أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-10
1263
التاريخ: 2024-03-24
818
التاريخ: 2024-05-18
783
التاريخ: 2024-07-22
386
|
كان «رعمسيس» قد تزوج من الملكة «نفرتاري» في السنة الأولى من حكمه المنفرد، كما يظهر هذا في قبر «نب وننف «(1) الكاهن الأول للإله «آمون» في عهد «رعمسيس الثاني «. غير أننا لا نعرف إلى أي سنة من سني حكمه عاشت هذه الملكة؛ لأننا لم نرَها تظهر على تماثيل «رعمسيس» المؤرخة بأواخر سنيه، وإن كانت تظهر في نقوش معبد «بو سمبل» بصورة بارزة كما أشرنا إلى ذلك من قبل. ومن أولادها — خلافًا لما ذكرنا من قبل — «سيتي» الابن التاسع بين أولاد «رعمسيس»، وآخر يُدعى «انبو إررخو»، وتُلقَّب على آثار معبد «أبو سمبل» بكاهنة الإلهة «حتحور»، والإلهة «موت»، والإلهة «عنقت»، كما كانت تحمل لقب الأميرة وارثة الجنوب والشمال؛ أي إنها كانت وارثة عرش الملك، وقد مثلت على تماثيل «رعمسيس» الضخمة في معبد «بو سمبل»، وفي معبد «الأقصر» كذلك على تمثاله الفذ الموجود في «تورين»، وهو المنحوت في الجرانيت الأسود، ويوجد لها كذلك تمثال جميل من الجرانيت في متحف «الفاتيكان»، غير أنه مما يؤسف له قد أعيد صنعه.
شكل 1: الملكة «نفرتاري» على تمثال ﻟ «رعمسيس الثاني «.
ونقرأ لهذه الملكة خطابًا أرسلته في السنة الحادية والعشرين لملكة «خيتا» (ذكرناه فيما سبق) وقبرها يوجد بالقرب من دير المدينة في الجهة الغربية من «طيبة» في المكان المعروف الآن باسم «بيبان الحريم» عند العامة، وقد كُشف عنه وعن غيره من مقابر الملكات والأمراء الأثري «شابارللي» الإيطالي حوالي 1903–1905م، ومعظم هذه المقابر يرجع عهدها إلى الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين، ويمتاز قبر «نفرتاري» زوجة «رعمسيس الثاني» عن باقي قبور الملكات في ترتيبه وتنسيقه، ويلاحظ أن معظم القبور في هذه الجهة قد زينت جدرانها بالتصوير على طبقة من الطين ثبتت على الجدران، والصور التي نُقشت على جدران قبرها تعد من أجمل ما أخرجته يد المفتن المصري في هذا النوع من التصوير، وإن كان بعضه قد طغت عليه الرطوبة، والزمن، وتساقط (2). وصور الملكة تلفت النظر بوجه خاص لرشاقتها، كما أن سقف المقبرة يمثل القبة الزرقاء، وما فيها من نجوم لامعة. ويصل الإنسان إلى حجرة الدفن بوساطة سلم، فيقابله أولًا قاعة فيها منضدة ليوضع عليها القربان، وعلى جدران القاعة نقوش دينية من الفصل السابع عشر من كتاب الموتى، ويصحبه صورة الملكة ممثلة جالسة تحت قبة تلعب النرد، كما يشاهد روحها ممثلًا في صورة طائر له رأس إنسان يرفرف بجانبها، ثم نشاهد الملكة راكعة تتعبد للشمس التي يحملها أسدان، كما يشاهد الإله «تحوت» في صورة الطائر مالك الحزين، والمومية محمولة على سرير جنازي، وكذلك توجد آلهة مصورة على الجدران. وعلى الجدار الذي على يمين القاعة نشاهد الملكة أمام الإله «أوزير» إله الآخرة، كما نشاهدها متعبدة لإله الشمس «حور اختي»، وإلهة الغرب. وفي منظر آخر نشاهد الإلهة «إزيس» تقودها أمام الإله «خبر» (إله الشمس) الممثل برأس جُعل، وفي الحجرة الجانبية نشاهد الإله «خنوم» تصحبه كل من الإلهتين «إزيس»، و«نفتيس»، كما ترى الملكة تتعبد للعجل المقدس، وللبقرات السبع الإلهية، وفي منظر آخر تقدم الملكة أدوات الكتابة للإله «تحوت»، وتقدم الأضاحي للإله «بتاح»، وعلى الجدران الجانبية للسلم المؤدي للحجرة الثانية نشاهد الملكة في حضرة آلهة مختلفة، كما نشاهد «إزيس»، و«نفتيس» راكعتين في حزن، كما نشاهد على عتب الباب إلهة العدل في صورة طائر ناشر جناحيه، ثم نصل بعد ذلك إلى حجرة الدفن، وهي مقامة على أربعة عمد، ومعظم صورها قد هُشمت، وفي وسطها تابوت الملكة «خاو«. وهذه المقبرة تُعد من أعجب وأفخم المقابر التي عُثر عليها حتى الآن من هذا العصر الذي نحن بصدده، ومن أجل ذلك قد فصلنا فيها القول بعض الشيء لنعطي صورة عن المناظر الجنازية الشائعة وقتئذ. أما باقي الآثار التي ذُكرت عليها هذه الملكة فقد ذكرناها في مناسباتها في أثناء الكلام عن تاريخ «رعمسيس الثاني» وآثاره. وفي متحف «بروكسل» توجد قطعة من تمثال لهذه الملكة نُقش عليها بعض ألقاب نادرة الوجود تشبه ألقاب الملكة «سات رع» أم الفرعون «سيتي الأول»، وهي: «الأميرة الممدوحة كثيرًا، سيدة الرشاقة، وراحة الحب، ووارثة الوجه القبلي والوجه البحري، وماهرة اليدين في الضرب بالصاجات، والحلوة الحديث والغناء، زوجة الملك العظيمة ومحبوبته، وزوجة الثور القوي «نفرتاري مرنموت» العائشة مثل الشمس أبديًّا.» ولا نزاع في أن بعض هذه الألقاب تشير إلى الدور الذي كانت تلعبه هذه الملكة بوصفها زوج الإله في الأحفال الدينية (3)، وقد رُسم على هذه القطعة معها ابنها «مري آمون» ابن «رعمسيس الثاني» ولقِّب ببكر أولاد الفرعون (4).
......................................
1- راجع: A. Z., XLIV, p. 30–5.
2- راجع: Baedeker’s Egypt (1929) p. 344.
3- راجع: Chronique d’Egypte No. 33 Janv. 1924 p. 74.
4- راجع: Gauth. L. R. III, 96-97.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|