أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
3449
التاريخ: 15-6-2017
2965
التاريخ: 6-9-2017
3457
التاريخ: 2024-09-23
276
|
كانت سنة عشر من الهجرة ؛ قال ابن هشام سميت بذلك لأنه لم يحج بعدها وقيل لأنه ودع فيها الناس واعلمهم بدنو أجله .
قال ابن سعد في الطبقات وهي التي يسميها الناس حجة الوداع وكان المسلمون يسمونها حجة
الاسلام وكان ابن عباس يكره أن يقال حجة الوداع ويقول حجة الاسلام ولم يحج غيرها منذ تنبأ (اه) ولو قال منذ هاجر لكان صوابا فإنه (صلى الله عليه واله) لم يحج بعد الهجرة غيرها وإنما أراد الاعتمار عام الحديبية فصد ثم اعتمر عمرة القضاء واعتمر يوم حنين ولم يحج أما قبل الهجرة فقد حج (صلى الله عليه واله) حجتين يقينا وهما اللتان بايع فيهما الأنصار عند العقبة وقد روى ابن سعد ذلك بسنده عن مجاهد قال حج رسول الله (صلى الله عليه واله) حجتين : قبل أن يهاجر حجة وبعد ما هاجر حجة وفي السيرة الحلبية أنه (صلى الله عليه واله) حج بعد النبوة وقبل الهجرة ثلاث حجات وقيل حجتين وقال ابن الأثير كان (صلى الله عليه واله) يحج كل سنة قبل أن يهاجر وقال ابن الجوزي حج (صلى الله عليه واله) قبل النبوة وبعدها حججا لا يعلم عددها وكان قبل النبوة يقف بعرفات ويفيض منها إلى مزدلفة مخالفة لقريش توفيقا له من الله لأنهم كانوا لا يخرجون من الحرم وقالوا لا تعظموا شيئا من الحل كما تعظمون الحرم فيستخف العرب بحرمكم فتركوا الوقوف بعرفة والإفاضة إلى مزدلفة ويرون ذلك لسائر العرب وكان فرض الحج بالمدينة قال المفيد : ثم أراد رسول الله (صلى الله عليه واله) التوجه إلى الحج وأداء ما فرض الله تعالى عليه فيه فاذن في الناس بالحج وبلغت دعوته إلى أقاصي بلاد الاسلام فتجهز الناس للخروج معه وحضر المدينة من ضواحيها ومن حولها خلق كثير وتأهبوا للخروج فخرج (صلى الله عليه واله) بهم يوم الخميس أو يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة . وفي السيرة الحلبية خرج معه أربعون ألفا وقيل سبعون وقيل تسعون وقيل مائة وأربعة عشر ألفا وقيل مائة وعشرون ألفا وقيل أكثر من ذلك عدا من حج معه من أهل مكة واليمن قال ابن سعد خرج من
المدينة مغتسلا متدهنا مترجلا مجردا في ثوبين صحاريين ازار ورداء فصلى الظهر بذي الحليفة ركعتين وأخرج معه نساءه التسع كلهن في الهوادج وابنته فاطمة وأشعر هديه وقلده ثم قال واختلف علينا فيما أهل به فأهل المدينة يقولون أهل بالحج مفردا وفي رواية غيرهم أنه قرن مع حجته عمرة وقال بعضهم دخل متمتعا بعمرة ثم أضاف إليها حجة وفي كل رواية (اه).
أقول الصحيح أن حجه كان حج قران وعقد إحرامه بسياق الهدي فلما وصل إلى الميل لبى فقال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك أن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .
قال المفيد : وكاتب عليا(عليه السلام)بالتوجه إلى الحج من اليمن ولم يذكر له نوع الحج الذي عزم عليه وخرج (صلى الله عليه واله) قارنا للحج بسياق الهدي وأحرم من ذي الحليفة وأحرم الناس معه ولبى من عند الميل الذي بالبيداء فاتصل ما بين الحرمين بالتلبية حتى انتهى إلى كراع الغمم وكان الناس معه ركبانا ومشاة فشق على المشاة المسير واجهدهم فشكوا ذلك إليه واستحملوه فاعلمهم أنه لا يجد لهم ظهرا وأمرهم أن يشدوا على أوساطهم ويخلطوا الرمل بالنسل ففعلوا لك واستراحوا إليه .
وفي السيرة الحلبية : ذكر بعضهم أنه في هذه الحجة كان جمل عائشة رض سريع المشي مع خفة حمل عائشة وجمل صفية بطئ المشي مع ثقل حملها فصار الركب يتأخر لذلك فامر (صلى الله عليه واله) أن يجعل حمل صفية على جمل عائشة وحمل عائشة على جمل صفية فقال لعائشة يا أم عبد الله حملك خفيف وجملك سريع وحمل صفية ثقيل وجملها بطئ فأبطأ ذلك بالركب فنقلنا حملك على جملها وحملها على جملك فقالت له انك تزعم انك رسول الله ؟ !
فقال أ في شك أني رسول الله أنت يا أم عبد الله ؟ ! قالت فما لك لا تعدل ؟ ! قالت فكان أبو بكر فيه حدة فلطمني على وجهي فلامه رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال أ ما سمعت ما قالت فقال دعها فان المرأة الغيراء لا تعرف أعلا الوادي من أسفله .
قال المفيد وخرج علي(عليه السلام)بمن معه من العسكر الذي كان صحبه إلى اليمن ومعه الحلل التي أخذها من أهل نجران فلما قارب رسول الله (صلى الله عليه واله) مكة من طريق المدينة قاربها علي(عليه السلام)من طريق اليمن وسبق الجيش للقاء النبي (صلى الله عليه واله) وخلف عليهم رجلا منهم فأدرك النبي (صلى الله عليه وآله) وقد أشرف على مكة فسلم عليه وأخبره بما صنع وبقبض ما قبض وأنه سارع للقائه أمام الجيش فسر رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك وابتهج بلقائه وقال له بم أهللت فقال له يا رسول الله انك لم تكتب لي اهلالك ولا عرفته فعقدت نيتي بنيتك فقلت اللهم إهلالا كاهلال نبيك وسقت معي من البدن أربعا وثلاثين بدنة فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) الله أكبر قد سقت أنا ستا وستين وأنت شريكي في حجي ومناسكي وهديي فاقم على إحرامك وعد إلى جيشك فعجل بهم حتى نجتمع بمكة انش وفي سيرة ابن هشام قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي هل معك من هدي قال لا فاشركه في هديه وثبت على احرامه حتى فرغا من الحج ونحر رسول الله (صلى الله عليه واله) الهدي عنهما .
وفي السيرة الحلبية يمكن الجمع بين هذا وبين أنه قدم من اليمن ومعه هدي بان الهدي كان قد
تأخر مجيئه فاشركه في هديه ثم نقل الهدي الذي جاء به علي(عليه السلام)من اليمن كان سبعا وثلاثين والذي جاء به رسول الله (صلى الله عليه واله) ثلاثا وستين قال ابن هشام فيما أخرجه عن ابن إسحاق بسنده لما أقبل علي من اليمن لتلقي رسول الله (صلى الله عليه واله) بمكة تعجل إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم فإذا عليهم الحلل فقال للذي كان استخلفه فيهم ويلك ما هذا قال كسوتهم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس فانتزع الحلل من الناس وشدها في الاعدال وأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم قال أبو سعيد الخدري اشتكى الناس عليا فقام رسول الله (صلى الله عليه واله) فينا خطيها فسمعته يقول أيها الناس لا تشكن عليا فوالله أنه لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله من أن يشكى وفي رواية المفيد فامر رسول الله (صلى الله عليه واله) مناديا فنادى في الناس ارفعوا ألسنتكم عن علي بن أبي طالب فإنه خشن في ذات الله عز وجل غير مداهن في دينه فكف القوم عن ذكره وعلموا مكانه من النبي (صلى الله عليه واله) وسخطه على من رام الغميزة فيه .
قال المفيد وأقام علي(عليه السلام)على إحرامه تأسيا برسول الله (صلى الله عليه واله) فكان حجهما حج قران وكان قد خرج مع النبي (صلى الله عليه واله) كثير من المسلمين بغير سياق هدي فأنزل الله تعالى {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة وشبك إحدى أصابع يديه على الأخرى ثم قال لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ثم أمر مناديه أن ينادي من لم يسق منكم هديا فليحل وليجعلها عمرة ومن ساق منكم هدايا فليقم على إحرامه (اه) .
توضيح ذلك : إن الحج ثلاثة أنواع إفراد وقران وتمتع فالافراد والقران فرض القريب إلى مكة والتمتع فرض البعيد والمفرد يأتي بالحج أولا ثم بعمرة مفردة وكذلك القارن إلا أنه يسوق الهدي معه عند الاحرام والمتمتع يأتي أولا بعمرة التمتع ثم يأتي بالحج فالنبي (صلى الله عليه واله) حين أحرم في حجة الوداع أحرم بحج القران لأنه ساق الهدي وكذلك علي(عليه السلام)أحرم كأحرام رسول الله (صلى الله عليه واله) وساق الهدي فكان حجه حج قران وأكثر الذين كانوا مع النبي (صلى الله عليه واله) لم يسوقوا الهدي عند الاحرام وأحرموا بالحج ولم يكن حج التمتع مفروضا يومئذ فلما نزل فرض حج التمتع بقوله تعالى : {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] إلى قوله {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ } [البقرة: 196] الآية ؛ أمر رسول الله (صلى الله عليه واله) من ساق الهدي أن يبقى على إحرامه ويجعل حجه حج قران ومن لم يسق الهدي أن يجعلها عمرة تمتع فيحل من احرامه ثم يحرم للحج وقال دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة فصار فرض البعيدين عن مكة ومنهم
أهل المدينة حج التمتع وليس لهم أن يحجوا حج إفراد ولا حج قران وإنما كان لمن ساق الهدي أن يحج حج قران في ذلك العام فقط ومعنى دخول العمرة في الحج أن المتمتع يكون نسكه مركبا من عملين العمرة والحج فهما بمنزلة شئ واحد بخلاف القارن والمفرد فعمله مركب من نسكين مستقلين الحج والعمرة المفردة وفي رواية أن سراقة بن مالك قال يا رسول الله متعتنا
هذه لعامنا هذا أم للأبد فشبك أصابعه فقال بل لابد الأبد دخلت العمرة في الحج هكذا إلى يوم القيامة أورده في السيرة الحلبية . قوله (صلى الله عليه واله) لو استقبلت من أمري ما استدبرت أي لو كنت أعلم حين أحرمت ما علمته اليوم من أن من ساق الهدي ليس له أن يحج حج تمتع بل حجه حج قران ما سقت الهدي بل كنت أحرم بغير سياق الهدي ليكون حجي حج تمتع فان
حج التمتع أفضل من حج القران وحاصله الندم على سوق الهدي الذي أوجب أن يكون حجه حج قران وفوت عليه فضيلة حج التمتع قال المفيد فأطاع في ذلك بعض الناس وخالف البعض وجرت خطوب بينهم فيه وقال منهم قائلون : رسول الله (صلى الله عليه واله) أشعث أغبر ونحن نلبس الثياب ونقرب النساء وندهن وقال بعضهم أ ما تستحون تخرجون ورؤوسكم تقطر من الغسل ورسول الله على إحرامه فأنكر رسول الله (صلى الله عليه واله) على من خالف في ذلك وقال لولا إني سقت الهدي لأحللت وجعلتها عمرة فمن لم يسق هديا فليحل فرجع قوم وأقام آخرون على الخلاف (اه) .
وروى النسائي في سننه بسنده عن البراء قال كنت مع علي بن أبي طالب حين أمره رسول الله (صلى الله عليه واله) على اليمن فلما قدم على النبي (صلى الله عليه واله) قال فقال لي رسول الله (صلى الله عليه واله) كيف صنعت قلت أهللت باهلالك قال فاني سقت الهدي وقرنت وقال لأصحابه لو استقبلت من أمري كما استدبرت لفعلت كما فعلتم ولكن سقت الهدي وقرنت .
وروى مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة قالت قدم رسول الله (صلى الله عليه واله) لأربع مضين من ذي الحجة أو خمس فدخل علي وهو غضبان فقلت من أغضبك يا رسول الله أدخله الله النار قال أ وما شعرت أني امرت الناس بأمر فإذا هم يترددون لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى اشتريه ثم أحل كما أحلوا (اه) ولما أراد (صلى الله عليه واله) دخول مكة اغتسل ودخلها نهارا من أعلاها من كداء وضرب خيامه بالأبطح ومضى حتى انتهى إلى باب بني شيبة وهو المعروف اليوم بباب السلام فدخل المسجد وطاف بالبيت سبعة أشواط ثم صلى خلف المقام ركعتين ثم سعى بين الصفا والمروة من فوره ذلك ثم عاد إلى منزله فلما كان قبل التروية بيوم خطب بمكة بعد الظهر ثم خرج يوم التروية إلى منى فهات بها ثم غدا إلى عرفات فوقف بها وقال كل عرفة موقف إلا بطن عرنة وخطب الناس بعرفات وتأتي خطبته عند ذكر خطبه فلما غربت الشمس دفع فجعل يسير العنق فإذا وجد فجوة نص حتى جاء المزدلفة فصلى المغرب والعشاء باذان وإقامتين وبات بها فلما كان السحر أذن لأهل الضعف من الذرية والنساء أن يأتوا من قبل حطمة الناس فلما برق الفجر صلى الصبح ثم ركب راحلته
فوقف على قزح جبل قال كل المزدلفة موقف إلا بطن محسر ثم دفع قبل طلوع الشمس فلما بلغ إلى محسر أوضع ثم أتى منى فرمى جمرة العقبة ثم نحر الهدي وحلق رأسه وأخذ من شاربه وعارضيه وقلم أظفاره وأمر بشعره وأظفاره أن تدفن كذا في طبقات ابن سعد وفي رواية أخرى لابن سعد أطاف به أصحابه ما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل .
قال صاحب السيرة الحلبية فنحر من البدن ثلاثا وستين بيده الشريفة وهي التي جاء بها من المدينة وأمر عليا فنحر الباقي وهو تمام المائة ولعله الذي جاء به من اليمن ثم قال وجاء عن ابن عباس أنه (صلى الله عليه واله) اهدى في حجة الوداع مائة بدنة نحر منها ثلاثين وأمر عليا فنحر الباقي وقال له أقسم لحومها وجلودها وجلالها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيئا وخذ لنا من بعير جذبة من لحم واجعلها في قدر حتى نأكل من لحمها ونحسو من مرقها ففعل ثم أنه (صلى الله عليه وآله) خطب الناس بمنى يوم العيد بعد الظهر فقال : ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ثم قال إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا لا ترجعن بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض إلا ليبلغ الشاهد منكم الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه ألا هل بلغت قال بعضهم قد كان ذلك قد كان بعض من بلغه أوعى له من بعض من سمعه وتأتي هذه الخطبة بأطول عند ذكر خطبه (صلى الله عليه واله) ونادى مناديه بمنى أنها أيام أكل وشرب فلا يصومن أحد .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|