المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

سلطان الإله آمون.
2024-05-29
حسن الجوار أدب من آداب الإسلام
2024-03-12
Heath-Brown-Moroz Constant
15-3-2020
أخلاقيـات الوظيفـة العامـة - المفهـوم والأهميـة
16/11/2022
الموطن الاصلي للمشمش ومناطق انتشاره
23-2-2020
الاحماض الدهنية  Fatty acids
21-12-2015


زيارة الحائر في الربع الأوّل من القرن الرابع  
  
1953   01:45 صباحاً   التاريخ: 23-5-2019
المؤلف : السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة .
الكتاب أو المصدر : بغية النبلاء في تاريخ كربلاء
الجزء والصفحة : ص152-154.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

حدّثني أبي قال : خرج إلينا يوماً أبو الحسن الكاتب ، فقال : أتعرفون ببغداد رجلاً يُقال له : ابن أصدق ؟

قال : فلم يعرفه من أهل المجلس غيري ، فقلت : نعم ، فكيف سألت عنه ؟

فقال : أيّ شيء يفعل ؟

قلت : ينوح على الحسين (عليه السّلام) .

قال : فبكى أبو الحسن وقال : إنّ عندي عجوزاً ربّتني من أهل كرخ جدان عفيطة اللسان ، الأغلب على لسانها النبطية ، لا يمكنها أن تقيم كلمة عربية صحيحة فضلاً أن تروي شعراً ، وهي من صالحات نساء المسلمين ، كثيرة الصيام والتهجّد ، وإنّها انتبهت البارحة في جوف الليل ومرقدها قريب من موضعي ، فصاحت بي : يا أبا الحسن .

فقلت : ما لكِ ؟

فقالت : الحقني . فجئتها فوجدتها ترعد ، فقلت : ما أصابك ؟

فقالت : إنّي كنت قد صلّيت وردي فنمت فرأيت الساعة في منامي كأنّي في درب من دروب الكرخ فإذا بحجرة نظيفة مليحة الساحة مفتوحة الباب ونساء وقوف عليه ، فقلت لهم : مَنْ مات ، أو ما الخبر ؟

فأومؤوا إلى داخل الدار ، فدخلت فإذا بحجرة نظيفة في نهاية الحسن ، وفي صحنها امرأة شابة لم أرَ قط أحسن منها ولا أبها ولا أجمل ، وعليها ثياب حسنة بياض مروي لين ، وهي ملتحفة فوقها بإزار أبيض جدّاً ، وفي حجرها رأس رجل يشخب دماً ، فقلت :

مَنْ أنتِ ؟

فقالت :  لا عليكِ أنا فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وهذا رأس ابني الحسين (عليه السّلام) ، قولي لابن أصدق عنّي ينوح :

لم  اُمرّضه  فأسلوا *** لا ولا كان مريضا

فانتبهت فزعة .

قال : وقالت العجوز : ( لم أمرّطه ) بالطاء ؛ لأنّها لا تتمكن من إقامة الضاء ، فسكنت منها إلى أن نامت ، ثمّ قال لي : يا أبا القاسم مع معرفتك الرجل قد حملّتك الأمانة ، ولزمتك أن تبلغها له.

فقلت : سمعاً وطاعة لأمر سيّدة نساء العالمين .

قال : وكان هذا في شعبان والناس إذ ذاك يلقون جهداً جهيداً من الحنابلة ؛ إذ أرادوا الخروج إلى الحاير ، فلم أزل أتلطّف حتّى خرجت فكنت في الحاير ليلة النصف من شعبان فسألت عن ابن أصدق حتّى رأيته ، فقلت له : إنّ فاطمة (عليها السّلام) تأمرك بأن تنوح بالقصيدة :

لم  اُمرّضه  فأسلوا *** لا ولا كان مريضا

وما كنت أعرف القصيدة قبل ذلك .

قال : فانزعج من ذلك ، فقصصت عليه وعلى مَنْ حضر الحديث فأجهشوا بالبكاء ، وما ناح تلك الليلة إلاّ بهذه القصيدة وأوّلها:

أيها العينان  فيضا *** واستهلاّ لا تغيضا

وهي لبعض الشعراء الكوفيين ، وعدت إلى أبي الحسن فأخبرته بما جرى .

قال أبي وابن عياش : كانت ببغداد نائحة مجيدة حاذقة تُعرف بخلب ، تنوح بهذه القصيدة فسمعناها في دور بعض الرؤساء ؛ لأنّ الناس إذ ذاك لا يتمكنون من النياحة إلاّ بعزّ سلطان ، أو سرّاً لأجل الحنابلة ، ولم يكن النوح إلاّ مراثي الحسين وأهل البيت (عليهم السّلام)  فقط من غير تعريض بالسلف .

قال : فبلغنا أنّ البربهاري قال : بلغني أنّ نائحة يُقال لها خلب تنوح اطلبوها فاقتلوها.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.