أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2022
2141
التاريخ: 2023-09-16
1895
التاريخ: 9-02-2015
3451
التاريخ: 14-2-2019
2991
|
أنه أفضل الصحابة فيكون هو الامام لأن تقديم المفضول على الفاضل قبيح والدليل على أنه أفضل الصحابة أمور :
أحدها: إن الناس إنما تتفاضل بالصفات الحسنة النفسية كالعلم والحلم والصفح والشجاعة والسماحة والفصاحة والبلاغة والعدل ومحاسن الأخلاق والعبادة والزهادة والجهاد وغير ذلك .
اما العلم فقد كان أعلم الصحابة وكانوا يرجعون إليه في المشكلات ولم يكن يرجع إلى أحد وكفى في ذلك قول عمر : لولا علي لهلك عمر ، قضية ولا أبو حسن لها ، أعوذ بالله من قضية ليس لها أبو حسن ، لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر وأمثاله مما شاع وذاع وعرفه كل أحد حتى استشهد به النحويون في كتبهم ؛ وقوله (صلى الله عليه واله) : انا مدينة العلم وعلي بابها ، وقوله (صلى الله عليه واله) أعطي علي تسعة اجزاء الحكمة والناس جزءا واحدا .
وقول ابن عباس أنه أعطي تسعة أعشار العلم وشارك في العشر العاشر ، وأنه ما شك في قضاء بين اثنين ، وأنه اقضى أهل المدينة وأعلمهم بالفرائض ، وقوله (صلى الله عليه واله) : أنه أقضى أصحابه ؛ وقد ألفت المؤلفات في قضاياه بالخصوص ، وقول عطاء ما اعلم أحدا كان في أصحاب محمد (صلى الله عليه واله) اعلم من علي ، وقول عائشة اما أنه لأعلم الناس بالسنة ، وقوله (عليه السلام) سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ الا أخبرتكم سلوني عن كتاب الله
فوالله ما من آية الا وانا أعلم أ بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل ، وأنه ما كان أحد يقول سلوني غيره ، وقوله (صلى الله عليه واله) لما نزلت وتعيها أذن واعية أنت أذن واعية لعلمي . وقول معاوية ذهب الفقه والعلم بموت علي بن أبي طالب .
قال المفيد في الارشاد : فاما الأخبار التي جاءت بالباهر من قضاياه في الدين واحكامه التي افتقر إليه في علمها كافة المؤمنين بعد الذي أثبتناه من جملة الوارد في تقدمه في العلم وتبريزه على الجماعة بالمعرفة والفهم وفزع علماء الصحابة إليه فيما أعضل من ذلك والتجائهم إليه فيه وتسليمهم له القضاء به فهي أكثر من تحصى وأجل من أن تتعاطى فمن ذلك ما رواه نقلة الآثار من العامة والخاصة في قضاياه ورسول الله حي فصوبه فيها وحكم له بالحق فيما قضاه ودعا له بخير وأثنى عليه به وأبانه بالفضل في ذلك من الكافة ودل به على استحقاقه الأمر من بعده ووجوب تقدمه على من سواه في مقام الإمامة كما تضمن ذلك التنزيل فيما دل على معناه وعرف به ما حواه من التأويل حيث يقول الله عز وجل أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون وقوله قل هي يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الألباب وقوله عز وجل {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة: 30 - 33] فنبه الله جل جلاله الملائكة على أن آدم أحق بالخلافة منهم لأنه أعلم منهم بالأسماء وأفضلهم في علم الأنباء ؛ وقال تقدست أسماؤه في قصة طالوت وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم فجعل جهة حقه في التقدم عليهم ما زاده الله من البسطة في العلم
والجسم واصطفاءه إياه على كافتهم بذلك وكانت هذه الآيات موافقة لدلائل العقول في أن الأعلم هو أحق بالتقدم في محل الإمامة ممن لا يساويه في العلم ودلت على وجوب تقدم أمير المؤمنين على كافة المسلمين في خلافة الرسول وامامة الأمة لتقدمه في العلم والحكمة وقصورهم عن منزلته في ذلك اه .
واما الحلم والصفح فقد ذكرنا عند ذكر فضائله ما يثبت ذلك بأوضح وجه وأجلاه وكذا الباقي فلا نطيل بإعادته ، وامتيازه في كل ذلك قد صار ملحقا بالضروريات منتظما في سلك المتواترات والاستدلال عليه كالاستدلال على الشمس الضاحية ، وما ذكرناه في ذلك قد اتفق على روايته المؤالف والمخالف بخلاف ما روي مما يعارضه فقد رواه فريق دون فريق وتطرقت إليه الشبهة بما كان يجهد فيه أعداء أمير المؤمنين في عصر الملك العضوض ويبذلون على روايته الأموال وهم في سلطانهم ، والإطالة في هذا تخرجنا عن موضوع الكتاب وفيما ذكر غنى وكفاية ومقنع لمن أراد والله الهادي .
ثانيها حديث الطائر المشوي [حيث دل على]أنه (عليه السلام) أحب الخلق إلى الله تعالى بعد النبي (صلى الله عليه واله) ومعلوم أن حب الله تعالى وحب النبي (صلى الله عليه واله) لا يكون كحب غيرهم لمحاباة أو قرابة أو منفعة أو غيرها ولا يكون إلا عن استحقاق فيدل على الأفضلية .
ثالثها حديث الكساء .
رابعها ما دل على أنه نفس رسول الله (صلى الله عليه واله) في آية المباهلة {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران: 61] ويأتي خبر نزولها عند ذكر وفد نجران سنة عشر من الهجرة وإنما نذكر هنا بعض ما يتعلق بكونه نفس رسول الله (صلى الله عليه واله) فقط فنقول : اتفق الرواة والمفسرون على أن الذين دعاهم رسول الله (صلى الله عليه واله) للمباهلة هم علي وفاطمة والحسنان وأنه لم يدع أحدا غيرهم ؛ وحينئذ فالمراد بأبنائنا الحسنان وبنسائنا فاطمة وهو واضح ؛ أما أنفسنا فلا يجوز أن يكون المراد به غير علي بن أبي طالب لما ذكره صاحب مجمع البيان وغيره من أنه لا يجوز أن يدعو الإنسان نفسه وإنما يصح أن يدعو غيره وإذا كان قوله {وأنفسنا} لا بد ان يكون إشارة إلى غير الرسول وجب أن يكون إشارة إلى علي لأنه لا أحد يدعي دخول غير أمير المؤمنين علي وزوجته وولديه في المباهلة ؛ ويمكن أن يقال بأنه يصح التعبير عن الحضور بدعاء النفس مجازا وهو المراد هنا فالأولى في الاستدلال أن يقال أن الاتفاق واقع على أن عليا كان من جملة من دعاهم النبي (صلى الله عليه واله) للمباهلة وليس داخلا في الأبناء والنساء قطعا فتعين دخوله في قوله وأنفسنا فيكون المراد بأنفسنا علي وحده أو هو مع النبي (صلى الله عليه واله) وعلى الوجهين يكون قد اطلق عليه نفس النبي (صلى الله عليه واله) فان قلنا المراد بأنفسنا علي وحده كان التجوز في أنفسنا وحدها ، وإن قلنا المراد به رسول الله وعلي معا كان التجوز في ندعو باستعمالها في دعاء النفس ودعاء الغير وفي أنفسنا أيضا .
والحاصل أن أنفسنا مراد به علي بن أبي طالب اما وحده أو مع النبي (صلى الله عليه واله) اختار الأول الشعبي فيما حكاه عنه الواحدي فقال أبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب ، واختار الثاني جابر فيما حكاه عنه صاحب الدر المنثور فقال أنفسنا رسول الله وعلي وأبناؤنا الحسن والحسين ونساؤنا فاطمة .
فإذا ثبت أن المراد بأنفسنا علي بن أبي طالب دل على أنه أفضل الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) إذ المراد به أنه مثل نفسه مجازا لأن كونه نفسه حقيقة باطل بالضرورة وإذا ثبت اطلاق انه مثله كان المراد انه مثله في جميع صفاته إلا ما أخرجه الدليل مثل النبوة والمساواة في الفضل للاجماع على أن عليا ليس بنبي وان النبي (صلى الله عليه واله) أفضل منه فبقي الباقي وهو انه أفضل من سائر الصحابة وبالجملة ففي كونه مثل النبي إلا ما أخرجه الدليل غنى
وكفاية .
قال الرازي في تفسيره : كان في الري رجل يقال له محمود بن الحسن الحمصي وكان متكلم الاثني عشرية وكان يزعم أن قوله وأنفسنا وأنفسكم يدل على أن عليا أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد (صلى الله عليه واله) لأن الإنسان لا يدعو نفسه بل غيره وأجمعوا على أن ذلك الغير كان علي بن أبي طالب فدلت على أن نفسه هي نفس محمد ولا يمكن أن يراد أن هذه النفس عين تلك النفس فالمراد انها مثلها وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه ترك العمل به في النبوة والفضل لقيام الدليل فبقي ما عداه ومحمد أفضل من سائر الأنبياء فعلي مثله ؛ ثم قال أي الحمصي ويؤيد الاستدلال بهذه الآية الحديث المقبول عند الموافق والمخالف وهو قوله (عليه السلام) : من أراد أن يرى آدم في علمه ونوحا في طاعته وإبراهيم في خلقه فلينظر إلى علي بن أبي طالب ، فالحديث دل على أنه اجتمع فيه ما كان متفرقا فيهم وذلك يدل على أنه أفضل من جميعهم سوى محمد (صلى الله عليه واله) ؛ قال : واما سائر الشيعة فقد كانوا قديما وحديثا يستدلون بهذه الآية على أن عليا أفضل من سائر الصحابة لأن الآية لما دلت على أن نفسه مثل نفسه إلا فيما خصه الدليل وكانت نفس محمد أفضل من الصحابة فوجب أن تكون نفس علي كذلك .
والجواب أنه كما انعقد الاجماع بين المسلمين على أن محمدا (صلى الله عليه واله) أفضل من علي كذلك انعقد الاجماع بينهم قبل ظهور هذا الإنسان على أن النبي أفضل ممن ليس بنبي اه ملخصا .
وقد دل كلامه على تسليم دلالة الآية على ذلك لولا الاجماع فبقي الأمر موقوفا على تحقق الاجماع هذا بالنسبة إلى الأنبياء ، أما بالنسبة إلى الصحابة فهو يسلم به لأنه لم يرده ولم يناقش فيه .
قال المفيد : وفي قصة أهل نجران بيان عن فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) مع ما فيه من الآية للنبي (صلى الله عليه واله) والمعجز الدال على نبوته ، وأن الله تعالى حكم في آية المباهلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه نفس رسول الله (صلى الله عليه واله) كاشفا بذلك عن بلوغه نهاية الفضل ومساواته للنبي (صلى الله عليه واله) في الكمال والعصمة من الآثام وان الله تعالى جعله وزوجته وولديه مع تقارب سنهما حجة لنبيه وبرهانا على دينه ونص على الحكم بان الحسن والحسين أبناؤه وأن فاطمة نساؤه المتوجه إليهن الذكر والخطاب في الدعاء إلى المباهلة والاحتجاج وهذا فضل لم يشركهم فيه أحد من الأمة ولا قاربهم فيه ولا ماثلهم في معناه وهو لاحق بما تقدم من مناقب أمير المؤمنين الخاصة به .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|