المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



ما هو مدى التأثّر بصَيبَة العين والسحر والكتابة؟  
  
2154   02:40 صباحاً   التاريخ: 5-10-2021
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص264-266
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-9-2020 2068
التاريخ: 6-8-2022 1977
التاريخ: 2023-04-06 1183
التاريخ: 2023-11-05 1170

ان المؤثرات على الإنسان ، الخارجة عن قدرته ، على انواع :

1ـ مؤثرات واسباب سماوية وأرضية من قبيل البرق والرعد وانهيار الجبال والزلازل ولسع الحشرات واضرار الوحوش الضارية ... كل هذه لها اثرها السلبي على الإنسان وتوجب عليه النقص والضرر ويمكن ان تختصر بالأسباب الإلهية لأن الله سبحانه هو الذي قدّرها كذلك وهو سبب وجودها، والى الله يعود كل سبب وهذا النوع يلحق به الأضرار الناشئة من الإنسان لا عن سوء اختياره.

2- الأسباب والاضرار التي تصيب الإنسان  من قبيل إنسان آخر عن سابق تصوّر وتصميم كالجرح والقتل والسرقة ... بحيث يكون هو الفاعل المباشر.

3- الأسباب والاضرار التي تصيب الاخر بواسطة الإنسان من قبيل السحر والكتابة والشعبذة وصَيبَة العين وتسخير الجن ... فيسحر فلانا من اجل سرقة ماله او يقوم بكتابة كتاب يفرق بينه وبين الاحبة وكذلك تسخير الجن لأذى فلان ويحسد فلانا إلى درجة صيبة العين (وهذه الاخيرة قد تكون عن غير قصده).

4- الشر الخاص المتوجّه للإنسان من قبل ابليس اللعين.

والقاعدة العامة في مورد الأضرار المحتسبة وغير الداخلة في الحسبان هي التوجه إلى الله تبارك وتعالى والالتجاء إليه والاحتماء به والذي يدل عليه قوله تعالى :{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ (الساحرات) فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}[الفلق: 1 - 5]، (يشمل الحسد صيبة العين لان عين العائن نوع من الحسد النفساني يتحقق منه اذا عاين ما يستكثره ويتعجب منه)(1).

وقوله تعالى :{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}[الناس: 1 - 6].

والعوذ هو الاعتصام والتحرّز من الشر بالإلتجاء إلى من يدفعه.

وهذه الآيات تأمر بالتعوّذ بالله تعالى من كل شر ومن بعضه خاصة، والتعوذ يكون بالاتكال على الله تعالى وطلب الحماية منه بالدعاء كما هو موجود في كتب الادعية حيث يوجد هناك الأحراز والتعوّذات والادعية على اصنافها وبالأخص الصحيفة السجّادية.

ومن التعوّذات بالله تعالى الالتجاء إلى من جَعلهم الوسيلة إليه وهم محمد وآل محمد خير الخلق أجمعين وصلوات الله عليهم وعلى خاتم الأئمة صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

ويجب على المؤمن ان يحسن الظن بالله وبسيّده ومولاه الذي أمر بالدعاء وتكفّل بالإجابة وهو اصدق الصادقين.

ان الآيات المتقدّمة ناظرة إلى كل الشرور المحدّقة بالإنسان، وفيها اشارة إلى تصديق التأثّر بالسحر بالجملة وان صيبة العين كذلك...

ان الالتجاء إلى الله تبارك وتعالى لا يعطّل ما قضاه الله بين البشر من تسخير بعضهم إلى بعض كمراجعة الطبيب وغيره ، على قاعدة (إعقل وتوكل) كما في حديث الإمام الصادق (عليه السلام): (لا تدع طلب الرزق من حلّه، فانه عون لك على دينك وإعقل راحلتك وتوكل)(2).

_______________________

1ـ راجع الميزان في تفسير القرآن ، ج20 ص392 – 395.

2- ميزان الحكمة ، ج10 ص685. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.