نضج وجني القطن

يصنف نبات القطن ضمن النباتات التي لا تتأثر بطول الفترة الضوئية ولذلك فأنه يزهر بضع مرات خلال السنة . وفي العراق يزهر مرتين خلال الصيف حيث تبدأ الفترة الاولى من أواسط شهر مايس وتستمر حتى أواخر شهر حزيران ويتم الجني في نهاية شهر آب وبداية ايلول . أما الفترة الثانية فتبدأ من منتصف شهر آب ويجنى الحاصل خلال شهر تشرين الاول ويكون القطن الناتج من الجنية أقل جودة من الاولى بالنظر لتعرضه للأتربة والرطوبة كما تزداد فيه نسبة الاصابة بالحشرات ، وعليه يجب عدم خلط حاصل الجنية الثانية بالأولى وكذلك الحال بالنسبة للجنيات الاخرى ان وجدت، لان ذلك يؤدي الى تردي الحاصل بأكمله وبالنظر لكون معظم الجوز يتفتح في البداية لذلك ينصح حرب الاكتفاء بأخذ الجنيتين الاولى والثانية فقط في الظروف الطبيعية .

يمكن تمييز نضج القطن بعد تفتح الجوز نتيجة للضغط الذي يحدثه الشعر في داخل الجوزة وبعد جفافه يظهر القطن متفتح ناصع البياض ويمكن تمييز الفصوص التي يعتمد عددها على عدد المساكن ( الكربلات ) وعادة يبدأ التفتح من الأسفل نحو الاعلى ومن مركز الساق نحو الخارج ولذلك فعند القيام بالجني اليدوي يبدأ به من الجوزات السفلية أولاً . ويعتمد موعد الجني على نسبة الجوز المتفتح فاذا زاد عن 50 ٪ من مجموع الجوز المتكون على النباتات عندئذٍ يصبح بالإمكان الابتداء في العملية . يجب عدم التأخير في أخذ الجنيات لان ذلك يؤدي الى سقوط نسبة كبيرة من القطن على الأرض وتلوثه علاوة على تضرر القطن الموجود على النباتات نتيجة لتعرضه للأتربة والرطوبة والحشرات الخ ...

يعطي القطن حاصل عال لو زرع بالطرق الاصولية وجرت خدمته بالطرق الصحيحة وقد يصل الى أكثر من طن في بعض المناطق الا ان عدم الالتزام بالتوصيات في زراعته والعناية به ولحصول اصابات بالحشرات اضافة الى التفتح غير الطبيعي للجوز الذي يحصل نتيجة لهبوب رياح حارة سمومية اثناء نضجه فان الحاصل ينخفض كثيراً وقد يعطي الدونم الواحد 400 كغم كمعدل للمساحات الكبيرة علماً بان انتاجية وحدة المساحة في المناطق الشمالية هو أعلى مما هو في المنطقتين الوسطى والجنوبية لتوفر ظروف بيئية أفضل .

تذهب نسبة عالية من تكاليف انتاج القطن الى عملية الجني سواء أكانت يدوية أو ميكانيكية . عادةً تتفتح الجوزات بصورة تدريجية وتستغرق العملية منذ تفتح أول جوزة وحتى آخر جوزة من شهرين الى ثلاثة أشهر ولذلك فان تأخير جني القطن لهذه الفترة يعتبر غير اقتصادي وبالنظر لسقوط نسبة كبيرة منه على الارض واتساخ القطن الباقي على النباتات بالغبار واصابته بالحشرات ولهذا السبب تتم عملية الجني على دفعات تتراوح من ( 2 - 3 ) جنيات .

الجني اليدوي :

لا يزال جني القطن باليد هو السائد في العالم وتشكل تكاليفه حوالي ( 50 - 80 ٪ ) من تكاليف الانتاج. وبالرغم من ارتفاع قابلية الفرد على الجني اليدوي بسبب الخبرة الطويلة من ( 30 - 40 كغم ) باليوم الى ( 80 - 150 ) كغم الا أنه لا تزال العملية بطيئة وغير اقتصادية . ومن العوامل التي تؤثر على كفاءة الجني اليدوي بالإضافة الى خبرة العامل هو مستوى الانتاج ونسبة الجوز المتفتح وموقع الجوز على النباتات ونسبة النمو الخضري وخاصة كثرة الاوراق التي تعرقل عملية الجني وكذلك الظروف الجوية السائدة خلال اجراء العملية .

الجني الميكانيكي :

لم تكن جانيات القطن معروفة في العالم قبل الحرب العالمية الثانية ولما حصل نقص في الأيدي العاملة ظهرت الحاجة لاستنباط مكائن للجني ولقد تم عمل نوعين منها الاول يجمع الجوزات بأكملها وتسمى (strippers) والثانية تقوم بسحب القطن الزهر فقط وتعرف بالـ (Pickers) .