المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ بعث لكم طالوت ملكا}
2024-10-06
{الم تر الى الملا من بني اسرائيل من بعد موسى}
2024-10-06
كتلة سيبيريا The Siberian Shield
2024-10-06
كتلة الصين The Chinese Shield
2024-10-06
كتلة الدكن The Deccan Shield
2024-10-06
كتلة استراليا The Australian Shield
2024-10-06

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الطرق المختلفة في حبّ الأطفال / الصبر على مصيبة فقدان الولد  
  
571   11:48 صباحاً   التاريخ: 2024-05-30
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص68ــ72
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2021 1712
التاريخ: 28-10-2017 1801
التاريخ: 9-7-2020 2011
التاريخ: 6-7-2022 1214

ومن الخصائص الحسنة للأبوين النموذجيين الصبر على مصيبة فقدان الولد مهما كان عزيزاً، وأن لا يقولا ما يُسخط الربّ، وهذه الصفة الخلقية وصلتنا عن النبي

والمعصومين من الأئمة (عليهم السلام)، وهي حاكية عن تكاملهم وتعاليهم (عليهم السلام)، فإنهم أكثر وقوفاً منّا على حقائق هذا العالم وأسراره.

النبي (صلى الله عليه وآله) في مصاب إبراهيم

قال النبي لما رأى إبراهيم محتضراً على فراش الموت: ((لولا أن الماضي فرط للباقي، وأن الآخر لاحق بالأوّل لحزنا عليك يا إبراهيم)) ثم دمعت عينه وقال: ((تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلّا ما يرضي الربّ، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون))(1).

الإمام الباقر (عليه السلام) في مصاب ولده

عن يونس بن يعقوب، عن بعض أصحابنا قال: كان قوم أتوا أبا جعفر (عليه السلام) فوافقوا صبياً له مريضاً، فرأوا منه اهتماماً وغمّاً، جعل لا يقرّ، قال: فقالوا: وإنه لإن أصابه شيء إنا لنتخوّف أن نرى منه ما نكره! قال فما لبثوا أن سمعوا الصياح عليه، فإذا هو قـد خرج عليهم منبسط الوجه في غير الحال التي كان عليها، فقالوا له: ـ جعلنا الله فداك - لقد كنا نخاف ممّا نرى منك أن لو وقع أن نرى منك ما يغمّنا فقال لهم: ((إنا لنحبّ أن نعافى فيمن نحبّ، فإذا جاء أمر الله سلّمنا فيما يحبّ))(2).

الإمام الصادق (عليه السلام) في مصاب ولده إسماعيل

لما حضر إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام) الوفاة نظر الناس إلى الصادق

جزعاً يدخل مرّة ويخرج أخرى ويقوم مرّة ويقعد أخرى، فلما تــوفـي إسماعيل دخل الصادق (عليه السلام) إلى بيته، ولبس أنظف ثيابه، وسرّح شعره، وجاء إلى مجلسه فجلس ساكتاً عن المصيبة كأن لم يصب بمصيبة، فقيل له في ذلك، فقال: ((إنـا أهل بيت نطيع الله فيما أحبّ ونسأله ما نحبّ، فإذا فعل ما نحب شكرنا، فإذا فعل بنا ما نكره رضینا))(3).

وعن الرضا عن أبيه (عليهما السلام)، قال: ((نعي إلى الصادق (عليه السلام) إسماعيل وهو أكبر أولاده، وهو يريد أن يأكل وقد اجتمع ندماؤه فتبسم، ثم دعا بطعامه فقعد مع ندمائه، وجعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيام، ويحثّ ندماءه، ويضع أيديهم ويعجبون منه لا يرون للحزن في وجهه أثراً، فلما فرغ قالوا: يا ابن رسول الله، لقد رأينا منك عجباً! أُصبتَ بمثل هذا الابن وأن تُرى كما ترى؟! فقال: ((مالي لا أكون كما ترون، وقد جاءني خبر أصدق الصادقين أني ميّت وإياكم، إنّ قوماً عرفوا الموت فلم ينكروا ما يحفظه الموت منهم، وسلّموا الأمر خالقهم عزّ وجل))(4).

أجزعتَ للمصيبة الصغرى؟

عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه رأى رجلاً قد اشتد جزعه على ولده، فقال: ((يا هذا جزعتَ للمصيبة الصغرى، وغفلت من المصيبة الكبرى؟ لو كنت لِما صار إليه ولدك مستعداً لما اشتد عليه جزعك، فمصابك بترك الاستعداد أعظم من مصابك بولدك))(5).

وكتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى سعد بن معاذ يعزّيه بولده: ((من محمد رسول الله إلى سعد بن معاذ: سلام عليك، فإنّي أحمد الله الذي لا إله إلا هو - أما بعد ـ ، فقد بلغني جزعك على ولدك الذي قضى الله عليه، وإنما كان ابنك مـن مـواهب الله الهنيئة، وعـــواريـه المستودعة عندك، فمتّعك الله به إلى أجل وقبضه لوقت معلوم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، لا يحبطنّ جزعُك أجرَك، ولو قدمت على ثواب مصيبتك لعلمت أن المصيبة قد قصرت لعظيم ما أعد الله عليها من الثواب لأهل التسليم والصبر، واعلم أن الجزع لا يردّ ميتاً، ولا يدفع قدراً، فأحسن العزاء، وتنجّز الموعود، فلا يذهبنّ أسفك عـلـى مـا نـزل بك وبجميع الخلق نازل بقدره، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته))(6).

وقال علي بن مهزيار: كتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) رجل يشكو إليه مصابه بولده وشدّة ما يدخله، فكتب (عليه السلام): ((أما علمت أنّ الله عزّ وجل يختار من مال المؤمن ومن ولده أنفسه ليأجره على ذلك))(7).

والذي يستفاد من مجموع الروايات المتقدّمة أنّ الآباء والأمهات قد يواجهون هذه الاختبارات الإلهية فيفقدون الولد مثلاً، وأنّ عليهم أن لا يجزعوا بضرب وجوههم، وجز شعورهم، فتحبط أجورهم بقولهم ما يُسخط الرب من الجزع وعدم الرضا بالقضاء.

آثار هذه السنّة في حياة الأبرار

لقد لمسنا آثار هذه السنة المحمدية الحميدة - رؤية وسماعاً ـ في حياة الكثير من عباد الله من العلماء والصلحاء والأكابر حيث لم يصدر عنهم في مثل تلك الأحوال سوى التسليم قبال المشيئة الإلهية.

وإني لأتذكر جيداً عندما أخبر والدنا المرحوم بموت أخي المرحوم الشيخ محمد علي الذي كان له من العمر 23 سنة، فإنّه مع كونه أمل المرحوم الوالد وحبّه الشديد له إلى حد كنا نتوقع موته بسماعه خبر الوفاة، لكنّ هذا الرجل الإلهي نهج منهج الأنبياء والمعصومين والصلحاء والعلماء الربانيين، وسلّم أمره إلى القضاء الإلهي، ولم يقل شيئاً سوى أنه سجد الله شكراً على ذلك الامتحان الكبير.

الجزع قبل المصيبة

قد يتصوّر أن الروايات المزبورة شاهدة على أنّ المعصومين (عليهم السلام) كانوا يبدون من أنفسهم الجزع الشديد خصوصاً لو اشتد المرض بالمريض ويكون في حال الاحتضار، لكن يجب أن نقول: إنّ ذلك كله يكون قبل موت المريض وجريان القضاء الإلهي في حقه.

ثم إن ظهور بعض الأفعال من الأبوين قبال موت الولد أمر طبيعي، هذا ومن جهة أخرى فإن قسماً من تلك الآلام إنما هو لخوف التقصير في المحافظة على الأمانة الإلهية، ولكن وبعد أن تعلقت المشيئة الإلهية بموت الولد وجب التسليم بقضاء الله تعالى والرضا به، وهكذا كانت سيرة المعصومين (عليهم السلام)، فإنهم بمجرد موت الولد يزول عنهم الحزن والغم.

حوار بين قتيبة الأعشى والإمام الصادق (عليهم السلام)

عن قتيبة الأعشى قال: أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) أعود إبناً له، فوجدته على الباب فإذا هو مهتم حزين، فقلت: - جعلت فداك - كيف الصبي؟ فقال: ((والله إنه لما به)) ثم دخل فمكث ساعةً، ثم خرج إلينا وقد أسفر وجهه، وذهب عنه التغيّر والحزن، قال: فطمعت أن يكون قد صلح الصبي، فقلت: كيف الصبي، جعلت فداك؟

فقال: ((قد مضى لسبيله)) فقلت: - جعلت فداك - لقد كنت وهو حي مهتماً حزيناً وقد رأيت حالك الساعة وقد مات غير تلك الحال، فكيف هذا؟ فقال: ((إنا أهل البيت نجزع قبل المصيبة، فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلّمنا لأمره)).

___________________________

(1) تحف العقول، ص 37.

(2) الكافي، ج 3، ص 226.

(3) مجموعة ورام، ص 44.

(4) وسائل الشيعة، ج2، ص 901.

(5) تحف العقول، ص59.

(6) نفس المصدر.

(7) الكافي، ج 3، ص 263. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.