أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2016
3360
التاريخ: 28-3-2016
4001
التاريخ: 23-5-2019
1995
التاريخ: 16-7-2022
1839
|
إن معسكر الأربعين هو عبارة عن تجسيد المجتمع والمدينة الفاضلة أمام مرأى البشر ، وهذا التجسيد يتجدد في كل عام من قبل المؤمنين ، وأحد تفسيرات المدينة الفاضلة التي فسرت من قبل الحكماء وأصحاب العلوم الاجتماعية هي التي لا تحتاج إلى رئيس وموجه ، فكأنما البشر فيها قد وصلوا إلى مرحلة البلوغ العقلي والروحي والإداري والعلمي ، فإن نسيجهم الطبيعي هو الذي يدبر نفسه بنفسه ، وهذا في الحقيقة هو غلبة العقل والنور على الغرائز ، لأن الغرائز الهابطة الأرضية كما يصفها القرآن الكريم ( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ )[1] منشأها هو الحرص والطمع وهذا ما بينه الكتاب الكريم ( قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ )[2].
فإذا كان العقل والنور والقلب يطغى فسوف تكون هناك جنة وأمان ، ولهذا السبب نرى أكثر الحكام الجبابرة والأنظمة الحاقدة على مذهب أهل البيت يتخوفون من هذه الظاهرة الحسينية وهذا ما أشارت إليه التقارير الدولية التي تراقب هذا الحدث بخفية وغير خفية .
فلا يمكن أن ننظر إلى زيارة الأربعين كطقوس عبادية محضة بقدر ما هو عبادة بناء مجتمع وبناء رؤية ثاقبة ، ومرآة ناصعة للبشرية .
فلو نلاحظ مفهوم التكامل ومفهوم التضامن وكل المفاهيم الأخلاقية
وليس على الصعيد الفردي والأسري بل على الصعيد المجتمعي تتجسد في زيارة الأربعين ، كحل الأزمة الاقتصادية ، وحل الأزمة الأمنية ، وحل الأزمة العنصرية والتمييز العنصري وغير ذلك من الأمراض الكثيرة التي تعاني وتقض من مضجع البشرية كل هذه الأزمات حلولها في مدرسة ومنهاج الحسين ( ع ) فتعالوا واشهدوا هذا المجتمع الفاضل والمجتمع النوري ، والذين يعيشون أيام مسيرة الأربعين يعيشون في الواقع حالة الصفاء الروحي والنوري ويتمنى كل فرد منهم أن يعيش هذه الحالة طول عمره .
ولهذا نرى المؤمن إذا دخل في معسكر هذه الأجواء للشعائر الحسينية يعيش حياة هذا المجتمع النوري الفاضل ولكن إذا رجع إلى مدينته أو بيته وتناسى الحسين ( ع ) فبقدر ما نبتعد عن الحسين ( ع ) نبتعد عن هذا النور وعن هذه الجنة والجنان والمثالية ، وبقدر ما نعيش ونقبل على الحسين ( ع ) نعيش هذه الجنان الحسينية كما روى عنهم ( ع ) : من أقبل علينا أقبلنا عليه ومن أدبر عنا أدبرنا عنه .
فبقدر ما يقبل المؤمنون على مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) يعيشون الصفاء والنور والثمار ، وفي نفس الوقت يجسدون حاضرة متمدنة لم تشهدها إلى الآن البشرية ، فهناك تحدي بين قيادة سيد الشهداء وتأثير سيد الشهداء وتربية سيد الشهداء للبشرية وبين كل الحضارات والأنظمة والمدارس البشرية وكل المصلحين البشريين بما فيهم المسلمين والمؤمنين .
فلا يوجد أي مصلح غير الحسين ( ع ) يمكنه أن يربي ويصهر النفوس على مسار ذهبي ولو كان عالماً مؤمناً .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|