أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2017
6136
التاريخ: 23-5-2017
3010
التاريخ: 11-12-2014
3341
التاريخ: 21-6-2017
2853
|
جعلت قبائل العرب بعد ظهور الاسلام ترسل وفودها إلى النبي(صلى الله عليه وآله)بالمئات والعشرات والجماعة والآحاد بعضها مسلمة وبعضها على شركها فمنها من يسلم فورا ومنها بعد مدة ومنها يبقى على شركه وهو القليل ومن يسلم يعود إلى قومه فيسلمون كلهم أو بعضهم أو يبقون على شركهم ومنهم من يبايع على قومه ولهم اخبار حسان يعرف منها كثير من أخلاق العرب وعاداتهم ووفائهم ويعرف من سيرته(صلى الله عليه وآله)معهم فضيلة الإسلام و شئ كثير من السياسة الاسلامية الباهرة التي أوجبت انتشار الاسلام بسرعة فيهم وفي غيرهم فكان(صلى الله عليه وآله)يكرمهم ويوسع لرؤسائهم في المجالس ويجلسهم بجانبه ويؤنسهم بالحديث ويسألهم عن أهاليهم وبلادهم ويغير أسماءهم بأحسن كعبد العزى بعبد الله وغوي براشد ويدعو لهم ويحلم عن جاهلهم ويعفو عن مسيئهم ويطلق لهم أسراهم ويضيف كثيرا منهم ويعطيهم الجوائز ويتألفهم مهما أمكن ويزجر من تعدى طوره منهم بما يخالف الشريعة الاسلامية ويأمر من يرسله لقبض زكاتهم ان يأخذها من أغنيائهم فيردها على فقرائهم وقد ذكرهم وذكر اخبارهم محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير مسندة مفصلة واكتفينا هنا بالإشارة الاجمالية إلى أكثرهم وذكر شئ من اخبارهم مما فيه عظة وعبرة وفوائد جلى مع حذف الأسانيد خوفا من التطويل وأشرنا إلى بعض ما في تلك الأخبار من الفوائد والعبر وتركنا ذكر البعض ممن ذكره ابن سعد.
اما سرد الوفود التي ذكرها محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير وذكر اخبارها مفصلة مسندة فهي : و وفد مزينة و وفد أسد و وفد تميم و وفد عبس و وفد فزارة و وفد مرة و وفد ثعلبة و وفد محارب و وفد سعد بن بكر و وفد كلاب و وفد رؤاس بن كلاب و وفد عقيل بن كعب و وفد جعدة و وفد قشير بن كعب و وفد بني البكاء و وفد كنانة و وفد أشجع و وفد باهلة و وفد سليم و وفد هلال بن عامر و وفد عامر بن صعصعة و وفد ثقيف و وفوود ربيعة و وفد عبد القيس و وفد بكر بن و وائل و وفد تغلب و وفد حنيفة و وفد شيبان و وفادات أهل اليمن و وفد طئ و وفد تجيب و وفد خو ولان و وفد جعفي و وفد صداء و وفد مراد و وفد زبيد و وفد كندة و وفد الصدف و وفد خشين و وفد سعد هذيم و وفد بلي و وفد بهراء و وفد عذرة و وفد سلامان و وفد جهينة و وفد كلب و وفد جرم و وفد الأزد و وفد غسان و وفد الحارث بن كعب و وفد همدان و وفد سعد العشيرة و وفد عنس و وفد الداربين و وفد الرهاويين حي من مذحج و وفد غامد و وفد النخع و وفد بجيلة و وفد خثعم و وفد الأشعرين و وفد حضرموت و وفد أزد عمان و وفد غافق و وفد بارق و وفد دوس و وفد ثمالة و والحدان و وفد أسلم و وفد جذام و وفد مهرة و وفد حمير و وفد نجران و وفد حيشان و وفد السباع اما ما اخترناه من اخبار أكثرهم من طبقات ابن سعد بحذف الأسانيد فأول من وفد على رسول الله(صلى الله عليه وآله)وفد مزينة سنة خمس. أربعمائة رجل فقال لهم أنتم مهاجرون حيث كنتم فارجعوا إلى أموالكم فرجعوا إلى بلادهم وفيه من الحكمة وحسن السياسة ما لا يخفى وبايعه رجل منهم اسمه خزاعي على قومه فلم يجدهم كما ظن فلم يرجع فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)لحسان أذكر خزاعيا ولا تهجه فقال أبياتا أولها :
الا أبلغ خزاعيا رسولا * بان الذم يغسله الوفاء
فقال يا قوم قد خصكم شاعر الرجل فاسلموا وفيه من الدعاء إلى سبيل الله بالحكمة ومن مزية الشعر ما هو ظاهر
ووفد جهينة لما قدم المدينة وفيهم عبد العزى بن بدر فسماه عبد الله واخوه لأمه أبو روعة فقال له رعت العدو (انش) وقال من أنتم قالوا بنو غيان قال أنتم بنو رشدان وكان اسم واديهم غوى فسماه رشدا وخط لهم مسجدهم وهو أول مسجد خط بالمدينة
ووافد بني سعد بن بكر : في رجب سنة خمس أرسلوا وافدا إليه(صلى الله عليه وآله)فاغلظ في المسألة سأله عمن أرسله وبما أرسله وعن شرائع الاسلام فاجابه عن ذلك كله فرجع مسلما فما امسى في حاضره رجلا ولا امرأة إلا مسلما وبنوا المساجد وأذنوا
ووفد أشجع سنة خمسمائة وقيل سبعمائة وقيل بعد ما فرع من بني قريظة نزلوا شعب سلع فخرج إليهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)وامر لهم باحمال التمر ووادعهم ثم أسلموا
ووفد ثعلبة سنة ثمان أربعة نفر فامر لهم بضيافة وأجازهم ووفد بني قشير بن كعب سنة ثمان بعد حنين فاسلموا فاقطع بعضهم وأعطي بعضهم وكساه بردا وولاه صدقات قومه واسمه قرة بن هبيرة فقال :
حباها رسول الله إذ نزلت به * وأمكنها من نائل غير منفذ
فأصبحت بروض الخضر وهي حثيثة * وقد أنجحت حاجاتها من محمد
عليها فتى لا يردف الذم خلفه * تروك لأمر العاجز المتردد
ووافد باهلة بعد الفتح سنة ثمان فأسلم وأخذ لقومه أمانا وكتب له رسول الله(صلى الله عليه وآله)كتابا فيه فرائض الصدقات وقدم عليه آخر منهم فأسلم وكتب له ولمن أسلم من قومه كتابا فيه شرائع الاسلام
ووفد أسد أول سنة تسع وكانوا عشرة قال له بعضهم : أتيناك نتدرع الليل البهيم في سنة شهباء ولم تبعث إلينا بعثا فنزل فيهم : {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} [الحجرات: 17].
ووفد تميم سنة تسع تسعون أو ثمانون من رؤسائهم فيهم عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم والأقرع بن حابس وعمرو بن الأهتم وغيرهم وكان(صلى الله عليه وآله)ارسل رجلا على صدقات بني كعب من خزاعة فاستنكر ذلك بنو تميم وأرادوا المحاربة فقدم المصدق على النبي(صلى الله عليه وآله) فأخبره فأرسل إليهم خمسين فارسا من العرب فأسروا منهم وسبوا فجاء رؤساؤهم إليه(صلى الله عليه وآله)في فكاك أسراهم فنادوا يا محمد اخرج إلينا فنزلت : {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4] فقال الأقرع بن حابس يا محمد ائذن لي فوالله ان مدحي لزين وان ذمي لشين فقال كذبت ذاك الله تبارك وتعالى وخطب خطيبهم عطارد بن حاجب فقال(صلى الله عليه وآله)لثابت بن قيس بن شماس أجبه فاجابه ثم قالوا يا محمد ائذن لشاعرنا فاذن له فقام الزبرقان بن بدر فانشد فقال(صلى الله عليه وآله)لحسان أجبه فاجابه فقالوا والله لخطيبه أبلغ من خطيبنا وشاعره أشعر من شاعرنا وهم أحلم منا وقال(صلى الله عليه وآله)في قيس بن عاصم هذا سيد أهل الوبر ورد عليهم الاسرى والسبي وأجازهم .
ووفد عبس تسعة قالوا له أخبرنا قراؤنا انه لا إسلام لمن لا هجرة له ولنا أموال ومواش هي معاشنا فإن كان كذلك بعناها وهاجرنا فقال(صلى الله عليه وآله)اتقوا الله حيث كنتم فلن يلتكم من أعمالكم شيئا وسألهم عن خالد بن سنان فقالوا لا عقب له فقال نبي ضيعه قومه.
ووفد فزارة سنة تسع بضعة عشر رجلا سال(صلى الله عليه وآله)وفد بني فزارة عن بلادهم فقال أحدهم أسنتت بلادنا وهلكت مواشينا وأجدب جنابنا وغرث عيالنا فادع لنا ربك فدعا لهم فسقوا .
ووفد مرة سنة تسع ثلاثة عشر رجلا سال(صلى الله عليه وآله)رأس وفد مرة أين ترك أهله فأخبره قال وكيف البلاد قال والله إنا لمسنتون فادع الله لنا فدعا لهم فسقوا .
ووفد محارب سنة عشر عشرة نفر فانزلهم دار رملة بنت الحارث وأضافهم فاسلموا وتكلفوا اسلام من وراءهم فأجازهم .
ووفد كلاب سنة تسع ثلاثة عشر رجلا فانزلهم دار رملة بنت الحارث ورحب بهم كعب بن مالك أحد الصحابة وذهب معهم إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)فسلموا عليه بسلام الاسلام وأخبروه ان الذي أرسله إليهم سار فيهم بالكتاب والسنة كما امره وأخذ الصدقة من أغنيائهم فردها على فقرائهم .
ووافد بني رؤاس بن كلاب واسمه عمرو بن مالك جاءه(صلى الله عليه وآله)فأسلم ودعا قومه إلى الاسلام فقالوا حتى نصيب ثارنا من بني فلان فحاربوهم وقتل عمرو رجلا منهم ثم ندم وغل يده إلى عنقه وخرج يريد النبي(صلى الله عليه وآله)فاتاه عن يمينه فاعرض عنه فاتاه عن يساره فاعرض عنه فاتاه من قبل وجهه وقال يا رسول الله ان الرب ليرتضي فيرضى فارض عني رضي الله عنك ؛ قال : قد رضيت عنك .
ووفد عقيل بن كعب سبعة في عدة دفعات منهم ثلاثة فبايعوا واسلموا وبايعوه عمن وراءهم من قومهم فأعطاهم العقيق أرضا فيها عيون ونخل وكتب لهم به كتابا في أديم احمر ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وسمعوا وأطاعوا ولم يعطهم حقا لمسلم .
ووفد عليه منهم لقيط بن عامر فأعطاه ماء يقال له النظيم وبايعه على قومه وقدم عليه منهم أبو حرب بن خويلد فقرأ عليه القرآن فقال أما أيم الله لقد لقيت الله أو لقيت من لقيه وانك لتقول قولا لا نحسن مثله وضرب قداحه على الاسلام والكفر فخرج عليه سهم الكفر وقدم اخوه عقال على رسول الله(صلى الله عليه واله)فقال له أ تشهد ان محمدا رسول الله ؟ فقال أشهد ان هبيرة ابن النفاضة نعم الفارس يوم كذا ثم قال أ تشهد ان محمدا رسول الله فقال أشهد ان الصريح تحت الرغوة ثم قال له الثالثة فأسلم فيه فضل الحلم وعدم الياس ووفد بني البكاء سنة تسع ثلاثة نفر فامر لهم بمنزل وضيافة وأجازهم وقال له أحدهم وعمره مائة سنة اني أتبرك بمسك وابني هذا بربي فامسح وجهه ففعل وأعطي الابن أعنزا عفرا وبرك عليهن فقال حفيده من أبيات :
وأبي الذي مسح الرسول برأسه * ودعا له بالخير والبركات
ووفد كنانة وفد عليه(صلى الله عليه وآله)واثلة بن الأسقع الليثي من بني كنانة وهو يتجهز إلى تبوك فقال اتيتك لأؤمن بالله ورسوله فبايع على ما أحببت وكرهت فبايعه ورجع إلى أهله فأخبرهم فحلف أبوه لا يكلمه وأسلمت أخته وجهزته فرجع فوجد النبي(صلى الله عليه وآله)قد خرج إلى تبوك فقال من يحملني وله سهمي فحمله رجل وبعثه رسول الله(صلى الله عليه وآله)مع من بعث إلى أكيدر فغنم وجاء بسهمه للذي حمله فأبى ان يأخذه وقال انما حملتك لله .
ووفد سليم قدم عليه(صلى الله عليه وآله)قيس بن نسيبة من بني سليم وسأله عما شاء فاجابه ودعاه إلى الاسلام فأسلم ورجع إلى قومه فقال لهم قد سمعت ترجمة الروم وهينمة فارس وأشعار العرب وكهنة الكاهن وكلام مقاول حمير فما يشبه كلام محمد شيئا من كلامهم فلما كان عام الفتح خرج منهم سبعمائة إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)فلقوه بقديد واسلموا وكانوا في مقدمته واعطى راشد بن عبد ربه أرضا يقال لها رهاط فيها عين يقال لها عين الرسول وكان راشد يسدن صنما لبني سليم فرأس ثعلبين يبولان عليه فقال :
أ رب يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب
ثم شد عليه فكسره واتى النبي(صلى الله عليه وآله)فقال ما اسمك فقال غاوي بن عبد العزى فقال أنت راشد بن عبد ربه فأسلم ووفد عليه(صلى الله عليه وآله)منهم قدر بن عمار فأسلم وعاهده ان يأتيه بألف منهم على الخيل فخرج معه تسعمائة وخلف مائة في الحي فمات في الطريق فامر على كل ثلثمائة أميرا وقال ائتوا هذا الرجل حتى تقضوا العهد الذي في عنقي فسألهم(صلى الله عليه وآله)عن المائة العاشرة فقالوا خلفها في الحي مخافة حرب كان بيننا وبين كنانة فقال ابعثوا إليها فلا باس عليكم فبعثوا إليها فجاءت .
ووفد هلال بن عامر وفد عليه(صلى الله عليه وآله)قبيصة بن المخارق من بني هلال بن عامر فقال إني حملت عن قومي حمالة فأعني فيها قال هي لك في الصدقات ان جاءت.
ووفد عليه منهم زياد بن عبد الله وهو شاب وكانت ميمونة بنت الحارث زوجة النبي(صلى الله عليه وآله)خالته فأمه غرة بنت الحارث فلما رآه(صلى الله عليه وآله)عندها غضب ورجع فقالت هذا ابن أختي فرجع واخذه معه إلى المسجد ودعا له ومسح على رأسه ووجهه إلى طرف انفه فقال بعض الشعراء في ابنه علي:
يا ابن الذي مسح النبي برأسه * ودعا له بالخير عند المسجد
ما زال ذاك النور في عرنينه * حتى تبوأ بيته في الملحد
ووفد عامر بن صعصعة فسلموا عليه فقال من أنتم قالوا بنو عامر بن صعصعة قال مرحبا بكم أنتم مني وانا منكم وهذا حسن خلق لا مثيل له وكان فيهم عامر بن الطفيل فقال يا محمد ما لي إن أسلمت قال لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال أ تجعل لي الأمر من بعدك قال ليس ذلك
لك قال أ فتجعل لي الوبر ولك المدر قال لا ولكني أجعل لك أعنة الخيل فإنك امرؤ فارس قال أ وليست لي لأملأنها عليك خيلا ورجالا فدعا عليه فهلك ، أصابه داء في رقبته فمال إلى بيت امرأة من سلول وقال غدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية : طلب ما لا يمكن فلم يجبه(صلى الله عليه وآله)ولم يؤيسه بل عرض عليه ما هو قريب من مطلوبه ومن الغاية التي يتوخاها وهي الرياسة بان يكون أمير الجيش وذلك سياسة كبرى وحكمة بالغة وفيهم أيضا عبد الله بن الشخير فقال يا رسول الله أنت سيدنا وذو الطول علينا فقال السيد الله لا يستهوينكم الشيطان هذا تواضع منه(صلى الله عليه وآله) وقدم عليه منهم علقمة بن علاثة وعمر جالس إلى جانب النبي فقال له(صلى الله عليه وآله): أوسع لعلقمة فأوسع له فجلس إلى جنبه(صلى الله عليه وآله)فقص عليه شرائع الاسلام وقرأ عليه قرآنا فقال يا محمد ان ربك لكريم وقد آمنت بك ولعل احترامه وإجلاسه له إلى جانبه كان معينا على إسلامه وجاء رجلان من ثقيف إلى النبي(صلى الله عليه وآله)فسألهم عن مالك بن عوف وقال خبروه انه ان اتاني مسلما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل فقدم عليه فأعطاه ذلك وجاءه(صلى الله عليه وآله)وفد منهم سبعون رجلا وقيل بضعة شر رجلا فنزل بعضهم على المغيرة بن شعبة وبعضهم ضرب لهم النبي(صلى الله عليه وآله)قبة في المسجد فكان يأتيهم كل ليلة بعد العشاء فيقف عليهم ويحدثهم ثم علموا القرآن واستعفت ثقيف من هدم اللات والعزى فأعفاهم .
ووفد عبد القيس كتب رسول الله(صلى الله عليه وآله)إلى أهل البحرين ان يقدم عليه عشرون رجلا منهم فقدموا وهم من عبد القيس من ربيعة فقيل : يا رسول الله هؤلاء وفد عبد القيس قال مرحبا بهم نعم القوم عبد القيس اللهم اغفر لعبد القيس اتوني لا يسألوني مالا هم خير أهل المشرق ورئيسهم
عبد الله بن عوف الأشبح وكان دميما فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)انما يحتاج من الرجل إلى أصغريه قلبه ولسانه وقال له فيك خصلتان يحبهما الله الحلم والأناة وأنزلهم في دار رملة بنت الحارث وكان ينزل فيها الوفود واجرى عليهم ضيافة وأقاموا عشرة أيام وكان عبد الله الأشبح يسال رسول الله(صلى الله عليه وآله)عن الفقه والقرآن وامر لهم بجوائز وفضل عبد الله فأعطاه اثنتي عشرة أوقية ونشأ .
ووفد بكر بن وائل فقال له رجل منهم هل تعرف قس بن ساعدة فقال(صلى الله عليه وآله)ليس هو منكم هذا رجل من إياد تحنف في الجاهلية فوافى عكاظ والناس مجتمعون فيكلمهم بكلامه الذي حفظ عنه .
ووفد تغلب ستة عشر رجلا قدموا عليه(صلى الله عليه وآله)مسلمين ونصارى عليهم صلب الذهب فصالح النصارى على أن يقرهم على دينهم على أن لا يصبغوا أولادهم في النصرانية وأجاز المسلمين بجوائزهم .
ووفد بني حنيفة بضعة عشر رجلا فيهم مسيلمة بن حبيب الذي تنبأ فانزلوا دار رملة بنت الحارث وأجريت عليهم ضيافة فكانوا يؤتون بغداء وعشاء مرة خبزا ولحما ومرة خبزا ولبنا ومرة خبزا وسمنا ومرة تمرا نثر لهم فاسلموا وأجازهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)بجوائز ووفد شيبان وفد عليه(صلى الله عليه وآله)حرملة بن عبد الله من بني كعب من بلعنبر من بني شيبان فقال يا رسول الله ما تأمرني ان أعمل فقال ائت المعروف واجتنب المنكر وانصرف ثم رجع وقال يا رسول الله ما تأمرني ان أعمل قال ائت المعروف واجتنب المنكر وانظر الذي تحب أذنك إذا قمت من عند القوم أن يقولوه لك فائته والذي تكره أن يقولوه لك إذا قمت من عندهم فأجتنبه .
ووفد طئ خمسة عشر رجلا رأسهم زيد الخيل بن مهلهل من بني نبهان فاسلموا وأجازهم بخمس أواق فضة كل واحد واعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية ونشأ وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا زيدا فإنه لم يبلغ كل ما فيه وسماه زيد الخير وقطع له فيدا وارضين .
ووفد نجيب سنة تسع ثلاثة عشر رجلا ساقوا معهم صدقات أموالهم المفروضة فسر رسول الله(صلى الله عليه وآله)بهم وقال مرحبا بكم وأكرم منزلهم وحباهم وأمر بلالا ان يحسن ضيافتهم وجوائزهم وأعطاهم أكثر مما كان يجيز به الوفد وقال هل بقي منكم أحد قالوا غلام خلفناه على رحالنا فارسلوه فقال اقض حاجتي قال وما حاجتك قال تسأل الله أن يغفر لي ويرحمني ويجعل غناي في قلبي فدعا له بذلك وأمر له بمثل ما أمر به لأحدهم .
ووفد مراد وفد عليه(صلى الله عليه وآله)منهم فروة بن مسيك المرادي فنزل على سعد بن عبادة وكان يتعلم القرآن وفرائض الاسلام وشرائعه واجازه رسول الله(صلى الله عليه وآله)باثنتي عشرة أوقية وحمله على بعير نجيب وأعطاه حلة من نسيج عمان واستعمله على مراد و زبيد ومذحج وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقات وكتب له كتابا فيه فرائض الصدقة ولم يزل على الصدقة حتى توفي رسول الله(صلى الله عليه وآله).
ووفد سعد هذيم أسلموا وبايعوا فامر بهم فانزلوا وضيفهم ثلاثا ثم جاءوا يودعونه فقال أمروا عليكم أحدكم وأمر بلالا فأجازهم بآواق من فضة ورجعوا إلى قومهم فاسلموا ووفد بلي في ربيع الأول سنة تسع فانزلهم رويفع بن ثابت البلوي في منزله ثم جاءوا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)وأسلموا وسألوه عن الضيافة وعن أشياء من أمر دينهم فأجابهم واتى رسول الله(صلى الله عليه وآله)بحمل تمر وقال استعن بهذا التمر فكانوا يأكلون منه ومن غيره وأمر لهم بجوائز لما ودعوه ووفد بهراء من اليمن ثلاثة عشر رجلا فانتهوا إلى باب المقداد بن عمرو فرحب بهم وأنزلهم وأتوا النبي(صلى الله عليه وآله)فاسلموا وتعلموا الفرائض وأمر(صلى الله عليه وآله)لهم بجوائزهم لما ودعوه .
ووفد عذرة سنة تسع ، اثنا عشر رجلا فنزلوا دار رملة بنت الحارث النجارية وجاءوا إلى النبي(صلى الله عليه وآله)فسلموا بسلام الجاهلية فقال(صلى الله عليه وآله)مرحبا بكم وأهلا ما منعكم من تحية الاسلام قالوا قدمنا مرتادين وسألوا عن أشياء من أمر دينهم فأجابهم وأسلموا وأجازهم كما كان يجيز الوفد وكسا أحدهم بردا .
ووفد عليه(صلى الله عليه وآله)رسول ملك حمير سنة تسع بكتابهم واسلامهم فامر بلالا ان ينزله ويكرمه ويضيفه وكتب إليه جواب كتابهم ووفد سلامان سبعة, سنة عشر فقالوا السلام عليك يا رسول الله فقال وعليكم من أنتم قالوا من سلامان قدمنا لنبايعك على الاسلام ونحن على من وراءنا من قومنا فقال لغلامه ثوبان انزلهم حيث ينزل الوفد وسألوه عن أمر الصلاة وشرائع الاسلام والرقى واسلموا وأعطى كل واحد منهم خمس أواق .
ووفد خولان في شعبان سنة عشر وهم عشرة فسألوه عن أشياء من أمر دينهم وأمر من يعلمهم القرآن والسنن وانزلوا دار رملة بنت الحارث وأمر بضيافة فأجريت عليهم وامر لهم بجوائز اثنتي عشرة أوقية ونش .
ووفد جرم فقالوا له من يصلي بنا فقال ليصل بكم أكثركم جمعا أو اخذا للقرآن.
ووفد الأزد فاسلموا فقال مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء وأطيبه كلاما وأعظمه أمانة أنتم مني وانا منكم وجعل شعارهم مبرورا .
ووفد غسان سنة عشر ثلاثة نفر فنزلوا دار رملة بنت الحارث وأسلموا وأجازهم رسول الله(صلى الله عليه وآله)بجوائز وقدموا على قومهم فلم يستجيبوا لهم فكتموا إسلامهم ووفد همدان وفدوا عليه(صلى الله عليه واله)وعليهم مقطعات الحبرة مكففة بالديباج فقال نعم الحي همدان ما أسرعها إلى النصر وأصبرها على الجهد ومنهم ابدال وأوتاد الاسلام فاسلموا .
ووفد الرهاويين حي من مذحج سنة عشر خمسة عشر رجلا فنزلوا دار رملة بنت الحارث فاتاهم(صلى الله عليه واله)فتحدث عندهم طويلا وأهدوا له هدايا منها فرس يقال له المرواح وامر به فشور بين يديه فأعجبه فاسلموا وتعلموا القرآن والفرائض وأجازهم كما يجيز الوفد ارفعهم اثنتا عشرة أوقية ونش واخفضهم خمس أواق .
ووفد غامد عشرة نزلوا ببقيع الغرقد ثم لبسوا من صالح ثيابهم وانطلقوا إلى رسول الله(صلى الله عليه واله)فاسلموا وكتب لهم كتابا فيه شرائع الاسلام واتوا أبي بن كعب فعلمهم قرآنا وأجازهم رسول الله(صلى الله عليه واله)كما يجيز الوفد ووفد النخع رجلان بعثهما قومهما إليه(صلى الله عليه واله)وافدين باسلامهم فبايعاه على قومهما فاعجب رسول الله(صلى الله عليه واله)شأنهما وحسن هيئتهما فقال هل وراءكما من قومكما مثلكما قالا يا رسول الله قد خلفنا من قومنا سبعين رجلا كلهم أفضل منا فقال اللهم بارك في النخع وقدم عليه وفد النخع من اليمن سنة إحدى عشرة وهم مائتا رجل فنزلوا دار رملة بنت الحارث وهم آخر من قدم من الوفد على رسول الله(صلى الله عليه واله)فجاءوا مقرين بالاسلام وكانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن .
ووفد حضرموت قدموا مع وفد كندة وهم ملوك حضرموت فمنهم وائل بن حجر الحضرمي من ملوك حضرموت وقال جئت راغبا في الاسلام والهجرة فدعا له ونودي الصلاة جامعة سرورا بقدومه قال ابن سعد وامر رسول الله(صلى الله عليه واله)معاوية بن أبي سفيان ان ينزله فمشى معه ووائل راكب فقال له معاوية الق إلي نعلك قال لا لأني لم أكن لألبسها وقد لبستها قال فاردفني قال لست من ارادف الملوك قال إن الرمضاء قد أحرقت قدمي قال امش في ظل ناقتي كفاك به شرفا.
ووفد غافق فقالوا يا رسول الله نحن الكواهل من قومنا وقد أسلمنا وصدقاتنا محبوسة بأفنيتنا فقال لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم ووفد أسلم فقالوا قد آمنا بالله ورسوله واتبعنا منهاجك فقال(صلى الله عليه واله)أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وكتب لهم كتابا فيه ذكر الصدقة والفرائض في المواشي.
ووفد نجران كتب(صلى الله عليه واله)إلى أهل نجران فخرج إليه وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم نصارى فيهم العاقب وهو عبد المسيح من كندة وهو أميرهم وهو الذي يصدرون عن رأيه وأبو الحارث بن علقمة من بني ربيعة وهو أسقفهم وحبرهم وامامهم وصاحب مدارسهم واخواه كرز والسيد وهو صاحب رحلتهم فتقدمهم كرز وهو يقول :
إليك تغدو قلقا وضينها * معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها ثم قدم الوفد بعده فدخلوا المسجد عليهم ثياب الحبرة وأردية مكفوفة
بالحرير فقاموا يصلون في المسجد نحو المشرق فقال رسول الله(صلى الله عليه واله)دعوهم واعرض عنهم ولم يكلمهم من أجل زيهم فجاءوا من الغد بزي الرهبان فسلموا عليه فرد عليهم ودعاهم إلى الاسلام فأبوا فدعاهم إلى المباهلة ثم صالحوه على جزية معينة ووقع بعد ذلك منهم ناس بالعراق فنزلوا النجرانية التي بناحية الكوفة ...
ووفد جيشان فسألوه عن أشربة تكون باليمن البتع من العسل والمرز من الشعير فقال هل تسكرون منها قالوا إن أكثرنا سكرنا قال فحرام قليل ما اسكر كثيره وقال كل مسكر حرام .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|