يعود منشأ و اصل الصخور الى الصهير الصخري (الماكما) الذي يندفع من باطن الأرض نحو سطحها، وقد يتصلب في الأجزاء العليا من القشرة الأرضية مكوناً الصخور النارية المتداخلة، أو ربما يصل الى سطح القشرة الأرضية ويسيل عليه على شكل (لافا) أي طفوح بركانية ثم يتصلب فوق السطح مكوناً الصخور النارية البركانية أو السطحية. وعليه فان اول انواع الصخور هي الصخور النارية التي تنشأ نتيجة برودة الصهير وتتصلب مكونة صخور ذات سمات تميزها عن انواع الصخور الأخرى. عندما تنكشف الصخور النارية فوق سطح الأرض فأنها تتعرض لعمليات التجوية التي تعمل على تفتيتها بمرور الزمن ، ثم تنقل هذه المفتتات وتترسب بعيداً عن المنشأ الأصلي ، وهذه مهمة عوامل التعرية المختلفة مثل المياه الجارية والجليد والرياح والأمواج، وعند تراكم الرواسب على شكل طبقات افقية في بيئة ترسيبيه مناسبة سواء كانت بحرية مثل قيعان المحيطات أم بيئة قارية مثل السهول الفيضية للأنهار أو بيئة ترسيبيه هامشية أو انتقالية مثل البحيرات الساحلية والسبخات الساحلية، عندئذ تبدأ عملية تحول المفتتات الى صخر صلب متماسك، وتتصلب الرواسب عندما تتضاغط تحت ثقل الطبقات التي فوقها أو عندما تلتحم مع بعضها فتتكون الصخور الرسوبية. وقد تتعرض الصخور الرسوبية لضغط شديد إذا ما دفنت تحت اعماق كبيرة في باطن الأرض أو تعرضت الى حرارة عالية نتيجة اقترابها من خزانات الصهير، مما يؤثر في سماتها الصخرية ويطلق على هذه العملية مصطلح التحول الصخري، أي تحول الصخور النارية والرسوبية الى صخور متحولة. وحينما تتعرض الصخور المتحولة الى حرارة وضغط شديدين فأنها تنصهر مرة اخرى مكونة بذلك الصهير الذي قد يتصلب بالبرودة ويتبدل الى صخور نارية لتكرر دورتها مرة اخرى وكما يتبين من الشكل ( 20 ) .