أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-31
815
التاريخ: 2023-09-27
794
التاريخ: 2023-11-05
975
التاريخ: 2023-11-09
823
|
في الوقت الذي كان فيه البرتغاليون منهمكين في الكشف عن طريق بحرية تصل اوروبا بالهند كان كريستوف كولومبوس، من سكان جنوى، يمخر عباب الاطلسي للوصول الى شواطئ آسيا الشرقية لحساب اسبانيا. اذ ان دوافع الاسبان في كشف طريق جديدة الى الهند لم تكن تقل في اهميتها عن دوافع البرتغاليين. بدأ كولومبوس رحلته من ميناء بالوس (Palos) في الثالث من آب سنة 1492 في ثلاث سفن (1) تحمل تسعين ملاحاً، ووصل بعد مرور سبعين يوماً الى جزيرة تدعى غوانا هاني Guana hani احدى جزر باهاما. فأطلق عليها اسم سان سلفادور، ثم أبحر منها الى كوبا وهايتي التي دعاها اسبانيولا. واعتقد كولمبوس انه وصل جزر الهند الشرقية على الرغم من انه لم يجد اثراً للتوابل والافاوية. وعاد في اذار سنة 1493 الى اسبانيا يحمل معه نماذج من النباتات غير معروفة في اوروبا كالبطاطا والتبغ والذرة والقطن. بالإضافة الى كميات الذهب والفضة اللذين جاء من اجلهما، كما حمل معه مجموعات من السكان الاصليين (الهنود الحمر). وقام كولمبوس بثلاث رحلات أخرى (1493، 1498، 1502) اكتشف خلالها جزر جديدة في البحر الكاريبي وجزءاً من شاطيء اميركا الوسطى وشاطىء اميركا الجنوبية. وتوفي سنة 1506 دون ان يعلم انه اكتشف عالماً جديداً. والاسم الحالي للقارة نسبة الى امريكو فيسبوتشي الذي كشف فنزويلا ووصل الى الشاطئ الشرقي لأميركا الجنوبية حيث وضع رسالة اثبت فيها ان الاقاليم الجديدة ليست الهند أو الصين او اليابان انما هي جديدة فأطلق عندها اسمه على اميركا الشمالية واميركا الجنوبية. بدا للبرتغاليين ان كشف الاسبان للشواطيء الغربية للهند بشكل مباشر نفوذهم في الجهات التي منحهم اياها المرسوم البابوي الذي نص امتلاكهم لجميع الاراضي والجزر الثي يكتشفوها فيما وراء رأس موجادور وكادت الحرب تقع بين اسبانيا والبرتغال أثر رحلة كولمبوس، مما يؤكد ضعف الدافع الديني لحركة الكشوف هذه إذا ما قيس بالمنافع الاقتصادية التي تحلم بها كل من الدولتين والا ما مبرر التخوف المستجد إذا كان هدفها يقتصر فقط على نشر الكاثوليكية في الامكنة المكتشفة؟ ولما كانت كل من اسبانيا والبرتغال أقرب الدول المسيحية الى البابوية فقد أصدر البابا اسكندر السادس مرسوماً قرر بمقتضاه اتخاذ خط وهمي يفصل بموجبه بين ممتلكات الامبراطوريتين. ويبدأ هذا الخط من القطب الشمالي الى القطب الجنوبي ويمر على بعد مائة فرسخ الى الغرب من جزر الخالدات وجزر الرأس الأخضر وتكون الاقاليم التي تقع الى الشرق منه ممتلكات برتغالية والاقاليم التي تقع الى الغرب منه ممتلكات اسبانية. ولكن البابا رسم جديداً بعد أن طعنت البرتغال بالتقسيم الأول ونقل الخط الوهمي الى نقطة ثانية تبعد 360 فرسخاً غرب جزائر الرأس الأخضر. وقد قوبل قرار البابا هذا بنقد شديد من قبل بقية الدول الاوروبية لأنه جعل اكتشاف الاقاليم حكراً على اسبانيا والبرتغال دون ان يأخذ بعين الاعتبار مصالح بقية الدول الاوروبية كإنكلترا وفرنسا وهولندا. بعد كولمبوس انتعشت حركة الكشوف الاسبانية في القارة الجديدة وذلك بسبب ضرورة السيطرة على مناجم جديدة للمعادن الثمينة من ذهب وفضة. فاتخذ الاسبان من كوبا قاعدة لهم واخذوا بالتوغل نحو الجنوب. فاستولی فرناند کورتیز (Cortez) على المكسيك عام 1521 ومنها اخذت تتدفق الى اسبانيا كنوز الذهب والفضة حتى غدت مدريد منبع الفضة في غرب أوروبا. ثم استولوا على غواتيمالا عام 1522 وهندوراس ونيكاراغوا سنة 1524 وسلفادور سنة 1526. وما لبث أحد المغامرين الاسبان ويسمى فرنسوا بيزار (Pizare) ان اكتشف البيرو (Pérou) ومد الأسبان نفوذهم بعدها الى بوليڤيا وفنزويلا وكولومبيا وساحل التشيلي واستعمروا الارجنتين واسسوا فيها بيونس ايرس (Buenos - Ayros). وهكذا دانت أميركا الجنوبية بمعظمها لإسبانيا عدا البرازيل التي كان البرتغاليون قد سيطروا عليها منذ سنة 1500. اما حركة الكشوف الجغرافية في اسبانيا فقد حفلت في عهد شارل الخامس ملك اسبانيا وامبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة، بتنفيذ أعظم مشروع جغرافي. وهو الطواف حول العالم بالانطلاق من نقطة في اتجاه واحد والوصول اليها اذ اثبت انجاز هذا المشروع كروية الأرض في اذهان شعوب ذلك العصر بالتجربة المحسوسة. ويعود تنفيذه الى شارل الخامس الذي عمل على تمويله فعهد به الى التاجر البرتغالي المعروف باسم ماجلان (Magellan). وكانت حروب شارل الخامس مع فرنسوا الأول ملك فرنسا (الحروب الإيطالية) هي التي دفعت به الى هذه المغامرة لحاجته الشديدة الى الاموال التي عول على جمعها إذا ما نجحت هذه التجربة. اعتقد ماجلان انه يستطيع الوصول الى جزر الهند الشرقية بالاتجاه نحو الغرب والطواف حول الطرف الجنوبي لأمريكا. لأن كشوفه الجزر جديدة على هذه الطريق سيجعل البرتغال في نفس الوقت تتخلى عن ادعائها في ملكية هذه الجزر لأنها تقع فعلاً الى الغرب من الخط الوهمي الذي حدده مرسوم البابا. وهكذا أقلعت سفن ماجلان الخمس في آب سنة 1519 من ميناء سان لوكار (Saint Lucar) متجهة نحو جنوبي المحيط الاطلسي بانحراف نحو الغرب فوصلت الى ريودي جانيرو في البرازيل ثم الى مصب نهر ريو دي لابلاتا وسارت بمحاذاة الشاطىء الشرقي لأميركا الجنوبية فوصلت الى خط عرض 52 درجة جنوباً. فاكتشف ممراً مائياً عميقاً محصوراً بين جبلين أطلق عليه فيما بعد اسم مضيق ماجلان. وفي سنة 1520 دخلت السفن محيط كبير أطلق عليه ماجلان المحيط الهادئ لأنه قليل الاعاصير. ووصلت بعدها السفن الى جزر ماريانا والفيليبين (نسبة الى فيليب الثاني ولي عهد اسبانيا) التي اعتقدها ماجلان خطأ بانها جزر التوابل. وقد استمر احتلال اسبانيا للفيليبين حتى سنة 1898 عندما ادعت الولايات المتحدة الاميركية ملكيتها لها. وفي الفيليبين لقى ماجلان حتفه بعد ان دخل في صراع مع سكان الجزيرة منتصراً لملكها الذي خضع لملك اسبانيا واعتنق المسيحية. بعد وفاة ماجلان تولى أحد رجاله قيادة السفن فوصلت الى جزيرة تيودور التي يكثر فيها التوابل. وغادرت الحملة جزر التوابل في طريق عودتها الى اسبانيا سنة 1522. فعبرت المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح ثم الأطلسي حيث وصلت الى اسبانيا بعد مرور ثلاث سنين على انطلاقها. وفعلاً قاس البحارة خلال هذه الرحلة الاهوال والمصاعب لقسوة الاحوال الجوية ونقص الغذاء وتفشي الامراض بينهم. فبينما كان عدد بحارتها مائتان وخمس وستون بحاراً على متن خمس سفن لم يرجع منهم سوى ثمانية عشر رجلاً وسفينة واحدة اسمها النصر.
....................................
1- Santa Maria - Pinta - Nina.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|