أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2022
5939
التاريخ: 13-2-2022
2047
التاريخ: 31-5-2020
2460
التاريخ: 7-10-2016
2736
|
كمال الهجرة والجهاد
تقدم البحث في أنّ أفضل وأعظم كمال للإنسان هو في الارتباط بالحق سبحانه وتعالى، وأنّ أفضل طريق يوصل إلى هذا الكمال الإنساني هو في أن يرى الإنسان المؤمن الحق تعالى حاضراً دائماً في حياته، وأعماله، وكافّة شؤونه، من خلال المراقبة والمحاسبة الدائمة للنّفس.
فإذا وصل الإنسان إلى هذه الحالة سوف يحرص على عدم ارتكاب المحرّمات، وإذا صدرت عنه لا سمح الله فإنه يبادر إلى إصلاحها فوراً. وإذا لم يصدر عنه ما يخالف رضا الله، ولم يصدر عنه إلا الطاعة، فإنّه يقيس طاعاته بنعم الله عليه فيرى أنّ هذه النّعم أكثر من طاعاته، بل أكثر من أن تُحصى، فيشعر عندها بالقصور ولا يُصاب بالغرور أبداً. ولكن هذا لا يحول بينه وبين العمل الصالح أصلاً، بل يزيده إصراراً على أداء ما أوجبه الله تعالى عليه بكلّ ما أوتي من قوّة، لأنه يعلم أنه لا سبيل لشكر الإله على نعمه السابغة إلّا بمتابعة التكاليف الإلهية، والإصرار على الطّاعات والأعمال الصالحة.
مرّ في الدرس السابق أنّ أهمّ هذه العبادات والطاعات الهجرة والجهاد في سبيل الله، فهما ركنان أساسيّان لبناء النفس المطمئنّة والمجتمع الفاضل، ومن دونهما لن تتحقّق أهداف الدين الإسلامي السمحة، التي تهدف أوّل ما تهدف إلى بناء الإنسان المؤمن، صاحب الصّفات والأخلاق الإلهية، وبناء الصّرح الاجتماعي على أساس العدل والمساواة، وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه. وهذا غير ممكن من دون هجرة كلّ ما يمنع من تحقيق هذه الأهداف السامية، ومحاربة كلّ ما يحول دون بلوغها. لذا كانت الهجرة والجهاد في سبيل الله أمراً ضروريّاً لكلّ إنسان مؤمن باحث عن سبيل الحق، وعاشق للقائه، وطالب لوصاله، ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[1].
فللإنسان روح أبديّة وخالدة لا يشبعها كلّ ما في السماوات والأرض، وهذا النّظام الواسع لنجوم الكون أصغر من أن يقنع روح الإنسان، لأنّه نظام مادي، أمّا نفس الإنسان وروحه فهي مجرّدة ومنزّهة عن عالم الطبيعة، فلا شيء مادي يمكن أن يكون غذاء لروح الإنسان إلّا غذاء عالم القدس، والقرب من الله.
وللهجرة والجهاد في سبيل الله تعالى شرطان أساسيّان بهما ترتقي روح الإنسان إلى عالم القرب، وبهما تسمو روحه إلى ملكوت الله فرحة مطمئنّة، فتدخل جنّته راضية مرضيّة، وهذان الشرطان هما: المسارعة، المسابقة.
المسارعة في طريق الحقّ
إنّ ترك المحرّمات وأداء الواجبات عند الإنسان الطامح إلى الارتباط بالله ولقائه ليس بالأمر الكافي، بل تراه ملحاحاً وكثير الإصرار والطلب من الحق سبحانه وتعالى أن يوفّقه للقيام بأفضل الأعمال التي تقرّبه منه، لأنه لا يرضى بأن يلقى الله بأعمال عادية، بل يسارع إلى الأعمال التي تبلّغه الدرجات العلى عنده عزّ وجلّ. والإسراع في طريق الخير والعمل الصّالح، والصّراط المستقيم لا خطر ولا ضرر فيه بل هو محمود شرعاً وعقلاً، وهو من أهمّ علامات أهل الآخرة، فضلاً عن أن الله تعالى أمر به في قرآنه الكريم حيث قال ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾[2]، وهو من أهمّ فضائل النفس، كما قال أمير المؤمنين ومولى الموحّدين علي (عليه السلام): "من فضيلة النفس المسارعة إلى الطاعة"[3].
فالمسارعة إلى الطاعات والأعمال الصالحة والعبادات المقرّبة، وإلى هجرة الدّناءات والرذائل وسفاسف الأمور، وترك العادات البغيضة التي لا تمتّ إلى الشرع الأنور بصلة، والمبادرة دون تردّد إلى هجرة أصحاب السّوء الذين لا يزيدون المرء إلا بعداً عن الحقّ، واستغراقاً في الدنيا، والمسارعة إلى الجهاد، وعدم التباطؤ أو التلكّؤ عن القيام بالواجبات الجهاديّة الملقاة على عاتق الإنسان، أمور كلّها تكشف عن مدى حرص الإنسان واهتمامه وجدّيّته في طلب الحقّ والتقرّب إليه، لذا لم يساوِ الحقّ تعالى بين المسارعين إليه وغيرهم، بل فضّل المسارعين واعتبرهم أنهم هم الصالحون، قال: ﴿لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾[4].
ومما وصّى به أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في إحدى خطبه: "فَاتَّقُوا اللهَ عزّ ذِكْرُهُ، وَسَارِعُوا إِلَى رِضْوَانِ اللهِ، وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ، وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ بِكُلِّ مَا فِيهِ الرِّضَا فَإِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَعْمَلُ بِمَحَابِّه،ِ وَيَجْتَنِبُ سَخَطَهُ"5.
وإذا عدنا إلى كتاب الله العزيز نجد أنّ المسارعة في الخيرات هي من صفات وشمائل الإنسان المؤمن، الذي يخشى ربّه، ويؤمن بآياته، والذي طهّر الله قلبه من الشّرك والنفاق، والذي يأتي بأعمال البرّ والإحسان بسرور لأنه على يقين أنّه منقلب إلى ربّه وراجع إليه. فمثل هذا الإنسان يسارع في الخيرات دون طلب من أحد ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾[5].
أمّا الذي يسارع إلى الكفر بدل الإيمان، ولا يتورّع عن القبائح، بدل أعمال البرّ والإحسان، فإنه لن يضرّ إلا نفسه، وهو في الحقيقة في عداد المحرومين، لأن الله تعالى يريد أن لا يجعل له حظّاً ونصيباً في الآخرة، لعلمه تعالى بفساد باطنه، وخبث سريرته ﴿وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾[6].
إنّ أهل الآخرة والذين يسلكون طريق العبوديّة لله تعالى يعبّرون عن سلوكهم هذا من خلال العمل، فالعمل هو طريقهم لنيل المنازل الرّفيعة والكمالات السامية والحقّ سبحانه وتعالى يمتحنهم بالمواقف الكثيرة ليستفيدوا من بلائه في الرجوع إليه ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾[7]. والإنسان الذي يسعى للنجاح في هذا الامتحان الإلهي عليه أن يقدّم دليلاً على صدق دعواه، وهو أنه لا يريد إلا رضا الله، والزّلفى لديه. وهنا تأتي المسابقة إلى الخيرات لتقدّم دليلاً ملموساً يؤكّد صدق نوايا الإنسان وإخلاصه، أما إذا تقدّم ببطء وتمهّل فيمكن أن يعترضه قاطع طريق يمنعه من إكمال سيره، لذا يلفت القرآن الكريم نظر الإنسان إلى أهمّية سبق الآخرين ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ﴾[8]، وأن لا يقتنع في طريق الخير بالدرجات السّفلى، وأن لا يقيس نفسه مع الأسوأ، وأن لا يقارن نفسه بالمتأخّرين، بل يجعل أئمّة سبيل الخير مقياساً له وأسوةً، ويسعى للتفوّق على الآخرين، والتقدّم عليهم في الفضائل وأعمال البرّ والإحسان.
الهدف من المسارعة
المقصود من المسابقة أن يسابق الإنسان الآخرين في فعل الخيرات والأعمال الصالحة التي تقرّبه من الحق نجيّاً. فالإنسان مأمور أوّلاً بالسعي لاجتناب كلّ سفه وقذارة وحرام، وثانياً الإتيان بالواجبات والطاعات المقرّبة، وفي كلا الحالين على الإنسان الصادق أن يتوسّل بالمسابقة سواء في ترك الحرام أو فعل الواجب، لكي ينأى بنفسه فيما بعد عن الشواغل والمعوّقات التي يمكن أن تعترض طريقه. فالإنسان عندما يهاجر إلى الحقّ ويجاهد في سبيله عليه أن يسرع في التحرّك ويعطي لعمله سرعة وعجلة، ولكن هذا وحده لا يكفي، بل عليه أن يسابق حتّى يصبح أكثر الناس ورعاً وتقىً، فيغدو مصداقاً حقيقيّاً لشيعة أهل عليهم السلام، كما رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه دخل عليه عيسى بن عبد الله القمّي فرحّب به وقرّبه من مجلسه، ثم قال له: "يا عيسى بن عبد الله ليس منّا ولا كرامة من كان في مِصْرٍ فيه مائة ألف أو يزيدون، وكان في ذلك المِصْرِ أحد أورع منه"[9].
لذا أمر الله تعالى في كتابه العزيز المؤمنين بأن يتسابقوا إلى المغفرة والأعمال الصالحة التي تقودهم إلى الجنّة، لأنها أبلغ شهادة على صدقهم وإخلاصهم. فقال عزّ وجلّ ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾[10]، كما أنه عزّ اسمه لم يورث كتابه من قبل إلّا لعباده الذين اصطفاهم ممن كانوا يسابقون في الخيرات ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾[11].
لقد صنّف الله تعالى الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أصناف ذكرهم في كتابه العزيز حيث قال ﴿وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾[12]، فأصحاب الميمنة هم الذين يعطون يوم القيامة كتبهم بأيمانهم، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾[13]، وهذا الصنف وإن كان من الناجين ومن أهل السعادة والحبور، ولكنه دون الصنف الثالث الذي سوف يأتي الكلام عنه، وأصحاب المشأمة هم الذين يعطون كتبهم بشمالهم، قال سبحانه ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ﴾[14]، والمشأمة من الشؤم والتعاسة، وتسلّم صحائف أعمالهم بأيديهم اليسرى دليل على سوء عاقبتهم، وعظيم جرمهم وجنايتهم، نتيجة عمى البصيرة، وسقوطهم في وحل الضلال.
أما السابقون السابقون فهم الذين سبقوا الآخرين، والحق تعالى وإن كان أطلق هنا السبق ولم يبيّن إلى أيّ شيء يسبقون ويسرعون، ولكنّه تعالى بيّنه في سورة "المؤمنون" كما ذكرنا سابقاً ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾[15]. فالسابقون إذاً هم الذين يؤمنون بالله وحده لا شريك له، وباليوم الآخر، ولا يتوانون عن طاعته خوفاً من غضبه وعذابه، ويضحّون بالغالي في سبيله طلباً لمرضاته وثوابه. وهم لم يسبقوا غيرهم بالإيمان فحسب، بل وبأعمال الخير، والأخلاق الحسنة والإخلاص لله تعالى، فهم أسوة وقدوة للناس، ولهذا السبب كانوا هم المقرّبين إلى الحضرة الإلهيّة.
وفي حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول بشأن هذه الآية الكريمة: "يا جابر: إنّ الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف، وهو قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾، فالسابقون هم رسل الله (عليهم السلام) وخاصة الله من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح, أيّدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء، وأيّدهم بروح الإيمان فبه خافوا الله عزّ وجلّ، وأيدهم بروح القوة فبه قدروا على طاعة الله، وأَيّدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عزّ وجلّ وكرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون"[16].
وللتأكيد على أهمّية السبق وضرورته بالنسبة لأهل الآخرة التوّاقين إلى لقاء ربهم، يقول الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً: "إنّ الله سبّقَ بين المؤمنين كما يُسَبَّقُ بين الخيل يوم الرّهان، ثم فضّلهم على درجاتهم في السَّبْقِ إليه، فجعل كل امرئ منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه ولا يتقدّم مسبوق سابقاً، ولا مفضول فاضلاً، تفاضل بذلك أوائل هذه الأمة وأَواخرها"[17].
[1] سورة البقرة، الآية: 218.
[2] سورة آل عمران، الآية: 133.
[3] الآمدي، غرر الحكم، ص182.
[4] الشيخ الكليني، الكافي، ج8، ص173.
[5] سورة المؤمنون، الآيات: 57 - 61.
[6] سورة آل عمران، الآية: 176.
[7] سورة المائدة، الآية: 48.
[8] سورة البقرة، الآية: 148.
[9] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص78.
[10] سورة الحديد، الآية: 21.
[11] سورة فاطر، الآية: 32.
[12] سورة الواقعة، الآيات: 7 - 12.
[13] سورة الحاقة، الآيات: 19 ـ 22.
[14] سورة الحاقة، الآيات: 25 ـ 27.
[15] سورة المؤمنون، الآيات: 57 إلى 61.
[16] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص271.
[17] م. ن، ج2، ص40.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|