المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الأحكام المتعلقة بمنى بعد العود
19-9-2016
تعريف عامّ بالمصاحف العثمانية
16-10-2014
عدم الوقوع في المحذور
22-6-2018
التعريف بالمنعم عليهم بالرواية
2023-06-13
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
2-9-2019
فيرده ، آميل
25-11-2015


بيعتا العقبة الاولى والثانية  
  
7540   04:23 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص339
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017 5576
التاريخ: 18-4-2017 3427
التاريخ: 16-5-2016 3784
التاريخ: 22-11-2015 4373

العقبة هي التي تضاف إليها الجمرة فيقال جمرة العقبة والجمرة عن يسار الطريق لقاصد منى من مكة وعندها مسجد يقال له مسجد البيعة فلما كان العام المقبل من العام الذي لقي فيه رسول الله النفر الستة أو الثمانية لقيه اثنا عشر رجلا من الخزرج والأوس والخزرج قبيلتان بالمدينة كان جداهما أخوين ثم وقعت بينهما حروب كان آخرها قبل الهجرة فاسلموا وبايعوا على بيعة النساء ثم رجعوا إلى المدينة وكان أسعد بن زرارة يجمع بالمدينة بمن أسلم وكتب الأوس والخزرج إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ابعث إلينا من يقرئنا القرآن فبعث إليهم مصعب بن عمير العبدري فروي انه كان يجمع بهم وفشا الإسلام في المدينة فأسلم كثير من أهلها .

[وأما بيعة]العقبة الثانية وهم السبعون الذين بايعوا رسول الله( صلى الله عليه وآله ) عند العقبة فإنه لما حضر الحج مشى من أسلم بالمدينة بعضهم إلى بعض يتواعدون المسير إلى الحج وموافاة رسول الله وهم سبعون يزيدون رجلا أو رجلين فخرجوا مع الأوس والخزرج وهم خمسمائة حتى قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة فوعدهم منى ليلة النفر الأول إذا هدأت الرجل ان يوافوه بأسفل العقبة على يمين القادم من منى حيث المسجد المعروف بمسجد البيعة وأمرهم أن لا ينبهوا نائما ولا ينتظروا غائبا فخرجوا بعد هدأة يتسللون الرجل والرجلان فتوافى السبعون ومعهم امرأتان فوجدوا النبي (صلى الله عليه وآله) وعمه العباس فخطب العباس فقال يا معشر الخزرج انكم دعوتم محمدا وهو أعز الناس في عشيرته يمنعه والله من كان على قوله ومن لم يكن للحسب والشرف وقد أبى الناس كلهم غيركم فان كنتم أهل قوة وجلد وبصر بالحرب واستقلال بعداوة العرب قاطبة ترميكم عن قوس واحدة فارتأوا رأيكم . فأجابوا بأحسن الجواب وتلا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) القرآن ثم دعاهم إلى الله ورغبهم في الاسلام فقال البراء بن معرور وقيل أبو الهيثم بن التيهان وقيل أسعد بن زرارة ابسط يدك يا رسول الله فكان أول من ضرب على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم ضرب السبعون كلهم على يده وبايعوه على أن يمنعوه مما يمنعوه منه نساءهم وأبناءهم وعلى السمع والطاعة وبايعه المرأتان من غير مصافحة ثم قال لهم اخرجوا لي اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس . وبلغ قريشا ذلك فجاءوا إلى الخزرج يعاتبونهم فحلف لهم المشركون من الخزرج ما شعروا بشئ وبحثت قريش عن الخبر فوجدته حقا فجعلت تطلبهم فادركوا سعد بن عبادة فجعلوا يده إلى عنقه بنسعة وجعلوا يضربونه حتى ادخلوه مكة فخلصه منهم مطعم بن عدي والحارث بن أمية بن عبد شمس .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.