقة التي كان فيها تحقير واضح للأصنام ، وبعبارة أخرى {أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ }« 1».
استخدم كلمة « إفك » في هذه الآية ، والتي تعني الكذب العظيم أو القبيح ، توضح حزم وقاطعية كلام إبراهيم عليه السّلام بشأن الأصنام .
واختتم كلامه في هذا المقطع عبارة عنيفة {فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ} إذ تأكلون ما يرزقكم به يوميا ، ونعمه تحيط بكم من كل جانب ، ورغم هذا تقصدون موجودات لا قيمة لها من دون اللّه ، فهل تتوقعون أنه سيرحمكم وسوف لا يعذبكم بأشد العذاب ؟ كم هو خطأ كبير ؟ وكم هو ضلال خطير ؟
وعبارة {بِرَبِّ الْعالَمِينَ} تشير إلى أن كل العالم يدور في ظل ربوبيته تبارك وتعالى ، وقد تركتموه واتجهتم صوب مجموعة من الظنون والأوهام الخيالية .
وقد جاء في كتب التأريخ والتفسير ، أن عبدة الأصنام في مدينة بابل كان لهم عيد يحتفلون به سنويا ، يهيئون فيه الطعام داخل معابدهم ، ثم يضعونه بين يدي آلهتهم لتباركه ، ثم يخرجون جميعا إلى خارج المدينة ، وفي آخر اليوم يعودون إلى معابدهم لتناول الطعام والشراب .
وبذلك خلت المدينة من سكانها ، فاستغل إبراهيم عليه السّلام هذه الفرصة الجيدة لتحطيم الأصنام ، الفرصة التي كان إبراهيم عليه السّلام ينتظرها منذ فترة طويلة ، ولم يكن راغبا في إضاعتها .
وحين دعاه قومه ليلا للمشاركة في مراسمهم نظر إلى النجوم فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ .
وبهذا الشكل اعتذر عن مشاركتهم .
بعد اعتذاره تركوه وأسرعوا لتأدية مراسمهم {فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ }.
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قوله : إِنِّي سَقِيمٌ : « ما كان إبراهيم سقيما ، وما كذب ، إنما عنى سقيما في دينه مرتادا ».
قال : وروي أنه عنى أني سقيم بما يفعل بالحسين عليه السّلام « 2 ».
وقال المفضل بن عمر : سألت الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} [البقرة: 124] ، فذكر عليه السّلام ما ابتلي به إبراهيم عليه السّلام ، فقال عليه السّلام : « ومنها : المعرفة بقدم بارئه ، وتوحيده ، وتنزيهه عن التشبيه ، حتى نظر إلى الكواكب والقمر والشمس ، فاستدل بأفول كل واحد منها على حدوثه ، وبحدوثه على محدثه ، ثم علّمه عليه السّلام بأن الحكم بالنجوم خطأ ، في قوله عزّ وجلّ : فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ ، وإنما قيده اللّه سبحانه بالنظرة الواحدة ، لأن النظرة الواحدة لا توجب الخطأ إلا بعد النظرة الثانية ، بدلالة قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لما قال لأمير المؤمنين عليه السّلام : يا علي أول النظرة لك ، والثانية عليك لا لك » « 3 ».
____________
( 1 ) في تركيب هذه الجملة ذكر المفسرون احتمالين : الأول : أن إِفْكاً مفعول به ل تُرِيدُونَ و آلِهَةً بدله ، والآخر : أن آلِهَةً مفعول به و إِفْكاً مفعول به و إِفْكاً مفعول لأجله تقدم للأهمية .
( 2 ) معاني الأخبار : ص 209 ، ح 1 .
( 3 ) معاني الأخبار : ص 127 ، ح 1 .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
بالتعاون مع العتبة العباسية مهرجان الشهادة الرابع عشر يشهد انعقاد مؤتمر العشائر في واسط
|
|
|