المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

محمد بن كاظم بن محمد حسين الزّنجاني.
14-7-2016
اتجاهات تحديد مدى المسؤولية الجنائية الدولية للدولة
25-3-2017
العوامل البيئية والنشاط الموسمي للحلم رباعي الأرجل
23-6-2021
«علم الجراحة»
9-05-2015
اسم الفاعل
20-10-2014
البروتينات المخاطية Mucoproteins
2-4-2019


بداية التربية  
  
1145   07:58 صباحاً   التاريخ: 8/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص35
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016 3810
التاريخ: 12-1-2016 1788
التاريخ: 15-11-2017 2247
التاريخ: 29-1-2023 1323

يعتقد بعض المهتمين بشؤون التربية انها يجب ان تبدأ من سن الثالثة من العمر، بينما يرى آخرون وجوب بدايتها منذ مطلع الولادة.

وبطبيعة الحال ان كل واحد من هذين الفريقين يطرح رأيه وفقاً للنظرة التي يحملها عن موضوع التربية. ولكن اذا ما تقرر طرح المسالة على هذه الشاكلة وبصورة جادة، فان من يطرح وجوب الشروع التربية مع بداية الولادة فانه في الواقع قد اهمل مائتي عام من تربية الاجيال. فما أكثر الامور والابعاد التي يهملها الانسان في تربية الجيل فتبقى افرازاتها وتأثيراتها حتى سبعة أجيال لاحقة (وهو ما يقارب مدة 200 سنة)، ولاشك ان التهاون في أمر التربية حالياً تتمخض عنها تأثيرات تطال الاجيال اللاحقة.

وعلى كل الأحوال فان الذي يترتب علينا نحن في امر التربية هو الاهتمام بامر الذرية اعتباراً من مرحلة الزواج واختيار الزوجة ولحظة الجماع، وكذلك فان فترة الحمل لها دور مصيري في التربية ولايجوز التهاون بشأنها، وهكذا أيضاً في أيام الولادة اذ انها تستلزم اهتماماً ورعاية خاصة.

ومن الطبيعي ان لكل مرحلة من مراحل العمر منهجاً خاصاً في التربيه والالتزام والآداب والنظم والاخلاق والفن والحرفة وغير ذلك: وعلى العموم تجدر الاشارة هنا إلى انه كلما بدأت التربية في وقت مبكر - مع مراعاة قدرة الاستيعاب والظروف المناسبة الاخرى - كانت اكثر نجاحاً.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.