أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-18
299
التاريخ: 18-10-2016
737
التاريخ: 2024-08-24
258
التاريخ: 2023-06-09
997
|
فإن كل دعاء يجسّد درجة من وعي الفقر ، ويعبرّ عن مرتبة من مراتب وعي الحاجة إلی الله.
وبقدر ما يكون وعي العبد لحاجته إلی الله اكثر يكون دعاؤه اقرب إلی
الاستجابة ، وتكون رحمة الله اقرب إليه.
فليس من شح ولا بخل في رحمة الله تعالیٰ ، وانما يختلف حظّ الناس من رحمة الله لاختلاف أواني نفوسهم وأوعيتها.
ومن عجب أن الحاجة والفقر ، ووعي الحاجة والفقر هو وعاء الانسان الذي ينال به رحمة الله ، وكلما يكون وعيه لفقره إلی الله اكثر يكون وعاؤه الذي ينال به رحمة الله اكبر.
والله تعالىٰ يعطي كلاً بقدر وعائه. وكلّ ينال من رحمة الله بقدر ما يتسع له وعاؤه ، وكلما كان وعاؤه اكبر كان حظّه من رحمة الله اعظم ، يقول تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) ([1]).
ويمكننا أن نختصر الدعاء في ثلاث كلمات :
1 ـ الفقر إلى الله.
2 ـ وعي الفقر.
3 ـ رفعه ونشره وبثه بين يدي الله.
والكلمة الثالثة تختلف عن الثانية والثانية تختلف عن الاولىٰ.
فإن الفقر غير وعي الفقر. فقد يكون فقيراً إلى الله تعالىٰ ، وهو غير واع لفقره إلى الله.
وقد يكون واعياً لفقره إلى الله ، ولكنه لا يحسن ان يرفع فقره إلىٰ الله وينشره ويبثه بين يديه ، ولا يحسن السؤال والطلب والدعاء من الله.
وعندما تجمتع هذه الكلمات الثلاثة يتحقق الدعاء، والفقر هنا من الناحية
الفلسفية ليس فقراً في الحدوث فقط ، كما يفتقر البِناء الىٰ المهندس والبنّاء ، وإنما هو فقر في الحدوث والبقاء ، كما في حاجة المصابيح الكهربائية إلىٰ السيال الالكتروني ، فإن المصباح يضيء ما دام السيال الالكتروني متصلاً ، فإذا انقطع السيال لحظة واحدة انقطع الضوء في نفس تلك اللحظة.
وفقر الانسان الىٰ الله من هذا القبيل في الحدوث والاستمرار ، ووجود الانسان ومواهبه وحركته وحياته كلها ترتبط بالله تعالىٰ. وتفتقر إلى الله لحظة بعد لحظة ، وبصورة مستمرة ومتصلة.
يقول تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) ([2]).
والحاجة والفقر تستنزلان رحمة الله تعالىٰ وعاهما الانسان ام لم يعهما ،
ورفعهما الانسان إلىٰ الله وعرضهما عليه تعالىٰ ام لم يرفعهما ، إلا أن الحاجة والفقر الذين يعيهما الانسان ، ويرفعهما إلیٰ الله ، وينشرهما بين يدي الله تعالیٰ اقویٰ في اجتذاب رحمة الله.
وعليه فنحن نتحدث عن (الفقر) وعلاقته بـ (رحمة الله) قبل الوعي والرفع إلىٰ الله ، وبعد الوعي والرفع إلى الله.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|