المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

شبطون
11-3-2016
هرمون الإباضة Luteinizing Hormone
7-4-2016
A 45 Years Old Child
2/11/2022
Modular Arithmetic
5-2-2016
Robert de Montessus de Ballore
23-4-2017
إجابة الام في الصلاة المستحبة
8-7-2019


الإطناب  
  
9750   04:34 مساءاً   التاريخ: 25-03-2015
المؤلف : أبو هلال العسكري
الكتاب أو المصدر : كتاب الصناعتين الكتابة والشعر
الجزء والصفحة : ص190-195
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / المعاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2020 59646
التاريخ: 26-03-2015 9530
التاريخ: 26-03-2015 2955
التاريخ: 26-03-2015 5282

قال أصحاب الإطناب المنطق إنما هو بيان والبيان لا يكون إلا بالإشباع والشفاء لا يقع إلا بالإقناع وأفضل الكلام أبينه وأبينه أشده إحاطة بالمعاني ولا يحاط بالمعاني إحاطة تامة إلا بالاستقصاء والإيجاز للخواص والإطناب مشترك فيه الخاصة والعامة والغبي والفطن والريض والمرتاض ولمعنى ما أطيلت الكتب السلطانية في إفهام الرعايا  والقول القصد أن الإيجاز والإطناب يحتاج إليهما في جميع الكلام وكل نوع منه ولكل واحد منهما موضع فالحاجة إلى الإيجاز في موضعه كالحاجة إلى الإطناب في مكانه فمن ازال التدبير في ذلك عن جهته واستعمل الإطناب في موضع الإيجاز واستعمل الإيجاز في موضع الإطناب أخطأ  كما روي عن جعفر بن يحيى أنه قال مع عجبه بالإيجاز متى كان الإيجاز أبلغ كان الإكثار عيا ومتى كانت الكتابة في موضع الإكثار كان الإيجاز تقصيرا  وأمر يحيى بن خالد بن برمك اثنين أن يكتبا كتابا في معنى واحد فأطال أحدهما واختصر الآخر فقال للمختصر وقد نظر في كتابه ما أرى موضع مزيد وقال للمطيل ما أرى موضع نقصان  وقال غيره البلاغة الإيجاز في غير عجز والإطناب في غير خطل ولا شك في أن الكتب الصادرة عن السلاطين في الأمور الجسيمة والفتوح الجليلة وتفخيم النعم الحادثة والترغيب في الطاعة والنهى عن المعصية سبيلها أن تكون مشبعة مستقصاه تملأ الصدور وتأخذ بمجامع القلوب ألا ترى أن كتاب المهلب إلى الحجاج في فتح الأزارفة  الحمد لله الذي كفى بالإسلام فقد ما سواه وجعل الحمد متصلا بنعمته وقضى ألا ينقطع المزيد من فضله حتى ينقطع الشكر من خلقه ثم إنا كنا وعدونا على حالتين مختلفتين نرى فيهم ما يسرنا أكثر مما يسوءنا ويرون فينا ما يسوءهم أكثر مما يسرهم فلم يزل ذلك دأبنا ودأبهم ينصرنا الله ويخذلهم ويمحصنا ويمحقهم حتى بلغ الكتاب بنا وبهم أجله فقطع دابر القوم الذي ظلموا والحمد الله رب العالمين  وإنما حسن في موضعه ومع الغرض الذي كان لكاتبه فيه فأما إن كتب مثله في فتح يوازي ذلك الفتح في جلالة القدر وعلو الخطر وقد تطلعت أنفس الخاصة والعامة إليها وتصرفت فيه ظنونهم فيورد عليهم مثل هذا القدر من الكلام في أقبح صورة وأسمجها وأشوهها وأهجنها كان حقيقا أن يتعجب منه  وكذلك لو كتب عن السلطان في العذل والتوبيخ وما تجب القلوب منه من التغيير والتنكير بمثل ما روى أن الوليد بن يزيد كتب إلى والي العراقين حين عتب عليه إني أراك تقدم في الطاعة رجلا وتؤخر أخرى فاعتمد على أيتهما شئت والسلام  وبمثل ما كتب جعفر بن يحيى إلى عامل شكي قد كثر شاكوك وقل شاكروك فإما عدلت وإما اعتزلت  ومثل هذا ما كتب به بعض الكتاب إلى عامله على الخراج وقد وقع عليه تحامل على الرعية إن الخراج عمود الملك وما استغزر بمثل العدل ولا استنزر بمثل الجور  فهذا الكلام في غاية الجودة والوجازة ولكن لا يصلح من مثل صاحبه وبالإضافة إلى حاله فالإطناب بلاغة والتطويل عي لأن التطويل بمنزلة سلوك ما يبعد جهلا بما يقرب والإطناب بمنزلة سلوك طريق بعيد نزه يحتوي على زيادة فائدة

  وقال الخليل يختصر الكتاب ليحفظ ويبسط ليفهم وقيل لأبي عمرو ابن العلاء هل كانت العرب تطيل قال نعم كانت تطيل ليسمع منها وتوجز ليحفظ عنها والإطناب إذا لم يكن منه بد إيجاز وهو في المواعظ خاصة محمود كما أن الإيجاز في الإفهام محمود ممدوح والموعظة كقول الله تعالى! (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)! فتكرير ما كرر من الألفاظ هاهنا في غاية حسن الموقع  وقيل لبعضهم متى يحتاج إلى الإكثار قال إذا عظم الخطب وأنشد ( صَمُوتٌ إذا ما الصَّمْتُ زَيَّن أهْلَهُ ** وفَتّاق أبكارِ الْكَلاَمِ المحبَّرِ ) وقال آخر ( يَرْمُونَ بالخُطَبِ الطِّوَالِ وتَارَةً ** وَحْيَ المَلاَحِظِ خَشْيَةَ الرُّقَبَاءِ ) وقال بعضهم ( إِذَا ما ابْتَدى خَاطِبًا لم يُقَلْ ** لهُ أطِلِ الْقَوْلَ أوْ قَصِّرِ ) ( طَبيبٌ بِدَاءِ فنُونِ الْكَلامِ ** لم يَعْي يَوْماً ولم يَهْذِرِ ) ( فإنْ هُوَ أطْنَبَ في خُطْبَةٍ ** قَضَى للمُطِيلِ على الْمُقْصِر ) ( وإِنْ هُوَ أوْجَزَ في خُطْبَةٍ ** قَضَى للمُقِلِّ على المُكْثِرِ )  ووجدنا الناس إذا خطبوا في الصلح بين العشائر أطالوا وإذا أنشدوا الشعر بين السماطين في مديح الملوك أطنبوا والإطالة والإطناب في هذه المواضع إيجاز وقيل لقيس بن خارجة ما عندك في حمالات داحس قال عندي قرا كل نازل ورضا كل ساخط وخطبة من لدن مطلع الشمس إلى أن تغرب آمر فيها بالتواصل وأنهى عن التقاطع فقيل لأبي يعقوب الخريمي هلا اكتفى بقوله ( ( آمر فيها بالتواصل ) ) عن قوله ( ( وأنهى عن التقاطع ) ) فقال أو ما علمت أن الكناية والتعريض لا تعمل عمل الإطناب والتكشيف  وقد رأينا الله تعالى إذا خاطب العرب والأعراب أخرج الكلام مخرج الإشارة والوحي وإذا خاطب بني إسرائيل أو حكى عنهم جعل الكلام مبسوطا  فمما خاطب به أهل مكة قوله سبحانه ( إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباب ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ) وقوله تعالى ! (إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض)! وقوله تعالى! (أو ألقى السمع وهو شهيد)! في أشباه لهذا كثيرة وقل ما تجد قصة لبني إسرائيل في القرآن إلا مطولة مشروحة ومكررة في مواضع معادة لبعد فهمهم كان وتأخر معرفتهم وكلام الفصحاء إنما هو شوب الإيجاز بالإطناب والفصيح العالي بما دون ذلك من القصد المتوسط ليستدل بالقصد على العالي وليخرج السامع من شيء إلى شيء فيزداد نشاطه وتتوفر رغبته فيصرفوه في وجوه الكلام إيجازه وإطنابه حتى استعملوا التكرار ليتوكد القول للسامع وقد جاء في القرآن وفصيح الشعر منه شيء كثير فمن ذلك قوله تعالى! (كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون)! وقوله تعالى (فإن مع العسر يسرى إن مع العسر يسرى) فيكون للتوكيد كما يقول القائل ارم ارم واعجل أعجل وقد قال الشاعر (كَمْ نِعْمَةٍ كانَتْ لَكُمْ ** كَمْ كَمْ وكم كانَتْ وَكَمْ)

وقال آخر (هلاَّ سَأَلْت جُموع كِنْدَةَ ** يومَ وَلّوا أيْنَ أيْنَا) وإنما جاءوا بالصفة وأرادوا توكيدها فكرهوا إعادتها ثانية فغيروا منها حرفا ثم أتبعوها الأولى كقولهم ((عطشان نطسان)) كرهوا أن يقولوا عطشان عطشان فأبدلوا من العين نونا وكذلك قالوا حسن بسن وشيطان ليطان في أشباه له كثيرة وقد كرر الله عز وجل في سورة الرحمن قوله! (فبأي آلاء ربكما تكذبان)! وذلك أنه عدد فيها نعماءه وأذكر عباده آلاءه ونبههم على قدرها وقدرته عليها ولطفه فيها وجعلها فاصلة بين كل نعمة ليعرف موضع ما أسداه إليهم منها  وقد جاء مثل ذلك عن أهل الجاهلية قال مهلهل ( على أنْ لَيْسَ عَدْلاً مِن كُلَيْبٍ ** ) فكررها في أكثر من عشرين بيتا  وهكذا قول الحارث بن عباد ( قَرِّبَا مَرْبِط النعَامَةِ مِنِّي ** ) كررها أكثر من ذلك هذا لما كانت الحاجة إلى تكريرها ماسة والضرورة إليه داعية لعظم الخطب وشدة موقع الفجيعة فهذا يدلك على أن الإطناب في موضعه عندهم مستحسن كما أن الإيجاز في مكانه مستحب  ولا بد للكاتب في أكثر أنواع مكاتباته من شعبة من الإطناب يستعملها إذا أراد المزاوجة بين الفصلين ولا يعاب ذلك منه وذلك مثل أن يكتب عظمت نعمنا عليه وتظاهر إحساننا لديه فيكون الفصل الأخير داخلا في معناه في الفصل الأول وهو مستحسن لا يعيبه أحد  ولما أحيط بمروان قال خادمه باسل من أغفل القليل حتى يكثر والصغير حتى يكبر والخفي حتى يظهر أصابه مثل هذا  وهذا كلام في غاية الحسن وإن كان معنى الفصلين الأخيرين داخلا في الفصل الأول  وهكذا قول الشاعر ( إنَّ شَرْخَ الشَّبَابِ والشعر الأسْود ** ما لم يُعاصَ كانَ جُنُونا ) فالشعر الأسود داخلا في شرخ الشباب  وكذلك قول أبي تمام ( رُب خَفْضٍ تَحْتَ السرَى وغَنَاءٍ ** من عَنَاءٍ ونَضْرَةٍ مِنْ شُحُوبِ ) الغناء داخل في الخفض والعناء داخل في السرى فاعلم  ومما هو أجل من هذا كله قول الله عز وجل ! (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) ! فالإحسان داخل في العدل وإيتاء ذي القربى داخل في الإحسان والفحشاء داخل في المنكر والبغي داخل في الفحش وهذا يدل على أن أعظم مدار البلاغة على تحسين اللفظ لأن المعاني إذا دخل بعضها في بعض هذا الدخول وكانت الألفاظ مختارة حسن الكلام وإذا كانت مرتبة حسنة والمعارض سيئة كان الكلام مردودا فاعتمد على ما مثلته لك وقس عليه إن شاء الله

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.