أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-27
1132
التاريخ: 2024-05-08
801
التاريخ: 2023-12-10
1551
التاريخ: 2023-06-09
1212
|
إثبات الرجعة لابن شاذان (1):
كتاب إثبات الرجعة من مؤلّفات الفضل بن شاذان أحد أجلة أصحابنا الفقهاء والمتكلّمين، كما نصّ على ذلك النجاشي والشيخ (قده) (2).
وهذا الكتاب لم تصل نسخته إلى المحدّث النوري، ولكن الملاحظ أنّه أورد عمّا سمّاه بكتاب (الغيبة) للفضل بن شاذان عدة روايات، منها ما رواه (3) بسنده عن محمد بن عبد الجبار أنّه قال: قلت لسيدي الحسن بن علي (عليهما السلام): يا بن رسول الله - جُعلت فداك - أحب أن أعلم مَن الإمام وحجة الله على عباده مِن بعدك؟ قال: ((إنّ الإمام والحجة بعدي ابني سميّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيّه، الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه..)).
وهذه الرواية قد أخرج صدرها الحر العاملي (4) عن الفضل بن شاذان في كتاب إثبات الرجعة.
ومصدر المحدث النوري هو كتاب (كفاية المهتدي) للسيد محمد مير لوحي السبزواري الذي كان من علماء أصفهان المعاصرين للعلّامة المجلسيّ، وكان عنده العديد من الكتب المخطوطة، ومنها كتاب (إثبات الرجعة) للفضل بن شاذان وكتاب الجامع للبزنطيّ، ولكنّه لم يسمح للعلّامة المجلسي (قده) بالاطّلاع عليها والنقل عنها في موسوعة البحار، وقد تلفت تلك المخطوطات ـ مع الأسف ولم تصل إلى أيدي المتأخّرين.
ولكن الملاحظ أنّه أدرج في كتابه (كفاية المهتدي) - الذي هو بالفارسيّة - عدداً من روايات الفضل بن شاذان في إثبات الرجعة، وهذا الكتاب ترجم إلى العربية بعنوان (مختصر كفاية المهتدي) وهو يتضمّن الرواية المذكورة، ولكن ورد في النسخة المطبوعة منه (محمد بن زيد الجبار) (5)، وهو تصحيف، والصحيح (محمد بن عبد الجبار) كما أورده المحدّث النوري.
ومهما يكن، فإنّ ما سمّاه المحدّث النوري بكتاب (الغيبة) لابن شاذان هو كتاب (إثبات الرجعة) الذي حكى عنه السيد محمد مير لوحي السبزواري، ولم تكن نسخة هذا الكتاب عند المحدث النوري - كما تقدّم ـ وإنّما حكى عنه بواسطة كتاب (كفاية (المهتدي) كما صرّح بذلك في كتابه (النجم الثاقب) (6).
وأمّا الحر العاملي فمصدره في ما حكاه عن (إثبات الرجعة) هو ما وصل إليه من مختصر هذا الكتاب وتوجد نسخة منه في مكتبة السيد الحكيم (قده) في النجف الأشرف، ولكن يظهر بمراجعتها أنّ ما ورد فيها ليس سوى ما ذكر في کتاب (كفاية المهتدي) عن الفضل بن شاذان في (إثبات الرجعة) فهو منتزع من الكتاب المذكور، ولم يطّلع صاحبه على أصل كتاب ابن شاذان ليقوم باختصاره.
وقد تحصّل ممّا تقدّم أنّ مصدر الرواية المتقدّمة هو النسخة التي وصلت إلى السيد مير لوحي السبزواري ممّا سماّه بـ(إثبات الرجعة) لابن شاذان، ولا تتوفّر معلومات عن تلك النسخة تؤكّد أنّها بالفعل نسخة صحيحة من كتاب الفضل.
ولكن الملاحظ أنّ أسانيد الروايات التي أوردها عنه في (كفاية المهتدي) تناسب أن تكون من مروياته، حيث إنّها تبدأ بأسماء مشايخه، نعم تمّ الابتداء في بعضها بمن هو في طبقته ـ وهي الطبقة السابعة - وإن كان أقدم منه بعض الشيء کمحمد بن عبد الجبار المذكور - وهو محمد بن أبي الصهبان القمي، الثقة الجليل - ولكن هذا لا يضر، فإنّ نقل راوٍ عن آخر وهما من طبقة واحدة ممّا يقع أحياناً، ولا سيما بالنسبة إلى بعض القضايا التي تحظى بأهميّة خاصّة، كما في مورد الرواية المذكورة.
وفي ضوء ذلك وملاحظة سائر الشواهد والقرائن ربّما يحصل الاطمئنان بكون ما وصل إلى السيد مير لوحي السبزواري كان بالفعل نسخة من كتاب إثبات الرجعة لابن شاذان فتكون الرواية المذكورة معتبرة ويمكن الاعتماد عليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحوث في شرح مناسك الحج ج 18 ص 816.
(2) رجال النجاشي ص 307؛ الفهرست ص 361.
(3) مستدرك الوسائل ج12 ص 280، 281.
(4) إثبات الهداة ج5 ص 196.
(5) مختصر كفاية المهتدي ص 107.
(6) النجم الثاقب (المقدّمة) ج1 ص 120 (النسخة المعرّبة).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|