أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-10
1189
التاريخ: 2024-10-02
169
التاريخ: 2024-09-04
254
التاريخ: 2024-09-10
196
|
فائدة رقم (14):
في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (عزّوجل): {اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ} فاطمة عليها السّلام {فِيها مِصْباحٌ} الحسن عليه السلام {الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ} الحسين عليه السلام {الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} فاطمة عليها السلام كوكب درّيٌّ بين نساء أهل الدنيا (1).
أقول: في تفسير علي بن إبراهيم أورد الحديث المذكور الا انّه قال: المصباح الحسين في زجاجة.. إلخ وظاهر انّ الحديث صريح في تفسير المشكاة بفاطمة والمصباح الأول بالحسن والنظر فيه هنا باعتبار الاشتمال منها عليه بالأمومة والحمل ونحوهما وقوله: المصباح في زجاجة الحسين المتبادر منه الى الفهم انّه تفسير للزجاجة بالحسين لا للمصباح الثاني به كما في تفسير علي بن إبراهيم وذلك بناء على القاعدة المقرّرة انّ النكرة إذا أعيدت معرفة فالمراد بالثاني هو الأول كما في قوله تعالى: {كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} ونظائره والا لبقي الكلام غير مرتبط بما قبله، فالمراد بالمصباح الثاني الحسن أيضا ويحتاج في توجيه الظرفيّة إلى وجه لعدم ظهورها بالنسبة إلى الظرفيّة الأولى.
ووجهها قريب وهو تقدير مضاف أي إمامة الحسن مستقرّة في الحسين وأولاده لا في الحسن وأولاده ويكون المراد بالزجاجة الثانية الحسين أيضا وبالكوكب الدري فاطمة كما هو مصرّح به ويكون التشبيه للحسين بفاطمة امّا في الصورة أو الفضل والكمال وهذا الوجه لا قصور فيه ولا مخالفة للظاهر بل الذي يظهر انّه أقرب ولا ينافيه ما في التفسير لاختلاف الروايتين كما في نظائره.
ولعلّ ما في رواية الكليني أصح فانّ الوثوق بضبط نسخ الكافي أعظم وثبوت تواترها إجمالا والاعتبار بتصحيحه تفصيلا أوضح وبخصوص هذا نقول لا بعد في ان يراد معنيان فصاعدًا من آية واحدة كما هو مروي مأثور مصرّح به في عدّة أحاديث.
ويحتمل ان تحمل رواية الكليني على ما يطابق رواية علي بن إبراهيم بأن يكون الحسين تفسيرًا للمصباح الثاني وفاطمة تفسيرا للزجاجة الثانية بل والأولى أيضا بمقتضى القاعدة المشار إليها وهذا الوجه يقربه حصول الجمع بين الحديثين وزوال الاختلاف عنهما ويبعده مخالفة القاعدة في المصباح لكن لا محذور في مخالفتها من حيث انّها أغلبيّة كأكثر قواعد العربيّة ويظهر هذا من المعنى وغيره ولكن فيه أيضا اختلاف المصباحين معنى من غير قرينة، والفصل بين المفسّر أعني المصباح والزجاجة والمفسّر أعني الحسين وفاطمة عليهما السلام وإيهام خلاف المقصود ولأنّ الظاهر المتبادر ما قدمناه وعود التفسير إلى الأبعد مع إمكان عوده إلى الأقرب وترك التشبيه بالكليّة في قوله فاطمة كوكب فلو كانت تفسيرًا للزجاجة تعيّن التصريح بالتشبيه وإمكان جعله تشبيهًا بليغًا يقتضي صيرورة التفسير أخفى من المفسّر فهذه ستة وجوه تقوّي الاحتمال الأوّل وتضعّف الثاني والله أعلم.
______________
(1) الكافي ج 1 ص 195 ح 5.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|