كيف نوفّق بين رضا السيّدة مريم عليها السلام بقضاء الله وقدره وبين الآية الكريمة : {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} [مريم: 23] ؟ |
93
08:16 صباحاً
التاريخ: 2024-10-21
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-21
88
التاريخ: 2024-10-21
94
التاريخ: 2024-10-21
72
|
الجواب : إنّ مريم عليها السلام حينما تمنّت الموت لم تتمنّه رفضاً منها للقضاء الإلهي وإنكاراً له ، بل كان ذلك منها استحياءً من قومها ، وخوفاً من اتهامهم لها ، إنّه حقّاً موقف عصيب وأمر شديد ، فمريم كانت امرأة معروفة بالعفّة والصلاح والمكانة العالية ، إذا بها فجأة تحمل وتلد من غير زوج ، ماذا تقول لهم؟ وهل يصدّقونها في دعواها؟ أنّه لهذا تمنّت الموت.
وهذا لا يتنافى مع التسليم للقضاء الإلهي ، أنّه تماماً نظير موقف الإمام الحسين عليه السلام حينما قال : « صبراً على قضائك ، ولا معبود سواك » (1) ، ولكنّه في نفس الوقت كان قلبه يعتصر ألماً لعياله وأطفاله ، بل ولأهل الكوفة المقاتلين له ، حيث يدخلون النار بسبب قتالهم له ، بل إنّ جدّه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الذي هو المصداق البارز للراضي بقضاء الله تعالى ، كان يتألّم لقومه ويحزن من إيذائهم له ، حتّى قال : « ما أُوذي نبيّ مثل ما أُوذيت » (2) ، إنّه كما لا منافاة بين هذا وذاك في حقّ النبيّ صلى الله عليه وآله والإمام الحسين عليه السلام ، وكذلك لا منافاة بينهما في حقّ مريم عليها السلام.
______________
1 ـ ينابيع المودّة 3 / 82.
2 ـ مناقب آل أبي طالب 3 / 42 ، كشف الغمّة 3 / 346.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|