أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2015
2538
التاريخ: 2024-04-17
851
التاريخ: 21-10-2014
5843
التاريخ: 10-12-2015
5046
|
مصبا- سعى الرجل على الصدقة يسعى سعيا : عمل في أخذها من أربابها.
وسعى في مشيه : هرول. وسعى الى الصلاة : ذهب اليها على ايّ وجه كان. وأصل السعي : التصرّف في كلّ عمل. وسعى على القوم : ولي عليهم. وسعى به الى الوالي : وشى به. وسعى المكاتب في فكّ رقبته سعاية ، وهو اكتساب المال ليتخلّص به. واستسعيته في قيمته : طلبت منه السعي. والفاعل ساع.
صحا- سعى الرجل يسعى سعيا أي عدا ، وكذلك إذا عمل وكسب ، وكلّ من ولي شيئا على قوم فهو ساع عليهم ، وأكثر ما يقال ذلك في ولاة الصدقة. والمسعاة واحدة المساعي : في الكلام والجود. والسعو : الساعة من الليل ، يقال مضى من الليل سعو. وساعاني فلان فسعيته أسعيه ، إذا غلبته فيه.
مفر- السعي : المشي السريع وهو دون العدو ، ويستعمل للجدّ في الأمر خيرا كان أو شرّا. قال تعالى-. {وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} [البقرة : 114] ، . {نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [التحريم : 8]. وأكثر ما يستعمل السعي في الأفعال المحمودة. وخصّ السعي فيما بين الصفا والمروة من المشي. والمساعاة بالفجور.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو مرتبة من الجهد ، فانّ الجهد كما سبق هو السعي البليغ الى أن ينتهي النهاية.
وهذا المعنى يختلف في الموارد ، ففي كلّ شيء بحسبه : ففي المشي والسير : إنّما يتحقّق بالتصميم وتهيئة المقدّمات وعدم التساهل في الحركة. وفي الكسب والتجارة :
بالدقّة والاستقامة والمراقبة. وفي فكّ الرقبة : بتحصيل المقدّمات من المال وغيره.
وهكذا السعي في تحصيل الكمال والوصول الى المقصود ، وفي البلوغ الى العيش المادّيّ أو الاخرويّ ، وفي سبيل الفساد والخراب أو الإصلاح ، فالجهد في كلّ موضوع بحسب ما يناسبه.
ولعلّ هذا مراد من يفسّرها : بالتصرّف في كلّ عمل ، أي بتغييرات وتحوّلات وتردّدات ومجاهدات حتّى يوفّق في منظوره.
وأمّا مفاهيم العدو والهرولة والذهاب وغيرها : فمن المصاديق.
وأمّا السعوة : فكأنّها من مادّة السوع والساعة بالتبديل.
وأمّا السعي بين الصفا والمروة : بالهرولة والذهاب والرجوع وغيرها فانّ هذا جهد بعد الإحرام والطواف ليبلغ المقصود.
{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} [الحج : 51].
آيات اللّه لا بدّ وأن يتوقّف فيها ويتفكّر ويتذكّر ويتعقّل ، لا أن يتردّد ويذهب ويجهد ويسعى فيها.
{وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال : 2] ، . {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا} [السجدة : 15].
مضافا الى أنّ نيّتهم في هذا السعي هو المعاجزة وتضعيف الآيات وتحقيرها.
فكلمة معاجزين : حال.
{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى } [النجم : 39].
{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف : 104].
{وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء : 19].
سبق في سعد : أنّ السعادة لها ثلاث مراحل : سعادة ذاتيّة تكوينيّة ، وسعادة مكتسبة تحصيليّة ، وسعادة متحصّلة اخرويّة ، وكلّ منها إنّما ينتج ويؤثّر ويتحقّق له فعليّة وثبوت : إذا تحقّقت السعادة الاكتسابيّة ، فانّ بهذه السعادة تتمّ السعادة الذاتيّة وتحيي الفطرة السليمة وتتحقّق لها فعليّة ، وفي نتيجة هذا التحقّق في هذه المرحلة :
تتحقّق المرحلة الثالثة الاخرويّة ، وإذا انتفت السعادة الاكتسابيّة وضلّ السعي في الحياة الدنيا واكتساب الأمور الماديّة : انتفت السعادة كلّا ولم يتحصّل منها شيء.
فليس شيء ينفع للإنسان في الآخرة إلّا سعي سعى لها في الدنيا ، حتّى يحفظ فطرته الأصيلة السليمة ويقوّيها ويكمّلها بالسعادة الاكتسابيّة.
{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى} [النازعات : 35].
{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} [النجم : 40].
{إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } [طه : 15].
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [الحديد : 12].
{وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ } [التحريم : 8].
فانّ المؤمن هو المنقطع عن العلائق النفسانيّة والمرتبط المتعلّق باللّه عزّ وجلّ ، ومن يرتبط به تعالى ويجعل نفسه خالصا طاهرا عن الشوائب والحجب : استعدّ للاستفاضة والاستنارة ، ويكون جميع أموره وأعماله وحركاته على بصيرة ونور من اللّه تعالى ، فيتجلّى نور وجوده ، ويتظاهر أشعّة حياته الخالصة الروحانيّة.
{وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام : 122].
وإطلاق السعي في هذا المورد : باعتبار شدّة تلألؤه وقوّة ظهوره أي النور ، في جميع أموره وحركاته المتوالية.
والمراد من النور فيما بين الأيدي والأيمان : تلألؤه وتجلّيه في طول المسير وهو أمام السالك ، وفي عرضه وهو جنبه.
وينطبق ما في أمامه : على المعارف والحقائق والمقامات الّتي فوق مقامه. وما في أيمان : على صفات كريمة وأعمال مرضيّة له.
___________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ١٣٣٤ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|