أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-5-2020
2310
التاريخ: 3-4-2022
1630
التاريخ: 29-9-2016
1626
التاريخ: 18-6-2022
1668
|
للحقد آثار خطيرة مدمرة لحياة الإنسان نذكر منها :
1- يسلب الإنسان راحته وسعادته؛ وذلك لأن الحقد يولد القلب والاضطراب والتوتر الداخلي ، ويجعل الإنسان في عذاب دائم لا يتوقف حتى يأكل روحه وبدنه، يقول سيد العارفين علي (عليه السلام) : (الحقود معذب النفس متضاعف الهم ... لا راحة له)(1)
وروي انه مكتوب على باب الجنة : (لا إله إلا الله محمد رسول الله ، علي ولي الله، لكل شيء حيلة ، وحيلة العيش اربع خصال :
1- القناعة، وبذل الحق، وترك الحقد ، ومجالسة اهل الخير)(2)
2- يفقد الإنسان حالة التوازن الروحي والأخلاقي ، والاجتماعي ، لأن قلب الحقود مقيد باغلال العداوة والبغضاء فهو ينظر دائماً إلى الناس من جانبهم السلبي فلا يكاد يبصر حسنة لاحد، يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : (أشد القلوب غلا قلب الحسود) ، و (لا مودة لحقود)
3- قلنا ان الحقد نار تكمن في قلب الإنسان ، وتبقى مستعرة في داخله إلى ان تحوله إلى رماد، ولا تضر المحقود عليه إلا إذا انفجرت ، يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : (الحقد نار لا تطفئ إلا بالظفر [كامنة لا يطفئها إلا موت او ظفر] )
4- ان الحقد من اهم مناشيء التشتت والتمزق الاجتماعي ، لأنه يمنع روح الوفاق ، والوئام ، والمحبة ، ويخلق الفتن والمحن ، يقول امير المؤمنين (عليه السلام) :
(سبب الفتن الحقد) ، و(الحقد مثار الغضب)
5- ان الحاقد قد ينفس عن نفسه عندما تسنح له الفرصة بالانتقام ممن يحقد عليه، إلا انه قد ينقلب هذا الانتقام إلى حالة ندم يحرك ضمير حامله ويؤدي به إلى الهلاك ، كما وقع للحجاج الثقفي في ذلك ، فقد روي الطبري : ان الحجاج حين امر بضرب عنق سعيد بن جبير (التبس مكانه فجعل يقول : فيودنا قيودنا ، فظنوا انه قال : القيود التي على سعيد بن جبير ، فقطعوا رجليه من أنصاف ساقيه واخذوا القيود ...)(3) ثم قال الطبري : (فلم يلبث بعده إلا نحوا من أربعين يوماً فكان إذا نام يراه في منامه يأخذ بمجامع ثوبه ، فيقول : يا عدو الله لم قتلتني ؟
فيقول : مالي ولسعيد بن جبير ! ولسعيد بن جبير !)(4)
وقيل ان الحجاج لما حضرته الوفاة كان يغوص ثم يفيق ، ويقول : مالي ولسعيد !
وقيل : (رؤي الحجاج بعد موته ، فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : قتلني لكل قتلة قتلة ، وقتلني بسعيد سبعين قتلة)(5)
6- ان الحقد من اهم المهلكات للإنسان في الدنيا والآخرة ، يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : (ثلاث لا يهنأ لصاحبهن عيش : الحقد ، والحسد ، وسوء الخلق) ولا اعرف امراً يهلك الإنسان ويفتت دينه ، بل يحرمه لذة العيش كالحقد ؛ لأنه هو الذي يدفع الإنسان إلى ارتكاب مختلف المحرمات الشرعية والمخالفات الاخلاقية فالكذب، والغيبة ، والبهتان ، وهتك الستر ، والشماتة كلها من نتائج الحقد ...
7- واخطر من ذلك كله ان الحقد يحرم الإنسان من رحمة الله ، وغفرانه وليس هناك من اثر خطير اعظم من هذا، والسر في حرمانه من رحمة الله ان الظرف النفسي للحاقد كثيف بالرين ، مغلق لا يقبل نور الله تعالى ، وفيوضاته فهو كالأرض السبخة التي لا يزيدها الماء العذب إلا عفونة وخشونة ، فقد روي في كنز العمال للمتقي الهندي عن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال : (إن الله تعالى يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ، ويرحم المسترحمين ، ويؤخر اهل الحقد كما هم عليه) وفي رواية اخرى (ويدع اهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه) وفي ثالثة : (تعرض اعمال بني آدم كل اثنين وخميس فيرحم المترحمين ، ويغفر للمستغفرين ، ثم يذر أهل الحقد بحقدهم)(6).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآمدي، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 299 .
(2) المحدث المجلسي ، بحار الانوار : 8/144.
(3) تاريخ الطبري : 6/490 .
(4) تاريخ الطبري : 6/491.
(5) ابن خلكان ، وفيات الاعيان : 2/374 .
(6) المتقي الهندي، كنز العمال : 3/464-466
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|