المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مركبات الكبريت
2024-08-06
الانسلاخ في الحشرات
17-11-2021
تحرك معاوية نحو العراق وموقف الإمام ( عليه السّلام )
8-6-2022
قبول الاعمال - طبقة الاساس المعالجة بالاسمنت
2023-09-30
اكتشاف الكلور
21-5-2018
انشاء اجتماعات ممتازة
15-6-2022


مقومات الشخصية القوية / أنجز أعمالاً  
  
544   11:29 صباحاً   التاريخ: 2024-07-28
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تكسب قوة الشخصية؟
الجزء والصفحة : ص61ــ62
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

إنجازات الإنسان هي الأدلة القاطعة على قوة شخصيته، وهي كلما زادت أضافت رصيداً جديداً إلى قوته في أعين الناس وفي عين نفسه، ولذلك كان لا بد من الاهتمام بأداء أكبر عدد من الإنجازات. وهذا يتطلب التركيز على أداء (الأفضل) و(الأهم) في الأعمال.

وفي الحقيقة فإن التركيز ينبع من أحد مصدرين: إما الإرادة، وإما الشغوف والولع بالعمل الذي يؤديه، فإذا درّب أحدنا نفسه على الافتتان بعمل ما فسوف يؤديه بشكل طبيعي ويلازمه حينئذ شعور غريب يفوق الوصف.

إن على الإنسان أن يمارس دوره العملي على الساحة وبذلك يفرض شخصيته عليها بصفته شخصية فاعلة لا غنى للناس عنه..

وهذا يعني أنه كلما تحسنت قدرتك على الأداء في الواقع العملي كلما تحسنت شخصيتك أيضاً.

وقد يقول قائل: إنني أرغب في إنجاز أعمال، ولكن الآخرين لا يتركون لي المجال.

ولكن هذا الكلام هراء.. فلكل إنسان دوره الذي لا يؤديه عنه غيره، وإرادة الآخرين في تخريب هذا الدور محدودة أكثر بكثير مما تكون محدوداً في قدرتك على أداء دورك.

ولكي تستطيع أن تنجز أعمالاً فعليك أن تضع سلم أولويات يأخذ بعين الاعتبار أن يكون هدفك العمل الصالح.

وتأتي أهمية إحراز النجاح من أن تأثير النجاح على قوة الشخصية إنما هو بمقدار تأثير قوة الشخصية على النجاح.. فقد يكون طريق إحراز النجاح البدء بتقوية الشخصية الذاتية، وقد يكون العكس، حيث إن تراكم النجاح يؤدي ولا شك إلى اكتساب شخصية قوية.

إن للنجاح سروراً ينعش الروح وقلما تمتعنا الحياة بمثل مصادر السرور التي تأتينا بها الممارسة الناجحة لقدراتنا وتبعث فينا الحيوية والنشاط فتطلق في نفوسنا طاقات ضخمة لمواصلة العمل.

وإنني أعتقد أنه لا بد للإنسان من أن يحاول إحراز النجاح باعتبار أن هذا السعي أمر ضروري يستدعيه تكويننا الاحيائي. ويكفي القول إن النجاح من دون أن نتعرّض هنا لتحديد فحواه، مرتبط بممارستنا المستمرة الرفيعة لقدراتنا وبأداء المهمات وحل المشكلات فور ظهورها.

فالنجاح هو مصدر تلك النشوة والبهجة والتدفق التي يجنيها الإنسان من ممارسته الطليقة لطاقاته. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.