أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016
1742
التاريخ: 14-2-2022
2019
التاريخ: 29-9-2016
1847
التاريخ: 4-6-2020
2034
|
وقبل أن نستعرض في بحثنا هذا مفهوم التعصب ودوافعه ونتائجه الوخيمة على حياة الإنسان نرى من اللازم أوّلاً استعراض الأحاديث الإسلامية في هذا الباب لأنها تتضمن الكثير من الامور المتعلقة بهذا الموضوع بصوره إجمالية.
والأحاديث الشريفة في هذا الموضوع كثيرة ونشير إلى نماذج منها :
1 ـ ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةً مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ عَصَبِيَّةٍ بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ اعْرَابِ الْجَاهِلِيَّةِ» ([1]).
وهذا التعبير يشير إلى أنّ هذه الرذيلة الأخلاقية إلى درجة من الخطورة بحيث إنّ أدنى درجة منها تتقاطع مع الإيمان الخالص.
2 ـ وورد في حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «انَّ اللهَ يُعَذِّبُ السِّتَّةَ بِالسِّتَّةِ ، الْعَرَبَ بِالْعَصَبِيَّةِ ، وَالدَّهَاقِينَ بِالْكِبْرِ ، وَالْامَرَاءَ بِالْجَوْرِ ، وَالْفُقَهَاءَ بِالْحَسَدِ ، وَالتُّجَّارَ بِالْخِيَانَةِ ، وَاهْلَ الرَّسَاتِيقِ بِالْجَهْلِ» ([2]).
والملفت للنظر أنّ هذا الحديث الشريف يذكر التعصب على رأس هذه الامور الستة في حين أنّها جميعاً من الذنوب الكبيرة.
3 ـ ونقرأ في حديث آخر عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قوله : «لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا الَى عَصَبِيَّةٍ ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ» ([3]).
4 ـ وجاء في الخطبة المعروفة بالقاصعة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نفي التكبّر والتعصّب وأنّ هذه الحالات هي السبب الأساس في إنحراف إبليس وشقائه وأنّ الله تعالى عند ما أمر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا إلّا إبليس فإنه يقول : «اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بِخَلْقِهِ وَتَعَصَّبَ عَلَيْهِ لِاصْلِهِ. فَعَدُوُّ اللهِ امَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ ، وَسَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ ، الّذي وَضَعَ اسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ» ([4]).
5 ـ وفي حديث آخر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «مَنْ تَعَصَّبَ أَوْ تُعُصِّبَ لَهُ فَقَدْ خَلَعَ رَبَقَ الْايمَانِ مِنْ عُنُقِهِ» ([5]).
ونعلم أنّ التعصّب والعناد هُما لازم وملزوم ، ولهذا السبب أوردناهما تحت عنوان واحد ، وأما بالنسبة إلى حالة العناد والاصرار في السلوك البشري وآثارها السلبية فلدينا الكثير من الروايات في هذا الباب ، منها :
1 ـ ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «ايَّاكَ وَاللِّجَاجةَ ، فَانَّ اوَّلَهَا جَهْلٌ وَآخِرَهَا نَدَامَةً» ([6]).
2 ـ وجاء في حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله : «اللِّجَاجُ اكْثَرُ الْاشْيَاءِ مَضَرَّةً فِي الْعَاجِلِ وَالْآجِلِ» ([7]).
3 ـ وفي حديث آخر عن هذا الإمام أنّه قال : «اللِّجَاجُ بَذْرُ الشَّرِّ» ([8]).
4 ـ وجاء في نهج البلاغة قوله : «اللِّجَاجَةُ تَسِلُّ الرَّأْيَ» ([9]).
5 ـ وأيضاً ورد عن هذا الإمام قوله : «لَيْسَ لِلَجُوجٍ تَدْبِيرٌ» ([10]).
ومع ملاحظة هذه الروايات الشريفة يتضح التأثير المخرب لهاتين الرذيلتين الأخلاقيتين (التعصّب واللجاجة) في الحياة الفردية والاجتماعية للناس بحيث إنهما يدفعان الإنسان بعيداً عن الإيمان والإسلام ويجعلانه غريباً عن الأجواء الروحية المنفتحة على الله تعالى ويقودانه إلى الكفر والشرك والاقتداء بالشيطان وترك حبل الإيمان ، وسوف يأتي لاحقاً الدوافع الكامنة في هذه الحالة الأخلاقية.
[1] اصول الكافي ، ج 2 ص 308 (باب العصبيّة).
[2] الكافي ، ج 8 ، ص 162 ، ح 17.
[3] سنن أبي داود ، ح 5121 ، طبقاً لنقل ميزان الحكمة.
[4] نهج البلاغة ، الخطبة القاصعة ، الخطبة 192.
[5] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 308 ، ح 2.
[6] ميزان الحكمة ، ج 4 ، ص 2770 (مادّة لجاجة).
[7] المصدر السابق.
[8] المصدر السابق.
[9] نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الرقم 179.
[10] غرر الحكم ، ح 10662.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|