المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

عمر الكون
2023-08-08
معنى كلمة برا
27-1-2021
الحكم الأولي
11-9-2016
Equivalence Relation
11-1-2022
وصف النحاة والقراء للإدغام
23-04-2015
السنخية بين التأديب أو التخلّف في تربية الطفل
2023-03-25


تعدّد الزوجات  
  
210   09:47 صباحاً   التاريخ: 2024-10-04
المؤلف : الشيخ حسن الجواهري
الكتاب أو المصدر : أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي
الجزء والصفحة : ص 132ــ 136
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

قد جعل الإسلام للرجل جواز تعدد زوجاته دون المرأة، وقد يعبّر البعض بأنّ الإسلام قد حدّد تعدّد الزوجات الذي كان سابقاً بدون حدّ، فهل هذا الحكم ـ سواء كان تجويزاً لتعدّد الزوجات أو تحديداً لتعدّد الزوجات الذي كان موجوداً، لأنّه لا فرق بين تشريع شيء جديد أو تحديد لما كان جائزاً ـ يخالف الوجدان ويكون ظلماً للمرأة؟ أي هل يحكم العقل العملي بقبح صدور هذا العمل من قبل الزوج؟

الجواب: إنّ الإسلام لم ير أيّ ظلم في مسألة تعدّد الزوجات، والسرّ في ذلك: هو أنّ ما يمكن أن يفترض أن يكون تعدّد الزوجات ظلماً هو أحد أُمور ثلاثة:

الأمر الأول: حالة الغيرة (غيرة الرجال على النساء والعرض والناموس) فكما أنّ الرجل يغار على امرأته حينما يُنظر اليها وتُلاعَب من قبل غيره، فكذا هذه الغيرة موجودة في المرأة، فإنّها تغار حينما تجد امرأة اُخرى تتعامل مع زوجها بالملاطفة والملاعبة.

ولكن يمكن القول بأنّ عامل الغيرة ليس عاملاً أصيلاً وتكوينياً في البشر، وإنّما هو عامل تربوي، فحينما يتربّى الرجل في مجتمع على خلاف الغيرة فهو لا يغار. والإسلام له تربيته الخاصّة، وقد رأى أن يربي الرجال على الغيرة دون النساء.

وقد رأينا أنّ السيدة خديجة (سلام الله عليها) عندما طلب منها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنّها إذا دخلت الجنة فلتقرأ السلام على ضرائرها (زوجات رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في الجنة) وهنّ: مريم بنت عمران، وكلثم اُخت موسى، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون)، فأجابت النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: بالرفاء يا رسول الله (1).

وقد وردت روايات كثيرة تدلّ على أنّ النساء ليس من حقهنّ الغيرة، منها صحيحة جميل بن دراج عن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) أنّه قال: (لا غيرة في الحلال) بعد قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تحدثا شيئاً حتى أرجع اليكما) (خطاب إلى زوجاته) فلمّا أتاهما أدخل رجليه بينهما في الفراش (2).

الثاني: حالة الحسد، فإنّ هذه الحالة أصيلة في طبيعة الإنسان، والزوجة تحسد الزوجة الاُخرى وتتوهم أنّها تزاحمها ويجب أن تحصر زوجها في نفسها.

ولكن الحسد وإن كان أمراً أصيلاً في طبيعة الإنسان، إلاّ أنّ هناك شيئاً آخر أيضاً هو أصيل في الإنسان، وهو العقل والوجدان الذي يحكم بأنّ الحسد قبيح.

والإسلام أخذ بجانب العقل العملي وحارب هذه الحالة الموجودة في الإنسان وربّاه ضدّ الحسد، وأكدّ على عدم تطبيق الحسد والجري العملي عليه وترتيب أثره على الأقل إن لم يتمكّن من القضاء عليه في قرارة نفسه. اذن لا يكون الزواج الثاني قبيحاً من هذه الناحية، بل الحسد هو القبيح بعد حصول التعدّد.

 الثالث: إنّ الحبّ والود والوئام المنشود من الزواج، قد لاحظه الإسلام وشرّع الحياة الزوجية لملاكات، من أهمها إشباع الجانب الروحي المتعطش إلى المودة، وتعدّد الزوجات ينافي ذلك، لأنّ القلب لا يتقسم، والعواطف بين الزوجين لا يمكن تقسيمها على زوجات متعدّدة. فيكون تعدّد الزوجات منافياً للوّد والحبّ المنشود من الزواج، فيكون تشريعه مخالفاً لهذا الملاك المهم من تشريع الزواج، فيكون مخالفاً للوجدان وقبيحاً.

والجواب: إنّنا لا نعترف بأنّ الحبّ والود والعواطف القلبية وما إليها تتنافى مع تعدّد الزوجات، فإنّ الروح الإنسانية تتسع لحب أكثر من زوجة، وذلك لمشاهدتنا بكلّ وضوح أنّ الأب قد يكون له عشرة أولاد أو أكثر، ومع ذلك فهو يحبّ كلّ واحد منهم حباً مفرطاً إلى درجة التفاني، فليكن الأمر كذلك بالنسبة للزوج مع زوجاته.

نعم، إنّنا نرى أحياناً أنّ تعدّد الزوجات يولّد نقصاً في الحبّ المتبادل بين الزوجين، ولكنّ هذا إنّما يحصل لأجل عوامل اُخرى كعامل الغيرة والحسد أو عدم تحقيق العدالة وما شابهها ممّا حاربه الإسلام ونهى عنه.

إذن، بعد ردّ كلّ ما يمكن أن يجعل تعدّد الزوجات مخالفاً للوجدان، لم نجد أيّ مشكلة في تعدّد الزوجات.

نعم، الشيء الوحيد الذي قد ينتج من تعدّد الزوجات عبارة عن عدم تحقّق العدالة والمساواة العملية بين الزوجات، وقد حسب الإسلام لهذه المشكلة حساباً، فأمر أمراً إلزامياً بدرجة من العدالة، وهي التي قد نهى عن تركها وقال: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء: 129]، وأمّا سائر الدرجات من العدالة فقد جعلها مستحبة بعد إعطاء كلّ زوجة حقّها.

وعلى هذا فسيكون الزواج الثاني مكروهاً عند الخوف من عدم العدالة بدرجة ملحوظة عند العرف، وتوضيح ذلك: قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3].

وقال تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 129].

والمستفاد من الآيتين هو:

1ـ النهي عن ترك العدالة بحيث تجعل المرأة كالمعلّقة، فلا هي بلا زوج حتى تتمكن أن تتزوّج، ولا هي عندها زوج كبقية الأزواج، فالزوج موجود ولكنّه تارك لها وظالم لها لا تتمكن من الزواج وهي تحتاج إلى زوج، وهذا مستفاد من ذيل الآية الثانية: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء: 129].

2ـ كراهة تعدّد الزوجات عند الخوف من عدم العدالة بدرجة عرفية، وهذا مستفاد من ذيل الآية الاُولى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: 3]، أمّا صدر الآية الثانية القائلة: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [النساء: 129]، فإنّها تشير إلى العدالة الحقيقية في الحبّ وما يتفرّع عليه من أعمال فإنّها غير ممكنة للزوج، ولكن إذا أعطى كلّ زوجة حقّها، وكان خائفاً من الميل إلى إحداهن والعمل لها أكثر من حقّها، بحيث يكون عند العرف غير عادل، ففي هذه الصورة يكون الزواج مكروهاً.

3ـ جواز تعدّد الزوجات: وهو مستفاد من صدر الآية، {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 3]، وإنّما قلنا بالجواز لا بالاستحباب من باب أنّ تعليق الحكم على رغبة المكلّف يعطيها ظهوراً في الإباحة.

إذن، الخوف الوحيد من تعدّد الزوجات هو عدم تحقيق العدالة والمساواة العملية بين الزوجات، وقد حلّه الإسلام بما تقدّم.

ولكن قد توجد ملاكات لتعدّد الزوجات، مثل احتياج النساء للزواج عند زيادتهن على الرجال، فلأجل أن لا تبقى امرأة بلا زوج شرّع تعدّد الزوجات.

ومثل عدم شبع الرجل بزوجة واحدة، أو الاشتياق إلى الأولاد وحبّهم، كلّ هذا أدّى إلى تشريع تعدّد الزوجات مع الكراهة، حيث لا يمكن إعطاء مقياس مفهوم لدى الناس من أجل إعمال مصالح الزواج ومفاسده، فجعل الشارع الزواج الثاني جائزاً مع كراهته عند خوف عدم العدالة، وهذه الكراهة لا تمنع من التعدّد للزوجات عند وجود ملاك آخر للتعدّد، حيث إن الاحكام الكراهتية حيثية.

إذن، يمكن القول بأنّ الإسلام إنّما سمح بتعدّد الزوجات لأمرين:

الأمر الأول: لم يجد ما يمنع من تعدّد الزوجات كما تقدّم ذلك.

الأمر الثاني: وحتى لو كان هناك ما يمنع من تعدّد الزوجات للرجل، إلاّ أنّه توجد عوامل عديدة توجب تعدّد الزوجات وتحكم بضرورته من قبيل حاجة الرجل الجنسية أحياناً إلى زوجات عديدة، ومن قبيل حبّه للأولاد، ومن قبيل غلبة النساء المفتقرات إلى الزواج على الرجال المفتقرين إليه من الناحية الكمية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق، 1: 136، والرواية هي: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على خديجة وهي لما بها، فقال لها: (بالرغم منّا ما نرى بك يا خديجة، فإذا قدمت على ضرائرك فاقرئيهن السلام) فقالت: من هنّ يا رسول الله؟ فقال (صلى الله عليه وآله): (مريم بنت عمران، وكلثم اُخت موسى، وآسية امرأة فرعون) فقالت: بالرفاء يا رسول الله.

2ـ وسائل الشيعة، 14: باب 135، من مقدّمات النكاح، الحديث الوحيد في هذا الباب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.