المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الفتن في البصرة وهجوم القرامطة أيضًا.
2024-11-05
الحسين بن أحمد الحلبي
21-8-2016
نشأة القانون التجاري و تطوره التاريخي
18-10-2017
عيوب ترقيعات الطرق
2023-03-13
الميرزا حسين ابن الميرزا علي ابن الميرزا محمد
18-6-2017
الإسلام ورغبات الإنسان
2024-05-11


زيارة الأربعين والمدينة الفاضلة  
  
352   04:37 مساءً   التاريخ: 2024-08-24
المؤلف : الشيخ محمد السند
الكتاب أو المصدر : أسرار زيارة الأربعين
الجزء والصفحة : ص22-24
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

إن معسكر الأربعين هو عبارة عن تجسيد المجتمع والمدينة الفاضلة أمام مرأى البشر ، وهذا التجسيد يتجدد في كل عام من قبل المؤمنين ، وأحد تفسيرات المدينة الفاضلة التي فسرت من قبل الحكماء وأصحاب العلوم الاجتماعية هي التي لا تحتاج إلى رئيس وموجه ، فكأنما البشر فيها قد وصلوا إلى مرحلة البلوغ العقلي والروحي والإداري والعلمي ، فإن نسيجهم الطبيعي هو الذي يدبر نفسه بنفسه ، وهذا في الحقيقة هو غلبة العقل والنور على الغرائز ، لأن الغرائز الهابطة الأرضية كما يصفها القرآن الكريم ( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ )[1] منشأها هو الحرص والطمع وهذا ما بينه الكتاب الكريم ( قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ )[2].

فإذا كان العقل والنور والقلب يطغى فسوف تكون هناك جنة وأمان ، ولهذا السبب نرى أكثر الحكام الجبابرة والأنظمة الحاقدة على مذهب أهل البيت يتخوفون من هذه الظاهرة الحسينية وهذا ما أشارت إليه التقارير الدولية التي تراقب هذا الحدث بخفية وغير خفية .

فلا يمكن أن ننظر إلى زيارة الأربعين كطقوس عبادية محضة بقدر ما هو عبادة بناء مجتمع وبناء رؤية ثاقبة ، ومرآة ناصعة للبشرية .

فلو نلاحظ مفهوم التكامل ومفهوم التضامن وكل المفاهيم الأخلاقية

وليس على الصعيد الفردي والأسري بل على الصعيد المجتمعي تتجسد في زيارة الأربعين ، كحل الأزمة الاقتصادية ، وحل الأزمة الأمنية ، وحل الأزمة العنصرية والتمييز العنصري وغير ذلك من الأمراض الكثيرة التي تعاني وتقض من مضجع البشرية كل هذه الأزمات حلولها في مدرسة ومنهاج الحسين ( ع ) فتعالوا واشهدوا هذا المجتمع الفاضل والمجتمع النوري ، والذين يعيشون أيام مسيرة الأربعين يعيشون في الواقع حالة الصفاء الروحي والنوري ويتمنى كل فرد منهم أن يعيش هذه الحالة طول عمره .

ولهذا نرى المؤمن إذا دخل في معسكر هذه الأجواء للشعائر الحسينية يعيش حياة هذا المجتمع النوري الفاضل ولكن إذا رجع إلى مدينته أو بيته وتناسى الحسين ( ع ) فبقدر ما نبتعد عن الحسين ( ع ) نبتعد عن هذا النور وعن هذه الجنة والجنان والمثالية ، وبقدر ما نعيش ونقبل على الحسين ( ع ) نعيش هذه الجنان الحسينية كما روى عنهم ( ع ) : من أقبل علينا أقبلنا عليه ومن أدبر عنا أدبرنا عنه .

فبقدر ما يقبل المؤمنون على مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) يعيشون الصفاء والنور والثمار ، وفي نفس الوقت يجسدون حاضرة متمدنة لم تشهدها إلى الآن البشرية ، فهناك تحدي بين قيادة سيد الشهداء وتأثير سيد الشهداء وتربية سيد الشهداء للبشرية وبين كل الحضارات والأنظمة والمدارس البشرية وكل المصلحين البشريين بما فيهم المسلمين والمؤمنين .

فلا يوجد أي مصلح غير الحسين ( ع ) يمكنه أن يربي ويصهر النفوس على مسار ذهبي ولو كان عالماً مؤمناً .

 

[1] الأعراف : 27 .

[2] البقرة : 30 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.