المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



مخالفات في رسم الخطّ  
  
3515   06:25 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص211-216.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / رسم وحركات القرآن /

لا شكَّ أنَّ الخطَّ وضِع ليعبِّر عن المعنى بنفس اللفظ الذي ينطق به ، فالكتابة في الحقيقة قيد للَّفظ المعبِّر عن المعنى المقصود ، وعليه فيجب أن تكون الكتابة مطابقة للَّفظ المنطوق به تماماً ؛ ليكون الخطّ مقياساً للّفظ من غير زيادة عليه أو نقصان .

غير أنَّ أساليب الإنشاء والكتابة تختلف عن هذه القاعدة بكثير ، ولكن لا بأس بذلك ما دام الاصطلاح العامّ جارياً عليه ، فلا يسبِّب اشتباهاً أو التباساً في المراد .

هذا ، ورسم الخطّ في المصحف الشريف تخلَّف حتّى عن المصطلح العامّ ، ففيه الكثير من الأخطاء الإملائية وتناقضات في رسْم الكلمات ، بحيث إذا لم يكن سماع وتواتر في قراءة القرآن ، ولا يزال المسلمون يتوارثونها جيلاً بعد جيل في دقَّة وعناية بالغة ؛ لولا ذلك لأصبح قراءة كثير من كلمات القرآن ـ قراءة صحيحة ـ مستحيلة .

ويرجع السبب ـ كما تقدَّم ـ إلى عدم اضطلاع العرب بفنون الخطّ وأساليب الكتابة ذلك العهد ، بل ولم يكونوا يعرفون الكتابة غير عدد قليل ، خطّاً بدائيّاً رديئاً للغاية ، كما يبدو على خطوط باقية من الصدر الأوَّل (1) .

كما ويبدو أنَّ الذين انتدبهم عثمان لكتابة المصحف كانوا غاية في رداءة الخطّ وجهلاً بأساليب الكتابة ، حتّى ولو كانت بدائية آنذاك .

يحدِّثنا ابن أبي داود ـ كما سبق ـ : أنَّهم بعدما أكملوا نُسَخ المصاحف رفعوا إلى عثمان مصحفاً ، فنظر فيه فقال : قد أحسنتم وأجملتم ، أرى فيه شيئاً من لحْن ستقيمه العرب بألسنتها ، ثمَّ قال : أمّا لو كان المُملي من هُذَيل ، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا (2) .

يبدو من هذه الرواية : أنَّ عثمان كان يعلم من هُذيل معرفتها بأسلوب الإنشاء ذلك الوقت ، ومن ثقيف حُسن كتابتها وجودة خطِّها ، الأمر الذي فَقَده في المصحف الذي رُفع إليه ، ومن ثمَّ يؤخَذ عليه انتدابه الأوَّل الذي تمَّ من غير فحص ولا عناية ! .

وروى الثعلبي في تفسيره ـ عند قوله تعالى : {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه : 63] ـ أنَّ عثمان قال : إنَّ في المصحف لحْناً ستقيمه العرب بألسنتها ، فقيل له : ألا تغيِّره ـ أي ألا تصحِّحه ـ ؟ فقال ـ عن تكاسل أو تساهل ـ : دعُوه ؛ فإنَّه لا يحلِّل حراماً ولا يحرِّم حلالاً (3) .

هذا ، ولابن روزبهان ـ هنا ـ محاولة فاشلة ، قال : وأمّا عدم تصحيح لفظ القرآن ؛ لأنَّه كان يجب عليه ( على عثمان ) متابعة صورة الخطّ ، وهكذا كان مكتوباً في المصاحف ، ولم يكن له التغيير جائزاً ، فتركه ؛ لأنَّه لُغة بعض العرب ! (4) .

ما ندري ماذا يعني بقوله : ( كان مكتوباً في المصاحف ) أيّ مصاحف ؟ وكيف يُجمع بين قوله هذا وقوله أخيراً : ( لأنَّه لغة بعض العرب ) ؟!

وعلى أيّ تقدير ، فإنَّ تساهل المسؤولين ذلك العهد أعقب على الأمّة ـ مع الأبد ـ مكابدة أخطاء ومناقضات جاءت في المصحف الشريف ، من غير أن تجْرؤ العرب أو غيرهم على إقامتها عِبر العصور .

نعم ، لم يمسُّوا القرآن بيَد إصلاحٍ بعد ذلك قطّ لحكمةٍ ، هي خشية أن يقع القرآن عُرضة تحريف أهل الباطل بعدئذٍ ؛ بحجَّة إصلاح خطئه أو إقامة أَوْده ، فيصبح كتاب الله معرَضاً خصباً لتلاعب أيدي المُغرضين من أهل الأهواء .

وقد قال علي ( عليه السلام ) كلمته الخالدة : ( إنَّ القرآن لا يُهاج اليوم ولا يحوَّل ) (5) ، فأصبحت مرسوماً قانونياً التزم به المسلمون مع الأبد .

* * *

ملحوظة : ليس وجود المخالفة لرسم الخطّ في المصحف الشريف بالذي يمسّ كرامة القرآن :

أوَّلاً : القرآن ـ في واقعه ـ هو الذي يُقرأ ، لا الذي يُكتب ، فلتكن الكتابة بأيِّ أسلوب ، فإنَّها لا تضرّ شيئاً مادامت القراءة باقية على سلامتها الأُولى ، التي كانت تُقرأ على عهد الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) وصحابته الأكرمين .

ولا شكَّ أنَّ المسلمين احتفظوا على نصِّ القرآن بلفظه المقروء صحيحاً ، منذ الصدر الأوَّل فإلى الآن ، وسيبقى مع الخلود في تواتر قطعيّ .

ثانياً : تخطئة الكتابة هي استنكار على الكتَبة الأوائل جهْلهم أو تساهلهم ، وليس قدحاً في نفس الكتاب الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت : 42].

ثالثاً : إنّ وجود أخطاء ظلَّت باقية لم تتبدَّل ، يفيد المسلمين في ناحية احتجاجهم بها على سلامة كتابهم من التحريف عِبر القرون ، إذ إنّ أخطاء إملائية لا شأن لها ، وكان جديراً أن تُمدّ إليها يد الإصلاح ، ومع ذلك بقيت سليمة عن التغيير ؛ تكريماً بمقام السلف فيما كتبوه ، فأجدر بنصِّ الكتاب العزيز أن يبقى بعيداً عن احتمال التحريف والتبديل رأساً .

وقلنا ـ آنفاً ـ : إنَّ الحكمة في الإبقاء على تلكمُ الأخطاء كانت هي الحذر على نفس الكتاب أن لا تمسَّه يد سوء بحجَّة الإصلاح ، ومن ثمَّ أصبحت سدّاً منيعاً دون أطماع المغرضين ؛ وبذلك بقي كتاب الله يشقّ طريقه إلى الأبدية بسلام .

نماذج من مخالفات الرسم :

وربَّما نرسم جدولاً يستوعب الأخطاء الواقعة في الرسم العثماني مستقصاة ، ونشير هنا ـ الآن ـ إلى أهمّ أخطاء وقعت فيه كنماذج بارزة :

1 ـ ( واختلف الليل والنَّهار ) البقرة : 164 ، والصَحيح : واختلاف اللَّيل ...

2 ـ ( علّم الغيوب ) المائدة : 109 ، والصحيح : علاّم .

3 ـ ( يأتيهم أنبؤا ) الأنعام : 5 ، والصحيح : أنباء .

4 ـ ( وينؤن عنه ) الأنعام : 26 ، والصحيح : ينأون عنه .

5 ـ ( بالغداوة ) الأنعام : 52 ، والصحيح : بالغداة ، والواو زائدة في الرسم بلا سبب معروف.

6 ـ ( فيكم شركؤا ) الأنعام : 94 ، والصحيح : شركاء .

7 ـ ( ما نشؤا ) هود : 87 ، والصحيح : ما نشاؤا .

8 ـ ( إنَّه لا يايئس ) يوسف : 87 ، والصحيح : لا ييأس .

9 ـ ( ألم يأتكم نبؤا ) إبراهيم : 9 ، والصحيح : نبأ .

10 ـ ( فقال الضُّعفؤا ) إبراهيم : 21 ، والصحيح : الضعفاء .

11 ـ ( ولا تقولنَّ لشايء ) الكهف : 23 ، والصحيح : لشيء .

12 ـ ( لو شئت لتخذت ) الكهف : 77 ، والصحيح : لاتَّخذت .

13 ـ ( قال يبنؤمَّ ) طه : 94 ، والصحيح : يا ابن أُمَّ .

14 ـ ( أو لأاذبحنَّه ) النمل : 21 ، والصحيح : لأذبحنّه ، وقد زيدت ألف في الرسم بلا سبب معقول .

15 ـ ( يا أيّها الملؤا ) النمل : 29 ، والصحيح : الملأ .

16 ـ ( شفعؤا ) الروم : 13 ، والصحيح : شفعاء .

17 ـ ( لهو البلؤ المبين ) الصافات : 106 ، والصحيح : البلاء .

18 ـ ( وأصحاب لئيكة ) ص : 13 ، والصحيح : الأيكة .

19 ـ ( وجاىء بالنبيّين ) الزمر : 96 ، والصحيح : وجيء .

20 ـ ( وما دعؤا الكافرين ) غافر : 50 ، والصحيح : وما دعاء .

تلك نماذج عشرون كان اللحن فيها عجيباً جداً ، ولاسيَّما إذا علمنا أنَّ المصاحف آنذاك كانت مجرَّدة عن كلِّ علامة تشير إلى إعجام الحرف ، أو إلى حركة الكلمة ، أو هجاها الصحيح ، مثلاً : من أين يعرف قارئ المصحف أنَّ ( لتّخذت ) مشدَّدة التاء ، وأيُّ فرْق بينها وبين ( لتخذت ) مخفّفة بلام تأكيد ؟ أو كيف يعرف أنَّ ألف ( لأاذبحنّه ) زائدة لا تقرأ ؟ أو أنَّ إحدى اليائين زائدة في قوله : { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات : 47] ، وكذلك لا يدري في ( نشؤا ) ـ بلا علامة ـ أنَّ الواو زائدة ، والألف ممدودة ، والهمزة تُلفظ بعد الألف ، إذ ليس في اللفظ ما يشير إلى ذلك بتاتاً وهكذا ... ! .

_______________________
(1) راجع المقدّمة لابن خلدون : ص419 و438 .

(2) المصاحف : ص32 ـ 33 .

(3) دلائل الصدق للمظفّر : ج3 ، ص196 .

(4) نفس المصدر : ص197 .

(5) تفسير الطبري : ج27 ، ص104 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .