المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

إسهامات العلماء العرب والمسلمين في نظريات وتطبيقات ظاهرة مد وجزر البحار (على مستوى الأرصاد)
2023-07-20
محتوى الأملاح التربة
17-9-2021
القبلة واحكامها
17-11-2016
كشف مخطط معاوية
هل اشتهى النبي زينب بنت جحش ؟
8-11-2014
وصول النبي (ص) الى المدينة
8-6-2021


الحب سير ومواقف / سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وحبه لله  
  
396   09:39 صباحاً   التاريخ: 2024-08-17
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 50 ــ 52
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2016 3000
التاريخ: 2024-02-06 919
التاريخ: 2024-07-15 461
التاريخ: 15-4-2016 2670

سبط رسول الله وأبو الأحرار، وسيد الشهداء، عندما عرض عليه يزيد الدنيا رفضها الإمام وكرهها وحاربها، وأبى أن يعيش تحت الظلم، وأبى إلا أن يعيش عزيزاً حراً، لأنه أحب الله وجسد معاني ذلك الحب. وانطلق بكلمته الشهيرة التي لا تعبر عن معنى الحب وحده، بل عن معاني التفاني والخلوص لله تبارك وتعالى. يقول سلام الله عليه: (لا والله.. لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفر فرار العبيد) (1).

وينسب إليه قوله:

تركت الخلق طراً في هواكا     وأيتمت العيال لكي أراكا

فلو قطعتني بالحب إرباً          لما مال الفؤاد إلى سواكا

هكذا رفض أبو الأحرار الحسين (عليه السلام) الحب الرخيص المزيف، لأنه بالحب الرخيص يبتعد عن حب الله وحاشاه أن يفعل ذلك وهو وليد الطهر الذي تربى في حجر فاطمة (عليها السلام) وترعرع في أحضان أبيه وجده وأخيه سلام الله عليهم أجمعين. فحبه لله فاق كل شيء وأنساه حتى نفسه الطاهرة الزكية وأطفاله وأهل بيته الأطهار.

في معركة الطف المؤلمة تتجلى لنا الدروس والعبر التي نستشف من خلالها عظمة أهل هذا البيت الذين أحبوا الله وارتبطوا به. وهذا موقف من عدة مواقف للإمام الحسين (عليه السلام) في ساحة كربلاء. فتراه يحمل طفله الرضيع طالباً شربة من الماء، لكي يلقي عليهم الحجة، ويمتحنهم، ويكشف زيفهم ومدى كرههم للإنسانية ولله تعالى.

حمل الحسين (عليه السلام) طفله الرضيع على يديه وصاح بهم: (يا قوم... إن كان ذنب للكبار فما ذنب هذا الصغير، خذوه واسقوه شربة من الماء، فوالله لقد جف اللبن في صدر أمه).

فماذا فعل أولئك المتحاملون على أهل البيت وعلى الضمير والمبدأ، الذين لا توجد لديهم رحمة ولا ذرة من الحب تجاه هذا الطفل الذي يتلوى من العطش وهو على يدي أبيه - وهما يمثلان أعلى مراتب الحب - لقد خرق سهم نحر الرضيع فأرداه قتيلاً.

هكذا تتبين لنا مواقف الذين يحبون الله تعالى. إن هذه المواقف جديرة بالدراسة لأنها مقياس لأعمالنا في الحب والصدق والإيمان، وما هذا الحب إلا رسم بياني للأمة في حياتها وفي محبتها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مناقب آل أبي طالب، 3 / 224. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.