المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22



شرح متن زيارة الأربعين (اَلسَّلامُ عَلىَ الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ)  
  
331   08:06 صباحاً   التاريخ: 2024-08-21
المؤلف : مهدي تاج الدين
الكتاب أو المصدر : النور المبين في شرح زيارة الأربعين
الجزء والصفحة : ص70-77
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

من هو الإمام الحسين (عليه ‌السلام)؟

الحسين (عليه ‌السلام) هو أشرف إنسان في الدنيا من حيث النسب فهو الإمام ابن الإمام أخو الإمام أبو الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، أبوه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه ‌السلام)، أخوه الإمام الحسن الزكي (عليه ‌السلام) سيد شباب أهل الجنة، وابنه الإمام علي السجاد زين العابدين (عليه ‌السلام) ومن ذريته ثمانية أئمة معصومين (عليهم ‌السلام)، أما أُمه فهي فاطمة الزهراء (عليها ‌السلام) بنت محمد المصطفى (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) سيدة نساء العالمين، وجده لأبيه هو شيخ البطحاء وكافل رسول الله وناصر الإسلام أبو طالب (عليه السلام)، وأما جده لأُمه فهو خاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب إله العالمين محمد بن عبد الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله)، هذا نسب الإمام الحسين (عليه ‌السلام) فأي إنسان في العالم جمع نسباً شريفاً كهذا النسب الشريف، أضف إلى هذا النسب الشريف مقامه الراقي عند الله تعالى ومنزلته العليا في الإسلام فهو (عليه ‌السلام):

أولاً: ثالث أئمة أهل البيت الاثني عشر الذين عناهم الله تعالى بقوله: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) ([1])، وثالث أُولي الأمر الذين أمرنا الله تعالى بإطاعتهم فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) وفي إمامته وإمامة أخيه الحسن نص نبوي متواتر وهو قوله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا...».

ثانياً: فهو (عليه ‌السلام) أحد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً كما هو صريح اية التطهير، أي أنه (عليه ‌السلام) خامس المعصومين الأربعة عشر (عليهم ‌السلام)، محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة التسعة من ذرية الحسين صلوات الله عليهم أجمعين.

ثالثاً: هو (عليه ‌السلام) أحد العترة الذين قرنهم رسول الله بكتاب الله العزيز وأحد الثقلين اللذين خلفهما في هذه الاُمة حيث قال إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

رابعاً: انه (عليه ‌السلام) أحد الأربعة الذين باهل بهم النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) نصارى نجران وهو أحد المعنيين بقوله تعالى وأبنائنا وأبنائكم...، وهكذا إلى غير ذلك مما لا يسع المقام إحصائه من فضائله ومناقبه (عليه ‌السلام)، يقول الاُستاذ عباس العقاد في كتابه «أبو الشهداء» ما نصه:

وقد عاش الحسين سبعاً وخمسين سنة وله من الأعداء من يصدقون ويكذبون فلم يعبه أحد منهم بمعابة ولم يملك أحد منهم أن ينكر ما ذاع من فضله... ويقول أيضاً في مقام آخر: فكان الحسين (عليه ‌السلام) ملء العين والقلب في خَلق وخُلق وفي أدب وسيرة وكانت فيه مشابه من جده وأبيه.

أولاد الحسين (عليه ‌السلام):

فالذكور منهم أربعة وهم علي الأكبر (عليه ‌السلام) الشهيد، وعلي السجاد الإمام زين العابدين (عليه ‌السلام)، وعلي الأصغر وهو طفل رضيع، وعبد الله وهو طفل رضيع أيضاً وهؤلاء الأربعة لأُمهات شتى لا لأُم واحدة، فعلي الأكبر (عليه ‌السلام) أُمه ليلى بنت مرة بن مسعود الثقفي، وعلي السجاد الإمام اُمه شاه زنان بنت الملك يزدجرد بن أردشين ابن كسرى ملك الفرس وعبد الله اُمه الرباب بنت أمرؤ القيس الكلبي، وقد قتلوا جميعاً يوم عاشوراء ما عدا الإمام زين العابدين (عليه ‌السلام) الذي نجا بسبب مرضه ودفاع عمته زينب (عليها‌ السلام)، وأما الاناث منهم فأربعة أيضاً وهن سكينة، وفاطمة الكبرى، وفاطمة الصغرى، ورقية، وكلهن كانوا مع الحسين (عليه ‌السلام) في كربلاء ما عدا فاطمة الكبرى فإن الإمام الحسين (عليه ‌السلام) تركها في المدينة لمرضها.

اخوة الإمام الحسين (عليه ‌السلام):

إن اخوة الإمام الحسين (عليه ‌السلام) كثيرون غير أن الذين كانوا معه في كربلاء هم ستة فقط وهم العباس بن علي (عليه ‌السلام) وأشقاؤه الثلاثة: جعفر وعبد الله وعثمان، أُمهم فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية المكناة بأُم البنين (عليها‌ السلام)، ثم محمد بن علي قيل اسمه عبد الله (عليه ‌السلام) وكان يكنّى بأبي بكر، وأُمه ليلى بنت مسعود بن خالد التميمي، ثم عمر بن علي (عليه ‌السلام) وأُمه غير مشخصة في التاريخ، وقيل أنه كان أيضاً مع الحسين أخ له يسمى محمد الأصغر وأُمه أُم ولد، فهؤلاء ستة أو سبعة من اخوة الإمام الحسين (عليه ‌السلام) استشهدوا بين يديه يوم عاشوراء وكان أفضلهم وأجلّهم أبو الفضل العباس (عليه ‌السلام) وهو أكبر الهاشميين سناً يوم كربلاء ما عدا الحسين (عليه ‌السلام) حيث كان عمره أربعاً وثلاثين سنة، لذا اختاره الإمام الحسين (عليه ‌السلام) حاملاً لرايته العظمى، وعبر عنه بكبش الكتيبة، وكان (عليه ‌السلام) وسيماً جسيماً طويل القامة، وجهه كفلقة قمر ومن هنا كان يلقب بقمر الهاشميين وهو آخر من قتل قبل الحسين (عليه ‌السلام) يوم عاشوراء، وكان لقتله صدمة عنيفة في نفس الإمام الحسين (عليه ‌السلام) عبر عنها بقوله حين وقف على مصرعه: «الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي»، وبان الانكسار في وجهه (عليه ‌السلام) وبكى عليه (عليه ‌السلام)، قوله (عليه ‌السلام) في الزيارة المظلوم الشهيد:

للإمام الحسين (عليه ‌السلام) ألقاب كثير منها: الرشيد، والطيب، والوفيّ، والسيد، والزكي، والمبارك، والتابع لمرضاة الله، والدليل على ذات الله، والسبط ([2]) وبعد شهادته اشتهر بالمظلوم والشهيد وغيرها.

من هو المظلوم ومَن هو الظالم:

لابد أن نعلم أن الظلم لغة: هو وضع الشيء في غير موضعه، فالشرك ظلم عظيم، لجعله موضع التوحيد عند المشركين، وعرفاً هو: بخس الحق، والاعتداء على الغير قولاً أو عملاً كالسباب والاغتياب، ومصادرة المال، واجترام الضرب أو القتل، ونحو ذلك من صور الظلامات المادية والمعنوية والظلم من السجايا الراسخة في أغلب النفوس، وقد عانت منه البشرية في تاريخها المديد ألوان المآسي والأهوال، مما جهّم الحياة، ووسمها بطابع كئيب رهيب، وللظلم أنواع:

أ- ظلم الانسان نفسه: وذلك بتركها طاعة الله عزّ وجل وتوجهها إلى معصية الله تعالى وعدم تقويمها بالخلق الحسن والسلوك المرضي.

ب- ظلم الانسان عائلته وذوي قرباه: وذلك بإهمال تربية عائلته تربية اسلامية وجفاء اقرابه وخذلانهم في الشدائد والأزمات.

ج- ظلم الحكام والمتسلطين : وذلك باستبدادهم وخنقهم حرية الشعوب وامتهان كرامتها، وابتزاز أموالها، ولذلك كان ظلم الحكام أسوأ أنواع الظلم وأشدها نكراً، قال الإمام الصادق (عليه ‌السلام): «إن الله تعالى أوحى إلى نبي من الأنبياء، في مملكة جبار من الجبابرة: إن إئت هذا الجبار فقل له: إني لم استعملك على سفك الدماء، واتخاذ الأموال، وإنما استعملتك لتكفّ عني اصوات المظلومين ، فإني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفاراً » ([3])، ولذلك كانت نصرة المظلوم، وحمايته من الجائرين من أفضل الطاعات وأعظم القربات إلى الله تعالى والآثار الوضعية في حياة الإنسان الماديّة والروحيّة.

أقول: إنه لم يحدث ظلم من يوم خلق الله الدنيا وإلى أن تقوم القيامة ظلم وجرم ببشاعة حادثة كربلاء وظلم آل بيت رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) في الطف ولذلك ورد في الحديث عن النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): «لا يوم كيومك يا أبا عبد الله»، حيث اجتمعت طائفة من اُمة جدّه يريدون ان يتقربوا إلى الله تعالى بسفك دمه، وتيتم اولاده واسرهم، وكلّ يريد شفاعة جده رسول الله لا أنالهم الله شفاعته، ولذلك لم يبقى في السماوات ملك لم ينزل إلى رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) يعزيه في ولده الحسين (عليه ‌السلام) ويخبره بثواب الله إياه، ويحمل إليه تربته مصروعاً عليها، مذبوحاً شهيداً، فلو تأمل المتأمل وذو البصيرة لما رأى مصيبة أعظم من مصيبة الإمام الحسين (عليه ‌السلام)، ولم يجد اُمة قتلت ابن بنت نبيها وأصحابه وأهل بيته في يوم واحد بأفجع صورة، فإنّا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أعظمها ولله در مهيار حيث قال:

يعظّمون له أعواد منبره
 

 

وتحت ارجلهم أولاده وضعوا
 

 

 وقوله (عليه ‌السلام) في الزيارة الشهيد: الشهادة: هي الموت في سبيل الله تعالى والشهيد: القتيل في سبيل الله، قال تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ) ([4]).

قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) : « أشرف الموت قتلُ الشهادة »، وعنه (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): فوق كل ذي برٍّ بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر، وعن الإمام زين العابدين (عليه ‌السلام): ما من قطرة أحب إلى الله عزّ وجل من قطرتين، قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها العبد إلّا الله عزّ وجل، وعن رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) قال: والذي نفسي بيده لوددت إني اُقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم اقتل ثم أحيا ثم اُقتل، وقال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام): «انكم أن لا تقتلوا تموتوا، والذي نفس عليٍّ بيده لألف ضربة بالسيف على الراس (في سبيل الله) أيسرُ من موت على فراش»، قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): «الشهادة تكفّر كل شيء إلّا الدَّين».

قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): «ما من أحد يدخل الجنة يحبّ أن يرجع إلى الدنيا، وإن له ما على الأرض من شيء غير الشهيد، فإنّه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة وفضل الشهادة»، ولذلك الإمام الحسين (عليه ‌السلام) في مسيره إلى كربلاء قال: إني لا أرى الموت إلّا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلّا برما، ثم إن النية لها أثر في الشهادة حتى ولو لم يستشهد يرزق ثواب الشهادة، فعن رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) قال: «كم ممّن أصابه السلاح ليس بشهيد ولا حميد ، وكم ممن قد مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق شهيد » ([5]).

والخلاصة أقول: إن الإمام الحسين (عليه ‌السلام) هو أبرز مصداق لهذه الأحاديث الشريفة فهو سيد الشهداء قاطبة من الأولين والآخرين، حيث لم يعطي نفسه لله تعالى فحسب بل اعطى جميع ما يملك وأهل بيته وأولاده واخوته وأصحابه واطفاله في سبيل الله تعالى.

قال الشاعر:

اعطى الذي ملكت يداه إلهه
 

 

حتى الجنين فداه كل جنين
 

 

فالإمام الحسين (عليه ‌السلام) هو سيد شهداء الأولين والآخرين وقد أخبر النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) بشهادته وبكى عليه مراراً قبل استشهاده بل وبكى حتى في يوم ولادة الإمام الحسين (عليه ‌السلام)، نذكر بعض ما أخبر به النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) عن شهادته (عليه ‌السلام)، فعن أبي عبد الله الصادق (عليه ‌السلام) قال: كان النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) في بيت أُم سلمة، فقال لها: لا يدخل عليَّ أحد، فجاء الحسين (عليه ‌السلام) وهو طفل فمنعته فوثب حتى دخل الدّار على النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله)، فدخلت أُم سلمة على أثره، فإذا الحسين (عليه ‌السلام) على صدره، وإذا النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) يبكي وبيده شيء يقبله، فقال النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): يا أُمّ سلمة إن هذا جبرائيل يخبرني أن هذا مقتول وهذه التربة التي يقتل عليها، فضعيه عندك فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي، فقالت أُم سلمة: يا رسول الله سل الله أن يدفع ذلك عنه، قال: قد فعلت فأوحى الله تعالى إليّ أنّ له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين، وأن له شيعة يشفعون فيشفعون، وأن المهدي (عج) من ولده فطوبى لمن كان من الحسين (عليه ‌السلام) وشيعته، هم والله الفائزون يوم القيامة ([6])، ومنها: ما روي عن أبي جعفر (عليه  السلام) قال: كان رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) إذا دخل الحسين (عليه ‌السلام) اجتذبه إليه ثمّ يقول لأمير المؤمنين (عليه السلام) أمسكه فيمسكه فيقبله ويبكي فيقول: يا أبة لم تبكي ؟ فقال: يا بُني أقبل مواضع السيوف منك وأبكي، قال: يا أبة وأنا اُقتل؟ قال: أي والله وأبوك وأخوك، قال: يا أبة فمصارعنا شتّى؟ قال: نعم يا بُني، قال: فمن يزورنا من أُمتك؟ قال: لا يزورني ولا يزور أباك وأخاك وأنت إلّا الصدّيقون من اُمتي، ومن أخباره بشهادته عن عبد الله بن عباس أنه لما اشتدّ برسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) مرضه الذي مات فيه، وقد ضم الحسين (عليه ‌السلام) إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه، ويقول: مالي وليزيد لا بارك الله فيه، اللهمّ العن يزيد ثمّ غشي عليه طويلاً وأفاق وجعل يقبل الحسين (عليه ‌السلام) وعيناه تذرفان ويقول: أما أن لي ولقاتلك مقاماً بين يدي الله عزّ وجل ([7])!


[1] سورة الأنبياء: 73.

[2] المجالس السنية 1: 10 لمحسن الأمين.

[3] الوافي 3: 162 عن الكافي.

[4] سورة البقرة: 154.

[5] ميزان الحكمة: ج 5، باب الشهادة.

[6] معالي السبطين: 174.

[7] نفس المصدر: 174.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.