أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-12-2015
12254
التاريخ: 4-2-2020
1979
التاريخ: 4-12-2019
8146
التاريخ: 31-12-2015
2525
|
إن الأقاليم التي يمكن وصفها بالمطيرة لاتشغل من العالم العربى إلا نسبة لا تزيد عن 5 % من مساحته الكلية بينما تمثل الصحارى أكثر من 85% المساحة . وفيما بين هذين النوعين توجد مناطق متوسطة يمكن أن توصف بأنها شبه جافة أو شبه صحراوية . وأكثر أجزاء العالم العربي مطرا هي جنوب السودان الذى تتراوح معدلاته الهنوية بين 80 و 110 سم . . وتأتى بعد ذلك المنحدرات الجبلية المواجهة للبحر المتوسط فى سوريا ولبنان وفلسطين والمغرب العربي وشمال برقه في ليبيا ، وتتراوح المعدلات السنوية للأمطار فيها بين 70 و100 سنتيم
ونظام المطر السائد في العالم العربى هو نظام البحر المتوسط ولا يقتصر وجود هذا النظام على المناطق المحيطة بالبحر المتوسط نفسه بل إن بعض مظاهره تمتد نحو الشرق حتى العراق ودول الخليج العربي ونحو الجنوب حتى شمال شرق السودان واريتريا والمناطق المقابلة لها في الحجاز وعسير ، وأهم هذه المظاهر هي سقوط كميات محدودة من الأمطار الشتوية التي تسببها المنخفضات الجوية التى تأتى من ناحية البحر المتوسط . فالمعروف أن أمطار البحر المتوسط في جملتها أمطار إعصارية . وأنها تأتى المنخفضات التي تتحرك عادة من الغرب إلى الشرق. ويزداد نشاط هذه المنخفضات بصفة خاصة في فصل الشتاء ، ولكنها تظهر كذلك ولكن بصورة أقل في فصلى الربيع والخريف . وتكون مسارات منخفضات الربيع واقعة في الغالب على طول السواحل الجنوبية للبحر المتوسط أو إلى الجنوب منها . وقد ينحرف بعضها نحو الجنوب أو الجنوب الشرقي ويسيز على طول البحر الأحمر حتى أواسطه قبل أن يعود للاتجاه شرقا. عبر شبه الجزيرة العربية إلى منطقة الخليج. العربى . وهذه المنخفضات هي التي تسبب معظم الاضطرابات الجوية الربيعية في هذه المناطق . ومن أهمها حدوث موجات حرارية شديدة أو حدوث زوابع ترابية كثيفة ، ولش سقطت بسببها بعض الأمطار فإنها تكون غالبا أمطارا قليلة . أما أكثر الأمطار فتأتى فى الشتاء بسبب زيادة نشاط المنخفضات الجوية في هذا الفصل عنها في أي فصل آخر .
وتلعب ظروف الموقع الفلكي والموقع بالنسبة للبحار واتجاه السواحل والمنحدرات بالنسبة لاتجاه الرياح الممطرة وغير ذلك من العوامل الجغرافية أدوارا متباينة في تحديد كمية الأمطار ونوعها ونظام سقوطها وطول فصل سقوطها ووقت ظهور قمتها ، ولذلك فإن الدراسة العامة لأمطار العالم العربى لا يمكن أن تغنى عن الدراسة التفصيلية لظروف كل منطقة ويتباين فصل سقوط المطر وطوله فى الوطن العربي على حسب الموقع بالنسبة للبحر المتوسط من جهة وبالنسبة للنطاق الاستوائي أو الموسمى سواء في إفريقيا أو آسيا من جهة أخرى. ومع ذلك فإننا سنقسم المناطق الممطرة في العالم العربي بصفة عامة إلى قسمين هما :
أ ـ مناطق ممطرة شتاء
ب مناطق ممطره صيفا
أولا - المناطق الممطرة شتاء :
توجد هذه المناطق بصفة خاصة على امتداد السواحل الجنوبية والشرقية للبحر المتوسط ، ولكنها تشمل كذلك معظم المشرق العربى بما في ذلك كل أراضي الخليج العربى وشمال شبه الجزيرة العربية ووسطها ، ولكن مما يستلفت النظر أنه بينما تسقط معظم أمطار مرتفعات اليمن ومرتفعات عسير في جنوب غرب المملكة العربية السعودية في نصف السنة الصيفى فإن معظم الأمطار التي تسقط في كل المناطق السهلية المحيطة بها تسقط فى الشتاء . وينطبق هذا على سواحل اليمن الجنوبي وسواحل عمان والسواحل الإفريقية المطلة على جنوب البحر الأحمر وخليج عدن وتشمل سواحل شمال شرق السودان وسواحل اريتريا وجيبوتى وأجزاء من ساحل الصومال والسبب الرئيسي للأمطار الشتوية في هذه المناطق هو المنخفضات الجوية التي تتقده عموما من الغرب إلى الشرق والتى يصل تأثيرها أحيانا إلى الأطراف الجنوبية للبحر الأحمر ، وذلك عندما ينحرف أحدها نحو الجنوب على امتداد البحر الأحمر حتى يصل إلى أواسط هذا البحر قبل أن يعود للاتجاه شرقاً .
وبالنظر إلى خرائط توزيع المطر فى المناطق المحيطة بالبحر المتوسط ومقارنتها بخرائط الرياح والتضاريس نلاحظ الحقائق العامة الآتية :
1ـ أنه حيثما تتشابه العوامل المحلية التي تتحكم في سقوط المطر وتوزيعه ، وخصوصا ما يتعلق منها بالتضاريس واتجاه السواحل فإن الأمطار تتناقص عموما على طول سواحل هذا البحر . وعبر المشرق العربى من الغرب إلى الشرق ، فينما يبلغ معدلها السنوى فى مدينة الجزائر مثلا 75 سم فإنه يبلغ 43 سم في طرابلس الغرب و 19سم فى الاسكندرية و 6 سم في بورسعيد و 5 سم في بغداد و5 سم في الكويت، إلا أن عامل التضاريس واتجاه المنحدرات والسواحل بالنسبة للرياح الممطرة قد يؤدى إلى زيادة الأمطار في أماكن خاصة وسط أقاليم أقل منها مطرا بكثير .
وبالإضافة إلى التناقص العام للمطر من الغرب إلى الشرق فإنه يتناقص تدريجيا كذلك كلما اتجهنا من الأطراف الشمالية للوطن العربي نحو النطاق الصحراوي ، الذي يعتير حاجزا مناخيا كبيرا يفصل بين الأقاليم الممطرة شتاء في الشمال والأقاليم الممطرة صيفا في الجنوب .
2ـ أن تعاريج السواحل واختلاف اتجاهاتها بالنسبة لاتجاه الرياح الممطرة يؤدى أحيانا إلى تباين توزيع المطر تباينا كبيرا في قطاعات متجاورة من ، فبغض النظر عن وجود الجبان بجوار بعض السواحل فإن أي تغيير في الساحل اتجاه الساحل بالنسبة لاتجاه الرياح الممطرة كفيل بأن يؤدى إلى تغير واضح في كمية المطر ، ففى شمال إفريقيا مثلا نجد أن السواحل المواجهة للشمال الغربى أو الغرب هي أكثر السواحل مطرا ، وخصوصا إذا كانت تكتنفها جبال مرتفعة ، أما أقلها مطرا فهى السواحل المقوسة نحو الجنوب مثل سواحل الذي يمتد بين بلدة العامرية ومدينة مرسى مطروح ، والذي تقع عليه بلدة الحمام ، وكذلك الساحل الذى يمتد بين دمياط والعريش .
وإذا انتقلنا إلى سواحل فلسطين وسوريا ولبنان نجد أن امتدادها بين الشمال والجنوب يضعها في مواجهة الرياح الممطرة مباشرة تقريبا ، ولذلك فإنها تكون أكثر مطرا من سواحل شمال مصر وليبيا بصفة عامة ، وتزيد الأمطار على سواحل لبنان وسوريا بصفة خاصة بسبب وجود سلاسل الجبال بحذاء الساحل بينما تقل نوعا ما في جنوب فلسطين لسببين هما : عدم وجود مثل هذه الجبال من ناحية والاقتراب من النطاق الصحراوى الواقع إلى الجنوب منها من ناحية ثانية .
3ـ أن تأثير التضاريس على توزيع الأمطار يبدو واضحا في كل العالم العربى ، فحيثما تكون الجبال ممتدة بموازاة السواحل المواجهة للرياح القادمة من البحر فإن معظم الأمطار تسقط على المنحدرات والسهول الساحلية المواجهة لها وتقل كثيرا بل وربما تنعدم على المنحدرات والسهول الواقعة على الجانب المضاد ، أي في ظل المطر ، ويظهر هذا التوزيع بوضوح في كل المناطق الجبلية المجاورة للبحر المتوسط في سوريا ولبنان وشمال ليبيا والمغرب العربى . كما أن التضاريس المعقدة وانقسام المناطق الجبلية إلى كتل أو سلاسل تفصل بعضها عن بعض وديان أو أحواض منخفضه يؤدى إلى ظهور أنواع مناخية متباينة في مناطق متجاورة . وينطبق هذا بوضوح على نفس الأقاليم الجبلية السابقة . فعلى معظم المنحدرات الشمالية لسلاسل جبال أطلس التل مثلا يزيد المعدل السنوى للأمطار على 80سم، بينما لايزيد على المنحدرات الجنوبية لنفس السلاسل وفى هضبة الشطوط عن 30 سم ، ولكنه يعود فيزيد قليلا على المنحدرات الشمالية لأطلس الصحراء التي لا تلبث المظاهر الصحراوية الحقيقية أن تسود على منحدراتها الجنوبية . ومن الطبيعي أن ينعكس توزيع الأمطار على كل مظاهر الحياة الطبيعية والبشرية التي تتباين كثيرا فى بعض المناطق المتجاورة ،. فعلى المنحدرات الشمالية لجبال أطلس التل تتكون الحياة النباتية من غابات دائمة الخضرة، بينما تكون على منحدراتها الجنوبية وعلى هضبة الشطوط والمنحدرات الشمالية لسلاسل أطلس الصحراء م حشائش الاستبس .
وكذلك في شمال ليبيا يسقط معظم الأمطار على المنحدرات الشمالية والشمالية الغربي لجبال برقه وجبال طرابلس . ولكنها تكثر بصفة خاصة على جبال برقة بسبب مجاورتها للبحر وبروزها فيه بشكل شبه جزيرة كبيرة بينما تقل نوعا ما على جبال طرابلس التي يفصل قطاعها الأوسط والغربي عن البحر سهل متسع هو سهل الجفارة الذى يبلغ أقصى اتساعه في الغرب ، ولهذا فإن القسم المطير فعلا من جبال طرابلس هو قسمها الشرق المجاور للبحر، ففى هذا القسم وكذلك على المنحدرات الشمالية والغربية لجبال برقه تتراوح معدلات المطر السنويه بين 25 و45 وفيها تكون الحياة النباتية السائدة عبارة عن غابات أو أحراج دائمة الخضرة بينما تتناقص النباتات كلما ابتعدنا عن البحر حتى تنتهى فى النطاق الصحراوى الممتد إلى الجنوب من وتتكر نفس الصورة كذلك فى المناطق الجبلية في شرق البحر المتوسط ، حيث تستأثر المنحدرات الغربية في سوريا ولبنان بمعظم الأمطار وتكون الحياة النباتية الطبيعية في جملتها مكونة من غابات وأحراج دائمة الخضرة . وتتناقص الأمطار بسرعة كلما اتجهنا شرقا حيث تظهر مناطق من الحشائش على المنحدرات الشرقية وفى السهول القريبة منها وفى بعض الأحواض المحصورة بين الجبال ثم تتناقص الأمطار وتنتشر المظاهر الصحراوية بسرعة نحو الشرق.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|