أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2018
10931
التاريخ: 24-4-2016
22714
التاريخ: 2024-05-01
523
التاريخ: 2024-04-26
440
|
صناعة الدواجن في العراق والمنطقة العربية
يعتبر الوطن العربي مقارنة بالدول النامية الأخرى غنيا بالموارد الطبيعية مثل البترول والمعادن والاسماك والاراضي الزراعية. وتبلغ مساحة الوطن العربي الاجمالية بحدود 5408 مليون دونم وتشكل حوالي 10% من مساحة الكرة الارضية.
ان شعوب الوطن العربي تستهلك بشكل كبير اللحوم الحمراء وبشكل خاص لحوم الاغنام والعجول لامتناعها عن اكل لحم الخنزير. وتأتي لحوم الدواجن والبيض بالمرتبة الثانية من حيث الاستهلاك مما يشير الى اهمية صناعة الدواجن ومنتجاتها المختلفة.
وكلنا نعلم مدى صعوبة الحصول على احصائيات دقيقة بشأن صناعة الدواجن بشكل عام تحديدا في الوطن العربي والعراق حيث القدرة الانتاجية للحقول لا تعكس بالضرورة كمية الانتاج المحددة. فقد يبلغ الانتاج في العديد من الحقول ذروته لسنة كاملة فقط أو قد تقوم الحقول بخفض قدرتها الانتاجية لبضعة شهور من السنة أو تتوقف نهائيا عن الانتاج لفترة معينة، وفي احيانا أخرى بسبب الظروف المناخية غير الملائمة أو انخفاض الطلب على منتجات الدواجن (تباع افراخ اللحم بمعظمها طازجة وحية في العراق) او مشاكل اقتصادية وامراض وغير ذلك.
صناعة الدواجن في العراق
مرت صناعة الدواجن المكثفة بمرحلة جمود نصفي في العراق في بداية التسعينات وكان القطاع العام (الحكومي) يدير قسما كبيرا من هذه الصناعة. وكان لبعض المنتجين والشركات الخاصة نشاطا "في هذا المجال ايضا" على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية في تلك الفترة.
اما اليوم فيبدوا واضحا ما ستوؤل اليه السياسية الاقتصادية العراقية في المستقبل السياسي ومن الطبيعي ان يكون اقتصادا " حرا ". وتعتبر لحوم الدواجن وبيضها من أرخص مصادر البروتين الحيواني، فيما تشكل اللحوم الحمراء والالبان ومشتقاتها منتجات اساسية لا يمكن الاستغناء عنها، ولكون العراق من اغنى الدول العربية وشعبه يحب العمل والحياة وهو قادر على اعادة عجلة الانتاج الى سيرها من جديد ولا سيما في قطاع صناعة الدواجن ولهذه الاسباب تتوقع للإنتاج الحيواني في العراق قفزة نوعية هائلة في المستقبل فالشعب العراقي شعب كادح والاختصاصيون والفنيون كثيرون في هذا المجال. ولو نأخذ الدول المجاورة للعراق على سبيل المثال سوريا تلاحظ حدث تأرجح في صناعة الدواجن فيها ما بين القطاع العام والقطاع الخاص ويبدوا ان ناتج القطاع العام في تراجع بالنسبة لإنتاج القطاع الخاص بغض النظر عن الظروف الاقتصادية والسياسية، اما بالنسبة للأردن فهو حاليا "يمتلك صناعة دواجن متطورة وتعتبر من الدعائم الاساسية للقطاع الزراعي وقد تحولت الاردن الى بلد مصدر لبيض المائدة واللحوم ومنتجاتها. ولم يكن الحال بأقل منها نهضة في السعودية الكويت وإيران وتركيا.. على الرغم من ظهور صناعة الادوية البيطرية وتطورها بشكل سريع وخاصة في مصر والاردن ولكن مازالت ثقة المربين العرب في منتجاتهم المحلية لاتزال ضعيفة ويفضلون الادوية المستوردة من أمريكا واوربا لكونها تخضع لرقابة اشد خلال عمليات التصنيع من تلك المصنعة محليا.. لكن يجب ان نزيل هذه العادة القديمة بالاعتماد على منتجاتنا وزيادة الثقة بصناعتنا المحلية وبخصوص معامل تصنيع معدات الدواجن فيوجد العديد من المعامل التي تصنع المعدات لقطاع الدواجن في الدول العربية مثل جاروشات العلف (مطاحن)، المعالف، الحظائر، المناهل.. الخ الا ان المعدات الاساسية بما في ذلك الاقفاص لا تصنع بعد على نطاق واسع في الدول العربية. أما المعدات الخاصة لقطاع معامل العلف فهي متوفرة في معظم الدول العربية وتشمل السايلوات، الخلاطات والمعالف الآلية واليدوية. وحاليا" تقوم بعض الدول العربية بتصنيع معدات بموجب رخص الشركات عالمية مثل شركة Giordano جوردانو في سوريا و (Dutchman Big) بيج دوتج مان في الخليج. ولاشك في ان شراء المعدات يعتمد على الاسعار التنافسية مع ان المربين يفضلون المعدات المستوردة. لقد اظهرت نتائج استطلاع حديثة ان 80 ٪ من مستخدمي معدات الدواجن يفضلون شراء المعدات المستوردة، اذ لم يتجاوز سعرها 20٪ من سعر نظيراتها المحلية الصنع. كذلك يفضل المربون شراء مفاقس مستوردة بطاقة تزيد على 10000 الاف بيضة حتى لو كان سعرها اكثر بـ 35٪ مقارنة بالمفاقس المحلية. اما المفاقس الصغيرة وبطاقة من (100 الى 1000) بيضة المصنعة محليا " فيفضلها المربون على المستوردة ولو ان سعر المستوردة اكثر بحوالي 5-10 ٪ فقط مقارنة بالمحلية الصنع. كذلك موضوع الامراض خاصة مرض النيوكاسل الذي يعتبر من اكثر الامراض الفايروسية الشائعة والتي تحدد صناعة الدواجن الى جانب امرض اخرى مثل الكمبورو بعترتيه، الباكستاني (الانكارا)، التهاب القصبات المعدي (IB) والتهاب الحنجرة والرغامي المعدي وCRD وجدر الدجاج واخيرا أثيرت بعض علامات الاستفهام بشان مرض انفلونزا الطيور، رغم ذلك يبقى مرض النيوكاسل الاكثر انتشاراً" في الدول العربية والأكثر تكلفة للمكافحة ليس فقط بسبب الخسائر التي يحدثها نتيجة انتقال العدوى وانتشارها بل ايضا بسبب الخسائر الاقتصادية الناتجة عن عمليات التلقيح المختلفة، فالمربي يقوم بتلقيح الطيور مرات عديدة مما يسبب لها الاجهاد وتنخفض بالتالي مناعتها ضد الأمراض الاخرى الاقل خطورة فيترتب على ذلك المزيد من الخسائر المادية والاقتصادية...
لكن تبقى الدول العربية تعول بشكل كبير على انتاج واستهلاك اللحوم والبيض كما في الجدول رقم (1 ، 2) وبعض الدول الخليجية مثل السعودية والامارات العربية المتحدة والعراق لايزال يستورد الاف الأطنان من الدجاج المذبوح علما ان نسبة استهلاك لحوم الدواجن في هذه الدول تزداد وكذلك الانتاج كما موضح في الجدول (3) حول بيانات الاستثمارات الخاصة بصناعة الدواجن، وقد يرجع ذلك إلى ان بعض الدول يتخوف من مستقبل صناعة الدواجن في المنطقة العربية لاسيما اذا انضمت تلك الدول الى منظمة التجارة العالمية ولكن ما يجهلونه هو ان المستهلك العربي اعتاد في الماضي شراء الطيور حيه قبل ان تذبح امام عينيه، أما اليوم فبات يشتري لحوم الدواجن الطازجة من التجارية، وقلة من العرب تشتري لحوم الدواجن المثلجة، وهذا يعني ان مستقبل صناعة الدواجن في المنطقة بمأمن من السياسات الاغراقية للأسواق الخارجية العالمية. ولايزال المستهلك العربي مستعدا لدفع ضعف ثمن طير اللحم شرط ان يكون طازجا (اي غير مثلج) لذا نستنتج ان صناعة الدواجن سيبقى قطاعا مربحا ورائجا في المستقبل مهما كانت الظروف السياسية او الاقتصادية رغم وجود بعض العوامل التي قد تسبب بعض الخسائر لهذا القطاع اهمها سوء الادارة، نقص المعلومات عن احتياجات ومتطلبات السوق والمستهلك عدم توفر المعرفة العلمية، وعدم المجازفة، التأخر في التطبيق.
جدول (1) انتاج لحوم الدجاج في العالم العربي (الف طن)
جدول (2) انتاج بيض الاكل في العالم العربي (مليون بيضة)
جدول (3) الاستثمارات الخاصة بصناعة الدواجن في العالم العربي (مليون دولار)
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|