أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-18
1783
التاريخ: 2023-07-11
2831
التاريخ: 2024-08-19
278
التاريخ: 2024-09-15
267
|
دعاء اليوم السادس:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ لا تَخْذُلني فيهِ لِتَعَرُّضِ مَعصِيَتِكَ، وَلا تَضرِبني بِسِياطِ نَقِمَتِكَ، وَزَحْزِحني فيهِ مِن موُجِباتِ سَخَطِكَ، بِمَنِّكَ وَأَياديكَ يا مُنتَهى رَغْبَةِ الرّاغِبينَ.
أضواء على هذا الدعاء :
يتضمّن هذا الدعاء كما هي العادة فيما مضى عدّة فقرات تحمل مضامين عالية في التربية والتهذيب ، وسوف نأخذ الفقرة الأولى التي يقول فيها المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلم): «اللهمّ لا تخذلني فيه لتعرّض معصيتك».
والخذلان مأخوذ لغة : [من خذلُه يخذلُه خِذلانا ـ بكسر الخاء ـ أي ترك عونه ونصرته] (1).
فالنبي هنا يطلب من الله أن ينصره على النفس ، وأن يعينه على الطاعة لأنَّ التعرّض للمعصية خِذلان ، وقد ورد في دعاء الصباح للإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قوله: « وَاِنْ خَذَلَني نَصْرُكَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطانِ فَقَدْ وَكَلَني خِذْلانُكَ اِلى حَيْثُ النَّصَبُ وَالْحِرْمانُ» (2).
«ولا تضربني فيه بسياط نقمتك»
وهذا لون بلاغي فريد من نوعه وجديد في بابه ، فجعل للنقمة سياط يضرب بها الله تعالى من يعصيه ويؤدب بها من يخالف أوامره ونواهيه ، ومعناه لا تجعل عقابك ضربك لي بسياط النقمة .
والنقمة لغة مأخوذة من: [نقم عليه فهو ناقم، أي: عتب عليه، وانتقم الله منه عاقبه] (3).
«وزحزحني فيه من موجبات سخطك»
ومعنى ذلك أي: باعد بين وبين ما يوجب سخطك وغضبك، وليس إلّا المعصية ما يجب سخط الله وغضبه، وكلّ المعاصي توجب سخط الله، وترك الطاعات أيضا يوجب سخطه تعالى.
والمعنى اللغوي للزحزحة هو: [زحزحه عن كذا باعده، وتزحزح تنحّى] (4).
ومنه قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185] وقد جاء في تفسيرها : [نُجّي من النار وفاز وظفر بالبغية] (5).
وقوله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 96] وقد جاء في تفسيرها : [بمباعده من العذاب] (6).
«بمنك وأياديك يا منتهى رغبة الراغبين»
والمَن كما قال الزجاج : [ كل ما يمُن الله تعالى به ممّا لا تعب فيه ولا نصب ، ومَن عليه أنعم ، والمنّان مِن أسماء الله تعالى ] (7).
والمقصود هنا به التفضّل الإلهيّ على العبد ، ومنه قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في دعاء كميل المشهور : «ومنَّ عليَّ بحسن اجابتك، واقلني عثرتي واغفر زلَّتي» (8).
والأيادي : مأخوذة لغة من : [ اليد ، وهي : النعمة والإحسان ] والأيادي هنا النعم الإلهيّة التي تكرم بها على الخلق ، والأيادي لغة أيضا ، جمع الأيدي ومنه قول الشاعر: له أيادٍ عليّ وافرة *** أعدُّ منها ولا أعدّدها
« يا منتهى رغبة الراغبين »
ومعناه يا من لا يرجو الراغبون غيره ، ولا يرجعون إلا إليه؛ لأنّه المنتهى للراغب، والقاضي حاجات الطالب.
والرغبة لغة من: [من رغب فيه أراده ، ورغب عنه لم يُرده] (9).
__________________
(1) مختار الصحاح: 171.
(2) مفاتيح الجنان: 98.
(3) مختار الصحاح : 678.
(4) مختار الصحاح : 269.
(5) تفسير شبر : 105.
(6) تفسير شبر : 54.
(7) مختار الصحاح : 636.
(8) مفاتيح الجنان : 105.
(9) مختار الصحاح : 248.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|