المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6323 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الحديث الموقوف والمقطوع
2024-12-19
السرمية الدودية (الأقصور) (Enterobius vermicularis)
2024-12-19
The environment for SVLR
2024-12-19
الجليد Ice
2024-12-19
الوصف النباتي للرز
2024-12-19
التوزيع الفصلي والمكاني للضغط الجوي على سطح الكرة الأرضية
2024-12-19



الجُبن والشجاعة في القرآن  
  
23   08:15 صباحاً   التاريخ: 2024-12-19
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص142-151
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / الشجاعة و الغيرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2022 2040
التاريخ: 2024-02-12 868
التاريخ: 2024-02-04 1007
التاريخ: 2024-12-19 24

تنويه :

ومن الرذائل الأخلاقية الاخرى في منظومة القيم هي صفة (الجُبن) والخوف غير المنطقي والّذي يورث الإنسان الذلّة والمهانة والسقوط ويحطّ من قدر صاحبه ويتلف طاقاته ما كان منها بالفعل أو بالقوة ويفضي به إلى أن يتسلط عدوه عليه.

والنقطة المقابلة لهذه الصفة الذميمة هي (الشجاعة) والشهامة والجرأة والّتي تُعد مفتاحاً للنصر والفلاح في حركة الإنسان الإجتماعية وعنصر العزّة والعظمة للمجتمع البشري سواءاً في ميدان الحرب والجهاد أو في ميدان السياسة والاجتماع وحتّى في الميادين العلمية فإنّ الشجاعة تُعتبر مفتاحاً للورود إلى هذه الميادين ، ومن هذا المنطلق نجد أنّ علماء الأخلاق أطنبوا في ذكر هاتين الصفتين (الجبن والشجاعة) وبيّنوا أسبابها ونتائجها وآثارها على حياة الفرد والمجتمع.

وورد في كتب القدماء من علماء الأخلاق أنّ الشجاعة هي أحد الأركان للفضائل الأربعة ، وبالمقابل ذكروا الجبن باعتباره أحد الرذائل الأربع أيضاً.

وورد في سيرة الأنبياء العظام واتباعهم الحقيقيين ما يجسد هذه الصفة وأنّ هؤلاء العظماء كانوا مظهراً من مظاهر الشجاعة واسطورة للمقاومة والتصدي للباطل وقوى الانحراف وخير قدوة لجميع الناس في هذا الطريق.

وبهذه الإشارة نعود إلى القرآن الكريم لنستوحي دروساً في هذه الفضيلة الأخلاقية وما يترتب من الآثار السلبية على صفة الجبن أيضاً.

1 ـ نقرأ في قصة إبراهيم (عليه‌ السلام) قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ* إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ* قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ* قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ* قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ* قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ* وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ* فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ)([1]).

2 ـ وبالنسبة إلى موسى بن عمران (عليه‌ السلام) نقرأ قوله تعالى : «يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ الْمُرْسَلُونَ» ([2]).

3 ـ ونقرأ عن طالوت وجنوده الشجعان : (... فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ* وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)([3]).

4 ـ وبالنسبة إلى أصحاب الرسول الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) والفئة الشجاعة من المؤمنين معه وكذلك من يدّعي الايمان نقرأ قوله تعالى : (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً * ... وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً)([4]).

5 ـ ونقرأ في مكان آخر قوله تعالى :

(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)([5]).

6 ـ وحول جماعة من انصار النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) يقول تعالى :

(الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * ... إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)([6]).

7 ـ (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللهَ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً)([7]).

تفسير واستنتاج :

الأنبياء والشجاعة

تتحدّث «الطائفة الاولى» من الآيات محل البحث عن شجاعة النبي إبراهيم (عليه‌ السلام) بطل التوحيد مقابل عبدة الأصنام من قومه الّذين كانوا يعيشون التعصّب واللجاجة والخشونة ، وتشير الآيات إلى هذا النبي العظيم وكيف انه تصدّى لأقوى سلطة في تلك الفترة لوحده ومن دون أن يكون له ناصر من قومه ، في مقابل كثرة الأعداء الغاضبين والذين كانوا يمثلون خطراً عليه حيث كانوا يتمتعون بدعم الحكومة والسلطة في ذلك الزمان.

وقد عبّرت الآيات الكريمة عن ذلك بقولها : (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ)([8]).

وفي الواقع فإنّ الله تعالى قد وهب لإبراهيم مؤهّلات كثيرة تمنحه القدرة على تحمّل تلك المسؤولية العظيمة والاستفادة من هذه المواهب والقابليات في خطّ تقوية دعائم الإيمان والتوحيد والتصدّي للعامل الأساس في شقاء البشرية ، أي عبادة الأصنام والأوثان ، وكما سيأتي في سياق هذه الآيات الشريفة أنّ إبراهيم ابتدأ أوّلاً بدعوة عمّه آزر للإيمان بصراحة اللهجة وتمام القوّة وقال له : (ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ).

وعند ما أجابه آزر بالقول : (قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ).

فأجابه إبراهيم (عليه‌ السلام) : (قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).

إنّ آزر لم يكن يصدّق لحدّ الآن أنّ إبراهيم سوف يتصدى بهذه الصراحة والجدّية لمقاومة هذه الأصنام الّتي يعبدها الجميع ولذلك سأله : (قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ).

ولكن إبراهيم (عليه‌ السلام) أجابه أنّه جادٌّ في كلامه هذا وقال : (قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ).

ثمّ أضاف : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ)([9]).

وهكذا ترجم إبراهيم (عليه‌ السلام) قوله في ميدان العمل بعد أن استغلّ الفرصة المناسبة لذلك ، فكسّر الأصنام جميعها إلّا الصنم الأكبر لعلّهم يثوبون إلى رُشدهم أو يرجعون الى الصنم الاكبر المسبب لهذه الحادثة ليسألوه كما تقول الآية : (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ)([10]).

وهناك اختلاف بين المفسّرين في مرجع الضمير في قوله (إليه) في ذيل الآية ، وقد أورد

المفسّرون احتمالات عديدة ، فذهب البعض إلى أنّه يعود إلى (كبيرهم) أيّ يرجعون إلى الصنم الكبير ويسألونه عن سبب تحطّم وانهدام هذه الأصنام والسبب في نجاته هو من بينهم ، وطبيعي أنّ هذا الصنم سيعجز عن الجواب ، ومن هنا يتضّح لهم خواء معتقدهم.

والاحتمال الآخر هو أنّ الضمير يعود إلى (إبراهيم) يعني أنّ الوثنيين يرجعون إلى إبراهيم ويسألونه عن الدافع الّذي حمله على هذا التصرّف ، فيوضّح لهم الحقائق (وطبعاً في هذه الآية تكون جملة (إلّا كبيراً لهم) عديمة التأثير في مفهوم الآية بخلاف الاحتمال السابق).

الاحتمال الثالث : أن يعود الضمير إلى الله تعالى ، أي أنّ مشاهدة ضعف هذه الأصنام وذلتها في مقابل إنسان واحد سيؤدي إلى أن يثوب الوثنيون إلى رشدهم ويتركوا عبادة الأصنام ويتجهوا إلى الله تعالى ويسلكوا خطّ العبادة والتوحيد.

(وهذا التفسير أيضاً يرد عليه الإشكال السابق).

ولكن الأنسب من الجميع لسياق الآيات هو التفسير الأوّل.

وعلى أيّة حال فإنّ هذه الآيات تشير إلى أنّ أحد الفضائل الأخلاقية للأنبياء اولي العزم هو شجاعتهم المنقطعة النظير ، وأنّهم لم يكونوا يشعرون بالخوف إلّا في دائرة الإيمان بالله تعالى وفي مقابل الذات المقدسة ، وفي هذا الطريق لم يكونوا يعيشون التردّد والخوف والضعف بأي شكل من الأشكال ، وبالتالي فهم منزّهون ومطهَّرون عن حالة الجُبن والخوف الّذي يُعد رذيلة أخلاقية كبيرة ، ولهذا نجد إبراهيم (عليه‌ السلام) وهو يتصدّى لجماعات الوثنيين وقوى الانحراف والأعداء الشرسين لوحده وينتصر عليهم أخيراً ، ولا شكّ أنّ الأنبياء العظام لو كانوا يعيشون حالة الخوف والجُبن في حركة الحياة فإنّهم لم يكونوا قادرين على أداء مهمّتهم الرسالية والانتصار على الأعداء.

وتتحرك «الآية الثانية» من موقع توجيه الخطاب للنبي موسى بن عمران ، وذلك لمّا نزل عليه الوحي لأول مرّة وقد صدر له الأمر بأن يُلقي عصاه الّتي تحوّلت بإعجاز إلهي إلى ثعبان عظيم ، فخاف موسى من هذه الظاهرة العجيبة وقرّر الفرار ، إلّا أنّ الخطاب الإلهي جاءه ليعلّمه أوّل درس أخلاقي تجاه الحوادث وقال : (يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ)([11]).

ونظراً إلى أنّ جميع أنحاء العالم هي في محضر الله تعالى وإن كلّ زاوية من زوايا الكون هي محلّ حضور ذاته المقدسة وعلمه وقدرته ، ولذلك على المؤمنين أن لا يخافوا بأيّة حال وفي كلّ الظروف بل عليهم أن يعيشوا حالة التوكل على الله تعالى ويواجهوا تحديات الواقع بشجاعة وشهامة ، ويسيروا بهذه الروح المعنوية في خطّ الرسالة وتحقيق الأهداف المقدسة.

وطبقاً لما ورد في سورة القصص في الآية (31) أنّه قيل لموسى : (يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ).

فشعر موسى بهذا الخطاب الإلهي بالطمأنينة والسكينة تدغدغ أعماق قلبه واستعاد قوته ورباطة جأشه ، وهنا جاءه النداء الإلهي يحمل دستوراً أكبر وأهم ، وهو أنّ لا يكتفي بعدم الخوف من هذا الثعبان العظيم بل يجب أن يتجه إليه ويأخذه بيده حتّى يعود إلى حالته الاولى! (قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى)([12]).

ومن المعلوم أنّ هذا العمل كان يمثل لموسى الصعوبة البالغة ، ولكنه نجح أخيراً في الإمتثال والإذعان لهذا الأمر الإلهي.

أجل فإنّ على موسى أن يستوعب التجربة الكبيرة في محضر الذات المقدّسة ليقف أمام ثعبان أكبر وأخطر من هذا ، أي فرعون والملأ من قومه وحكومته الجبارة الّتي يجب أن يأخذها موسى منهم كما يأخذ عصاه.

الكثير من المفسّرين ذهبوا في تفسير كلمة (جان) في الآية أعلاه تعني صغار الحيّات الّتي تهجم على الشخص بسرعة ، في حين أنّه في مكان آخر تتحدّث الآيات عن عصى موسى الّتي ألقاها أمام الفراعنة بكلمة (ثعبان) بمعنى الحيّة العظيمة ، ولهذا السبب فقد احتمل البعض أنّ العصى في بداية أمرها تبدّلت إلى حيّة صغيرة وتدريجياً تحوّلت إلى ثعبان عظيم.

وذهب آخرون إلى أنّ (العصا) تبدلت إلى حيّة عظيمة ، ولكنها من جهة سرعة الحركة فهي كالحية الصغيرة السريعة.

والملفت للنظر أنّ جملة (لا تخف) وردت في القرآن الكريم تسع مرّات ، وفي خمسة موارد كان المخاطب فيها موسى بن عمران ، ولعلّ ذلك بسبب أنّ موسى كان يعيش بين أعداء كثرة وشديدي الخطورة كفرعون وهامان والملأ ، ويجب أن يعد العدّة بمثل هذا الخطاب الإلهي لمواجهة هؤلاء الأعداء.

وتستعرض «الطائفة الثالثة» من الآيات الكريمة قصة (طالوت) وقومه من بني إسرائيل والّذي انتخبه نبيّهم في ذلك الوقت (إشموئيل) بعنوان قائد جيش بني إسرائيل لمواجهة (جالوت) وجيشه الظالم.

وعند ما أراد طالوت مواجهة جالوت وقتاله قام بعملية اختبارية لجيشه ليطهره من الشوائب وضعفاء النفوس والجبناء ، الّذين قد يُفضي وجودهم في جيشه إلى سريان الجبن والضعف في سائر مفاصل جيش بني إسرائيل.

أجل فعند ما كان جيش طالوت يشعر بالعطش الشديد وصلوا إلى نهر ، فأراد طالوت أن يختبر جنوده العطاشى هناك وقال : كلّ من يشرب من هذا الماء فليس منّا ، وامّا من قاوم العطش ولم يشرب إلّا رشفات فهو منّا ، ولكن أغلب أفراد الجيش الّذين كانوا من الجبناء وضعفاء النفوس لم ينجحوا في هذا الامتحان والاختبار وشربوا من الماء إلّا عدة قليلة بقوا أوفياء لطالوت ، فهؤلاء كانوا يعيشون روح الشجاعة والقوّة والبسالة حيث قالوا في دعائهم : (... رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)([13]).

وهكذا أنزل الله تعالى نصره وعنايته ورحمته على هذه الفئة القليلة من المؤمنين ونصرهم على جيش جالوت العظيم ببركة شجاعتهم وثباتهم في مواجهة التحدّيات والاختبارات الصعبة.

ونقرأ في «الآيات التالية» أنّ القرآن الكريم يتحدّث عن جبن طائفة من المنافقين وضعفاء الإيمان في عصر النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) وفي حرب الأحزاب ، ويتحدّث كذلك عن شجاعة بعض المؤمنين الحقيقيين وثبات قدمهم في مواجهة الأعداء الشرسين حيث تقول الآية : (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً)([14]).

وطبعاً فإنّ ميدان القتال في معركة الأحزاب كان يغص بجيوش الأعداء وكثرة عددهم وعُدتهم بحيث يستوحش من هذا المنظر الرهيب كلّ الأشخاص الّذين يعيشون الاهتزاز في شخصيتهم والخوف والرعب في واقعهم.

ولكن كما تقول الآية (22) من هذه السورة أنّ المؤمنين الحقيقيين الذين كانوا يعيشون الطمأنينة والثقة بوعد الله إزدادوا إيماناً : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً)([15]).

واللطيف انه يُستفاد من بعض الروايات أنّ النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) أجاز للمنافقين وضعفاء الإيمان والجبناء بأن يعودوا إلى المدينة ، لأن بقائهم في تلك الظروف العصيبة مع جيش الإسلام لا ينفع شيئاً سوى بث الرعب والضعف والتخاذل في قلوب الآخرين.

ولهذا السبب نقرأ في الآية (47) من سورة التوبة في حديثها عن جماعة من هذه الطائفة : (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً).

ومعلوم أنّ كلمة (خَبَل) و (خبال) تعني الإضطراب والترديد الناشيء من ضعف العقل وعدم القدرة على اتخاذ الموقف والعزم على شيء ، وكلّ ذلك ناشيء من الخوف والجُبن الّذي يقود الإنسان إلى ارتباك الفكر وعدم التوازن في اتخاذ الموقف.

وفي «الآية الخامسة» نواجه منظراً جديداً من شجاعة أصحاب النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) ، الشجاعة الّتي تنطلق من موقع الإيمان بالله تعالى ، حيث أنّ هؤلاء المؤمنين يرون أنفسهم في ميدان الحرب على مفترق طريقين وكليهما يؤدّيان بهما إلى الجنّة ورضا الله تعالى : طريق يؤدي إلى الشهادة وبالتالي السعادة العظمى في الحياة الآخرة ، والآخر يقودهم إلى النصر على العدو ، وهو أيضاً مبعث الفخر والاعتزاز لهم في الدنيا والآخرة ، في حين أنّ العدو محكوم بالهزيمة والخسران بأيّة حال ، فإما الموت الذليل والمهين في هذه الدنيا ، أو عذاب الله في الآخرة.

وبديهي أنّ الشخص الّذي يعيش هذه الرؤية فإنه سوف لا يدع أيّ خوف وضعف يتسرّب إلى قلبه ، وبذلك يتخلّص الإنسان من هذه الرذيلة الأخلاقية الكبيرة ، وفي ذلك تقول الآية : (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)([16]).

وقد ذهب بعض العلماء إلى أنّ العامل الأساس لانتصار المسلمين في حروبهم الحاسمة في ذلك العصر هو الشجاعة المنطلقة من الإيمان بالله والمنطق الرصين : (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ).

وتأتي «الآية السادسة» لتستعرض وجهاً آخر من شجاعة هؤلاء المؤمنين في معركة احد ، ونعلم أنّ المسلمين في معركة احد قد أصابتهم الهزيمة النكراء بسبب غفلة طائفة من المسلمين الطامعين بحطام الدنيا الّذين تركوا مواقعهم الحسّاسة واشتغلوا بجمع الغنائم ، وهكذا اصيب المسلمون في هذه المعركة بخسائر كبيرة ، وطبقاً لما ورد في التواريخ أنّ الأعداء المنتصرين في أثناء عودتهم من ميدان القتال إلى مكّة ندموا على رجوعهم هذا واتفقوا مرّة اخرى أن يعودوا إلى المدينة ليستفيدوا من هذه الفرصة الثمينة ويُجهزوا على الإسلام والمسلمين ويتخلّصوا منهم إلى الأبد.

فعند ما سمع نبي الإسلام بذلك اتخذ موقفاً مهماً جداً ، حيث أمر جيش الإسلام بالخروج لمواجهة جيوش الأعداء ولم يستثن أحداً من المسلمين حتّى من به جراحة بسبب المعركة الدامية الّتي جرت قبل قليل.

هذا الأمر النبوي اثّر أثره بشكل كبير وأحلّ الرعب والخوف والاضطراب في صفوف الأعداء بحيث إنهم رجّحوا الاكتفاء بالانتصار النسبي والعودة إلى مكّة على الهجوم الثاني على المسلمين ، وهكذا تخلّص المسلمون من شرّهم.

والآية محل البحث تشير إلى هذا المعنى وتثني على شجاعة المسلمين وتقول : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)([17]).

ثمّ تتحدث عن إيمانهم وشجاعتهم واصفة حالتهم المتماسكة في مقابل الارهاب الاعلامي للأعداء الّذي يتحرك من موقع التهويل والتخويف وتقول : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)([18]).

وهذه هي الحادثة الاولى من نوعها في تاريخ الحروب البشرية حيث لم يشاهد في تاريخ البشرية أنّ المجروحين يعودون فوراً إلى ميادين القتال ليساهموا في دفع خطر الأعداء ، أجل إن هذه الشجاعة والشهامة الفريدة هي التي اجهضت مؤامرة العدو ، وهذا الحضور القوي والسريع إلى الميدان هو الّذي زرع اليأس في قلبه.

وعلى أية حال فإنّ واقعة «حمراء الأسد» كانت ظاهرة عجيبة بدّلت حلاوة النصر لدى قريش إلى مرارة ، وبيّنت لهم أنّ المسلمين بالرغم من هزيمتهم بسبب زيغ جماعة منهم ، إلّا أنّهم ما زالوا ثابتين في الميدان وأنّ على العدو أن يتوقع ضربات المسلمين في المستقبل.

وبهذا أثرت هذه الواقعة ليس فقط في التصدي إلى هجوم الأعداء ودفع الخطر ، بل في وضع الأساس لانتصارات لاحقة ، وتطهير ما علق في النفوس من آثار سلبية للانتكاسة في احد ، ومنح المسلمين الأمل في حياتهم الجديدة بالتوكل على الله تعالى.

ويستفاد من الآية الشريفة أعلاه أنّ عملية الارهاب الاعلامي الّذي قام به بعض الشياطين لبث الرعب والخوف في قلوب المسلمين من جيوش قريش ، ليس فقط لم يؤثر في زعزعة إيمانهم وثقتهم بالله تعالى وبالإسلام ، بل إزداد إيمانهم واشتدت ثقتهم بالله وتوكلهم عليه ، كلّ ذلك كان بسبب أنّهم كانوا يعيشون الثقة بوعد الله وصدق النبي الأكرم وأنّهم لو عملوا بارشادات النبي في واقعة احد فإنّ النصر سيكون حليفهم لا محالة.

ومن عجائب هذه الواقعة هو أنّ النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) أمر المسلمين الّذين اشتركوا في احد فقط بالحضور إلى حمراء الأسد دون غيرهم ، لكي يفهم العدو أنّ جيش المسلمين في احد ما زال قوياً رغم وجود الكثير من الجرحى في صفوفه ، وما زال مستعداً للقتال دون ضعف وفتور رغم استشهاد العديد من ابطاله وأفراده ، وهذا هو الّذي أخاف الأعداء وزرع الخوف والقلق في قلوبهم.

ونقرأ في الآيات اللاحقة وفي الآية 175 من هذه السورة إشارة للتفاوت بين الأفراد الّذين يعيشون الخوف والجبن وبين المؤمنين الّذين يعيشون الشجاعة والتوكل ، حيث تقول الآية : (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

ونستوحي من هذه الآية الشريفة أنّ مثل هذا الخوف يتّسم بصفة شيطانية والغرض منه تضعيف روحية المؤمنين واهتزاز معنوياتهم واتخاذ موقف انفعالي أمام تحديات الظروف وبالتالي التهرب من ضغط المسؤولية والتكليف ، والحال أنّ المؤمنين الحقيقيين لا يشعرون بالخوف إلّا من الله تعالى.

وطبقاً لهذه العبارات الواردة في الآية الشريفة فإنّ الجبن يمتد في جذوره إلى عناصر الشر في واقع الإنسان في حين أنّ الشجاعة تسترفد مقوماتها من عنصر الإيمان وتعدّ من معطياته وثماره ، لأن المؤمن وبالتوكل على الله القادر المطلق يرى نفسه منتصراً في جميع الميادين. أما الأشخاص الّذين يعيشون الاهتزاز في إيمانهم ويعتمدون على قدراتهم الذاتية فإنّهم منهزمون على أية حال لما يروا من محدودية قدراتهم وهزال امكاناتهم ، ولذا يستولي عليهم الخوف والاضطراب أمام تحديات الواقع ومشكلاته المتزايدة.

لقد تكاتفت قوى الشر والانحراف في واقعة «حمراء الأسد» لإظهار قوّة جيش قريش وتفخيمها بأكبر حجم لإخافة المؤمنين والقاء الرعب في قلوبهم ، إلّا أنّ القرآن الكريم يقرر أنّ أولياء الشيطان واتباعه هم الّذين يتأثرون بهذه المظاهر الخدّاعة ، بينما يعيش أولياء الله الثبات والاستقامة في خط الحقّ والرسالة ([19]).

وتنطلق «الآية السابعة» والأخيرة من الآيات مورد البحث للتذكير بهذه الحقيقة ، وهي أنّ إحدى صفات المبلّغين الرساليين هي طهارتهم من رذيلة الجبن والخوف من غير الله تعالى ، وتقول : (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللهَ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً)([20]).

إن تبليغ الرسالة الإلهية من أهم وظائف الأنبياء والمرسلين ، وهذا لا يتسنى إلّا بخلو النفس من أية شائبة من شوائب الخوف والجبن والتردد.

هذه الآية الشريفة الناظرة إلى الأنبياء الماضين تحذّر النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) بالدرجة الاولى ، واتباعه المخلصين بالدرجة الثانية من مغبة الشعور بالخوف والتردد حين إبلاغ الرسالات السماوية وأنّ عليهم أن لا يخشون أحداً إلّا الله تعالى ، ومفهوم هذا الخطاب القرآني هو أنّ الأشخاص الجبناء والّذين يعيشون الخوف والتخاذل في الموقف غير لائقين لتولي هذه المهمة وأداء هذه الرسالة.

وذهب بعض المفسرين إلى أنّ هذه الآية تدلّ على أنّ الأنبياء الإلهيين لا ينبغي لهم استعمال التقية ، ولكن هذا الرأي إنما يكون صحيحاً إذا فسّرنا التقية بمعناها السلبي من الخوف والخشية من المخالفين ، والحال أنّ التقية لا تستوحي مقوماتها من الخوف دائماً ، بل قد تكون بدافع من الحرص على جذب المخالفين إلى سواء السبيل وإيصال الناس إلى الغايات الإلهيّة بصورة تدريجية ، ولعلّ قول إبراهيم (عليه‌ السلام) «هذا ربي» أمام الوثنيين من قومه كان من هذا القبيل (فتأمل).

النتيجة النهائية :

تبيّن من خلال استعراضنا لجملة من الآيات الكريمة أهمية الشجاعة والشهامة في حركة الإنسان المؤمن ، ودور هذه الفضيلة الأخلاقية في صياغة مصير الإنسانية على المستوى المادي والمعنوي ، وكذلك تبيّن في الجهة المقابلة الآثار السلبية لرذيلة الجبن وعواقبها السيئة على حياة الإنسان.

وصحيح أنّ هذه الآيات الكريمة لم تفصل البحث عن الشجاعة والجبن بصورة مستقلة وبشكل مباشر ، إلّا أنّها أشارت إلى دور هذه المفاهيم الأخلاقية في حياة الإنسان بشكل ضمني وببيان دقيق وجميل.


[1] سورة الأنبياء ، الآية 51 ـ 58.

[2] سورة النمل ، الآية 10.

[3] سورة البقرة ، الآية 249 و 250.

[4] سورة الأحزاب ، الآيات 13 و 22.

[5] سورة التوبة ، الآية 52.

[6] سورة آل عمران ، الآية 173 و 175.

[7] سورة الأحزاب ، الآية 39.

[8] سورة الأنبياء ، الآية 51.

[9] سورة الأنبياء ، الآية 57.

[10] سورة الأنبياء ، الآية 58.

[11] سورة النمل ، الآية 10.

[12] سورة طه ، الآية 21.

[13] سورة البقرة ، الآية 250.

[14] سورة الأحزاب ، الآية 13.

[15] سورة الأحزاب ، الآية 22.

[16] سورة التوبة ، الآية 52.

[17] سورة آل عمران ، الآية 172.

[18] سورة آل عمران ، الآية 173.

[19] هناك تفسيران لجملة «إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه» بين المفسرين ، فبعضهم ذهب إلى أنّ «أولياء» فاعل ـ أو بمنزلة الفاعل على تقدير من أوليائه ـ وطبقاً لهذا التفسير فإنّ أولياء الشيطان هم الّذين يقومون بعملية التخويف والتهديد للناس ، في حين أنّ التفسير الآخر يرى أنّ «أولياء» مفعول به كما هو الظاهر من جو الآية الشريفة والمطابق للقراءة المشهورة ، حيث يكون معنى الآية ، «إن الشيطان قادر على تخويف اتباعه فقط من المنافقين وأمثالهم وليس له قدرة على تخويف المؤمنين».

[20] سورة الأحزاب ، الآية 39.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.