المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



طلاب المحبة العاجزون  
  
260   09:50 صباحاً   التاريخ: 2024-09-30
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 110 ــ 115
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2021 1986
التاريخ: 3-12-2019 4901
التاريخ: 2023-07-04 1498
التاريخ: 14-8-2022 2174

المجموعة الأولى: طلاب المحبة: وهؤلاء هم أولئك الذين شعروا بالمذلة والعجز في الطفولة نتيجة الضغوط الداخلية، ولكي يجلبوا محبة الآخرين اتبعوا أسلوب الإطاعة بدون قيد أو شرط. وهؤلاء إن لم يصلحوا أنفسهم في مرحلة الشباب، ودخلوا المجتمع بذلك الأسلوب والفكرة الخاطئة، لا يمكن القول إنهم تفاهموا مع الآخرين، لأن المراد من (التفاهم الإجتماعي) هو أن تكون علاقة الأفراد على أساس الإحترام المتبادل، وحفظ الشرف وعزة النفس. والشخص الذي ينسى قيمته الإنسانية لكي يجلب اهتمام ومحبة الآخرين ويذل نفسه بمختلف الأساليب لا يستحق كلمة (تفاهم). إذ إنه عنصر فاقد للشخصية وذليل ويجعل من نفسه عبداً للآخرين الذين ينظرون إليه نظرة احتقار وإهانة.

(إن طالب المحبة الذي يرغب أن يرى نفسه تابعاً وتحت يد الآخرين، لا يمتلك قدرة إظهار وجوده ولياقته. ويفتقد الشهامة والسعي للوصول إلى الأهداف العالية. وبما أن حياة ووجود (طالب المحبة) ترتبط بالآخرين، ويعيش من أجل الآخرين، فهو يمتنع عن أداء أي عمل يرتبط به أو بمصلحته.

إن طالب المحبة، يفترض أن جميع الأشخاص أفضل منه، أكثر جاذبية، وأكثر ذكاء، وأكثر ثقافة، وعموماً أكثر قيمة منه. إن هذا الإحساس له واقع إلى حد ما. لأن عدم إبراز وجوده يخلق في نفسه إحساساً باليأس والعجز العميق، ما يستوجب أن لا يتمكن من الإستفادة من جميع إمكانياته) (1).

اجتناب المذلة:

إن الدين الإسلامي السماوي، المبني على أساس العزة والشرف، لا يسمح لأي مسلم أن يذل نفسه، أو يحط من قيمتها.

قال أبو عبد الله، الصادق، (عليه السلام): (إن الله عز وجل فوض إلى المؤمن اموره كلها ولم يفوض إليه أن يذل نفسه) (2).

قال الإمام علي (عليه السلام): (المنية ولا الدنيّة) (3).

تجارة ضارة:

يجب أن يعلم أولئك الذين يريدون الحصول على محبة الآخرين مقابل التضحية بعزة النفس والشرف الإنساني، أنهم يعقدون صفقة ضارة خاسرة وهذا الموضوع المهم يستنبط من الجمل القيمة التي وردت في رسالة الإمام الحسن (عليه السلام): (أكرم نفسك من كل دنية وإن ساقتك إلى الرغائب فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً) (4).

التفوق بالتخاصم:

المجموعة الثانية: طلاب التفوق: وهؤلاء هم الأشخاص الذين تعرضوا في طفولتهم للتحقير والإهانة، فهم يهبون للدفاع عن أنفسهم بالعنف والمخاصمة، ويريدون السيطرة على الآخرين عن طريق العنف والتصرفات السيئة والكلام البذيء وهؤلاء ايضاً إن لم يصلحوا أنفسهم، في مرحلة الشباب، ودخلوا المجتمع بأخلاقهم السيئة وتصرفاتهم الخاطئة، فإنهم فضلا عن فشلهم في التفاهم مع المجتمع، سيكونون فئة منبوذة يفر منهم أفراد المجتمع ليتقوا شرهم وغرورهم وكلامهم البذيء.

عطش الاستغلال:

(إن طالب التفوق، يفترض أن جميع الناس حاقدون وأعداء. ويسعى إلى أن يرى خلاف ذلك، والحياة بنظره ميدان حرب، معركة الإنسان مع الإنسان والأكثر خبثاً فيهم هو المنتصر وإذا كان هناك استثناء عن هذه القاعدة العامة فإنه سيكون محافظاً بالإكراه.

إنه يعتبر الظلم والعدوان دليلاً على القوة، والإستفادة من كل وسيلة للوصول إلى هدفه نوعاً من أنواع الواقعية، وأما إظهار المشاعر الصادقة في نظره فتظاهر يرفضه. وهو للسيطرة على الآخرين يقوي موقفه بحيث يبتعد الآخرون عن الاحتكاك به. إذ إنه جريء جداً وعنيد، بذيء الكلام ومخاصم) (5).

إن أولياء الإسلام (سلام الله عليهم) يعتبرون هذه المجموعة متشائمين، وأولئك شرار الناس.

 قال النبي (صلى الله عليه وآله): (الا إن شرار امتي الذين يكرمون مخافة شرهم) (6). قال علي (عليه السلام): (شر الناس من يتقيه الناس مخافة شره) (7).

أخلاق غير متعادلة:

إن الأخلاق الإجتماعية لهاتين المجموعتين من وجهة النظر العلمية هي غير متعادلة، وغير عادية، لأن المجموعة الأولى، أي طلاب المحبة، بالإطاعة غير المشروطة، يجلبون الذل والضعة، والمجموعة الثانية، يعني طلاب التفوق، بعملهم غير المنطقي هذا، يجلبون الذل والضعة للآخرين، وعلماء النفس يسمون أصحاب المجموعتين بذوي الخلق العصبية غير المتعارف عليها، التي منشؤها التربية والتعليم الخاطئين في فترة الطفولة أو في أيام الكبر.

السلوك المرفوض

(يتحدث (آدلر) في كتابه المعروف (معرفة الطباع البشرية) عن نموذجين متمايزين أحدهما (طبيعة القيادة) والآخر (طبيعة الإطاعة). ويقول: إن من طبعه طبع الخدم، هو ذلك الشخص الذي يميل دائماً إلى الإطاعة والانقياد لسيد، ولهذا فهو طالب عمل يتفق مع هذه الخصلة الباطنية. وبالعكس من له طبع (الآمر) فهو في تحرك لنجاحه. كما أنه يسعى أن يبرز في المجالات التي يبرز فيها النشطون التقدميون، ويسعى أيضاً أن تكون له القيادة في مواضع الثورات والانتفاضات.

هذا العالم ينتقد المجموعتين ويعتبرهما من ذوي الطباع غير المرغوبة، كما يعتقد أنهما يستقران في قطبين مبالغين في البعد عن الاعتدال ولهما طباع غير عادية، وروحيات اجتماعية شاذة كما يعتقد أنهما نتاج نظام تعليمي تربوي خاطئ في المجتمعات البشرية) (8).

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ولا تكن فظاً غليظاً يكره الناس قربك. ولا تكن واهناً يحقرك من عرفك) (9).

هذا ما قاله الإمام الصادق (عليه السلام) ضمن حديث له إلى عبد الله بن جندب يصف أسلوب طلاب التفوق بالخشونة والغرور، وأسلوب طلاب المحبة بالذلة والمسكنة والضعة بأنهما مرفوضان.

المنعزلون الفاشلون:

المجوعة الثالثة: طلاب العزلة: وهم اولئك الذين لاقوا أذىً كبيراً من الوالدين ومن حولهم، وفقدوا الإحترام، وواجهوا الإهانة، وبحثا عن حل لهم، انعزلوا عن البقية، وهم غالباً ما ينفردون بأنفسهم لكي يلاقوا أقل قدر من الأذى. هذه المجموعة إذا لم تصلح نفسها في مرحلة الشباب وتنسى ذكريات الطفولة وتبقى في عزلتها فإنها لن تستطيع الانسجام مع الآخرين، لأن الانسجام مع الناس، فرع من التفاهم والمعايشة معهم، والشخص المنعزل يهرب من المجتمع نتيجة فشله ولا يملك الجرأة على معاشرة الناس حتى يفكر في الانسجام معهم.

اللاشعور الروحي:

(من الخصوصيات البارزة لفريق طلاب العزلة، هو التغرب عن الذات، فهم، من حيث العواطف والإحساسات، وبشكل عام من حيث الروحية، مصابون بنوع من أنواع اللاشعور أو اللاحس. فهم في الواقع لا يعرفون أنفسهم على حقيقتها ولا يعرفون ما يحبون وما يريدون لا يعلمون أي شيء يكرهون، ومم يخافون؟ وما هي أهدافهم وعقائدهم؟

إن اهم صفات طلاب العزلة، هي حاجتهم الداخلية الشديدة إلى أن تكون هناك فاصلة بينهم وبين الآخرين من حيث العاطفة والروحية او بعبارة أخرى، إنهم يسعون، عن علم او جهل، أن لا يعاشروا أي شخص، وأن لا يحدث لهم احتكاك مع الآخرين. وان لا يتعاونوا مع أحد أو يصارعوه، فهم يسدلون حولهم ستاراً غير مرئي، ليحولوا دون دخول أحد إلى محيط أحلامهم، وإذا شعروا بأن هناك احداً يخل ويزاحم عزلتهم فإنهم يصابون بخوف واضطراب) (10).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تناقضاتنا الداخلية، ص 41.

2ـ وسائل الشيعة، كتاب الأمر بالمعروف، ص 70.

3ـ نهج البلاغة، كلمة 390.

4ـ المصدر السابق، الرسالة 31.

5ـ تناقضاتنا الداخلية، ص 52.

6ـ سفينة البحار، ج 1، ص 695.

7ـ مستدرك الوسائل، ج 2، ص 339.

8ـ كتاب القدرة، ص 38.

9ـ تحف العقول، ص 304.

10ـ تناقضاتنا الداخلية، ص 61. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.