أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017
3044
التاريخ:
4686
التاريخ: 22-4-2017
3206
التاريخ: 28-4-2017
22855
|
انَّ التاريخَ الإسلامي يبدأ في الحقيقة من يوم بعثة الرسول (صـلى الله علـيه وآله) بالرسالة والّتي وقعت على أثره حوادث خاصة.
ويوم بُعثِ النبيُ الاكرم (صـلى الله علـيه وآله) لهداية الناس ودوّى في سمعه الشريف نداء إنك لرسول اللّه الصادر عن ملاك الوحي اُلقيَت على كاهله مسؤولية كبرى وثقيلة جداً على نمط الوظيفة الهامة الّتي اُلقيت على كاهل من سبقه من الانبياء والرسل صلوات اللّه عليهم أجمعين.
منذ ذلك اليوم اتضح هدف أمين قريش أكثر فأكثر وتجلت خطته اكثر فأكثر.
ونحن نرى من اللازم قبل شرح الحوادث الاُولى الواقعة عند البعثة ان نعطي بعض الايضاحات حول مسألتين :
1 ـ وجوبُ بعث الانبياء.
2 ـ دورُ الانبياء في اصلاح المجتمع.
لقد أودعَ اللّه تعالى في كيان كُلّ كائن من الكائنات أدوات تكامله وجهّزه ـ لسلوك هذا الطريق ـ بالوسائل المتنوعة والأجهزة المختلفة اللازمة.
ولنأخذ مثلا : نبتة صغيرة فان ثمة عوامل كثيرة تتفاعل في ما بينها وتعمل لتحقيق التكامل فيها.
ان جذور كل نبتة تعمل اكبر قدر ممكن لامتصاص العناصر الغذائية وتلبية احتياجات النبتة وتوصل العروق والقنوات المختلفة عصارة ما تأخذه من الارض إلى جميع الاغصان والاوراق.
إننا لو درسنا جهاز ( وردة ) لرأيناه اكثر مدعاة للأعجاب وأشد اثارة للتعجب من تركيب بقية النباتات.
فللكأس وظيفة توفير الغطاء اللازم للأوراق الناعمة اللطيفة في الوردة.
وهكذا الحال بالنسبة إلى بقية الأجهزة في ( الوردة ) ممّا اُنيط إليها مسؤولية الحفاظ على كائن حيّ وضمان رشده ونموّه فإنها جميعاً تقوم بوظائفها المخلوقة لها بأحسن شكل وأفضل صورة.
ولو أننا خطونا خطوات اكثر وتقدّمنا بعض الشيء لدراسة الأجهزة العجيبة في عالم الأَحياء لرأينا أنها جميعاً وبدون استثناء مُزوّدة بما يضمن بلوغها إلى مرحلة الكمال المطلوب لها.
وإذا أردنا أن نصبّ هذا الموضوع في قالب علميّ لوجب أن نقول : انّ الهداية التكوينية الّتي هي النعمة المتجلّية في عالم الطبيعة تشمل كل موجودات هذا العالم من نبات وحيوان وانسان.
ويبيّن القرآن الكريم هذه الهداية التكوينية الشاملة بقوله : رَبّنا الَّذي أعطى كُلَّ شيء خَلْقَه ثُمَّ هَدى .
فانّه يصرّح بأن كل شيء في هذا الكون من الذرة إلى المجرَّة ينعم بهذا الفيض العامّ وانَّ اللّه تعالى بعد أن قَدَّر كلَ موجود وكائن بيّن له طريق تكامله ورُقيّه وهيأ لكل كائن مِن تلك الكائنات ما يحتاج إليه في تربيته ونموه وهذه هي ( الهداية التكوينية العامة ) السائدة على كل ارجاء الخليقة دونما استثناء.
ولكن هل تكفي هذه الهداية الفطرية التكوينية لكائن مثل الإنسان اشرف الموجودات وافضل ما في هذه الخليقة؟!
بكل تأكيد : لا.
لأن للإنسان حياة اخرى غير الحياة المادية تشكل اساس حياته الواقعية ولو كان للإنسان حياة مادية جافّة فقط مثلما لعالم النباتات والحيوانات لكفت العواملُ والعناصرُ المادية في تكامله والحال أن للإنسان نوعين من الحياة يكمن في تكاملهما معاً رمز سعادة الإنسان ورقيّه.
ان الإنسان الأول ونعني به انسان الكهوف والحياة البسيطة والفطرة السليمة الّتي لم يطرأ على جبلته اي إعوجاج لم يكن بحاجة إلى ما يحتاج إليه الإنسان الإجتماعيّ من التربية والهداية.
ولكن عندما خطى الإنسانُ خطوات أبعد من ذلك وبدأ الحياة الاجتماعية وسادت على حياته فكرة التعاون والعمل الجماعي برزت في روحه ونفسيته سلسلة من الانحرافات نتيجة للاحتكاك الاجتماعي وغيّرت الخصال القبيحة والافكار الخاطئة صفاتِه الفطرية وبالتالي اخرج المجتمع من حالة التوازن!
إن هذه الانحرافات حملت خالقَ الكون على أن يرسل إلى البشرية رجالا أفذاذاً صالحين يتولّون تربية البشر وليقوموا بتنظيم برنامج المجتمع والتخفيف من المفاسد الناشئة ـ بصورة مباشرة ـ عن النزعة الاجتماعية لدى الإنسان وليضيئوا ـ بمشاعل الوحي المشعّة المنيرة ـ طريق السعادة والخير للانسانية في جميع المجالات والابعاد.
إذ لا نقاش في أنَّ الحياة الاجتماعية والعيش بصورة جماعية مع كونه مفيداً ينطوي على مفاسد لا تُنكر ويجرّ إلى انحرافات كثيرة لا تقبل الترديد.
ولهذا بعث اللّه سبحانه رجالا مصلحين وهداة مرشدين يعملون ـ قدر الامكان ـ على الحدّ من الانحرافات والمفاسد ويضعون عجلة المجتمع ـ بتنظيم القوانين الواضحة والانظمة الحكيمة ـ على الطريق الصحيح ويضمنون دورانها وحركتها في المسار المستقيم.
وقد يُستفاد هذا الامر ـ بوضوح ـ من قوله تعالى : {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} [البقرة: 213].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|