أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/12/2022
1423
التاريخ: 27/10/2022
2022
التاريخ: 28-6-2019
2981
التاريخ: 21-11-2021
2046
|
قال (عليه السلام) :( طوبى لمن ذكر المعاد ، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف ، ورضي عن الله).
ضمانة اكيدة بالحصول على (كل مستطاب في الجنة من بقاء بلا فناء وعز بلا زوال وغنى بلا فقر)(1) وهو ما يسعى إليه المؤمن بل العاقل عموما لأنه هو الشيء الوحيد المنتظر بعد رحلة العناء والتعب الدنيوي.
وهذا الضمان يتوفر لمن توفرت فيه المميزات الاتية :
الأولى : ان يعرف دائما انه سيحاسب على اعماله وأقواله في يوم القيامة وان ذلك حتمي لا مفر منه ولا يمكن التزوير في الحقائق ، لأن المعلومات موثقة بما يدين المسيء ويثبت الحق لمستحقه ، فإذا تذكر الإنسان دائما ان الله تعالى أوجده من العدم وخلقه في هذه الدنيا وسوف يعيده بعد الموت حيا ليحاسبه ويجزيه ليكون ذلك بمقتضى العدل الالهي، كل ذلك كفيل بأن يخفف من غلوائه وجشعه وتكالبه على الدنيا وجمعها والإساءة فيها ، وعند ذلك يؤمن لنفسه مقرا في الجنة بأذن الله تعالى.
الثانية : ان تكون أعماله في الدنيا ، وما يفعله ، وما يقوم به إنما يساعده على تجاوز محنة الحساب ، ويخفف عنه ثقل الحساب ، ويهون عليه الحساب.
إذن فالاهتمام بالدرجة الاولى فيما يمارسه الإنسان من أعمال وما يصدر منه إنما هو الحساب لأنه يعني الاخضاع للمسائلة الدقيقة والعسيرة – احيانا – وهذا وحده كاف في الاهتمام بالحساب لأن المحاسب المدقق هو الله تعالى المطلع على السرائر الذي لا تخفى عليه خافية الذي هو اقرب إلى عبده من حبل الوريد فهو يعلم خطرات قلبه وما ينوي القيام به قبل المباشرة.
مما يشكل طوقا محكما على افعال الإنسان وتصرفاته فلا يخرج بها عن الحدود المسموح بها شرعيا.
فالاهتمام بالحساب انما هو لمصلحة الإنسان ليسهل عليه وقوفه عند المساءلة الالهية.
الثالثة : أما يكون الإنسان راضيا مما قسم له مما يسد احتياجه اليومي ويوفر له ما يستره ويحميه من الذل للغير بما يجعله متسولا او متمننا الاخرين الذين لا يتساوون في كيفية الرد فقد يكون عنيفا ، فتكون الصدمة وعندها تتضاعف المشكلة ويتفاقم الحل ويصعب.
أما إذا تعود ان يرضى بما اعطاه الله تعالى فسيكون قانعا ، وهذا لا يعني في حال من الاحوال عدم السعي وراء مصدر الرزق بل على الإنسان ان يبذل الجهد الممكن لتحصيل ما يؤمن احتياجه ولكن بدون لهفة واندفاع بما يصرف الإنسان عن التوكل على الله تعالى والاستعانة به والرضا بمقسومه ، ولو فقد الإنسان وسائل اتصاله بالله تعالى فإنما يحكم على نفسه بالخيبة والحيرة بقية عمره.
الرابعة : ان يكون مؤدباً في تعامله مع ربه وخالقه ومكونه من العدم إنسانا سويا فلا ينقم او يجزع او يشكو من حالة تمر به مهما كانت شدة وطأتها لأن الله تعالى عادل غني عن عباده لا تنفعه طاعة من اطاعة ولا تضره معصية من عصاه.
إذن فهو غير متهم بالحيف والظلم والتجاوز لأنه منزه عن كل النقائص فإنه الغني المطلق والإنسان هو المحتاج المطلق.
فعليه ان يخضع ويخشع فيرضى ويسلم لعظمته ليكون بذلك من المرضيين لديه تعالى وهو غاية الطموح واقصى المأمول.
فالدعوة إذن التحلي بهذه المميزات لينطبع الإنسان بطابع يؤهله للوصول إلى ما يتمناه في الآخرة.
الذي يكون الإنسان فيها وحيدا لا ينفعه مال ولا ولد بل يتخلى عن كل احد إلا ما قدمه من اعمال صالحة والتي منها هذه المميزات الاربعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المفردات للراغب ص309. وللمزيد يلاحظ ايضا تفسير مجمع البيان للطبرسي ج6 / ص291.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|