فيتامين (K) : Vitamin (K) 

تم اكتشاف فيتامين (K) في عام (1934) من قبل الباحث الدانماركي دام (Dam) كعامل موجود في الغذاء يساعد على تخثر الدم، ومنذ ذلك الوقت ارتبط اسم هذا الفيتامين بعملية تخثر الدم. يذوب فيتامين (K) في المذيبات الشحمية والدهنية، كما أنه يتميز بمقاومته للحرارة والعوامل المختزلة، ان هذا الفيتامين حساس تجاه الضوء لذلك فهو يحفظ في قناتي داكنة اللون. كما لوحظ فقدان الفيتامين لفعاليته الحيوية عند تعرضه للقواعد والحوامض القوية او العوامل المؤكسدة. توجد في الوقت الحاضر ثلاثة أنواع من هذا الفيتامين وهي فيتامينات (K1)، و (k2) و(K3) وهي جميعها تحتوي على حلقة النفثوكوينون التي تعتبر الجزء المركزي في التركيب الكيميائي لهذه الفيتامينات. 

ترتبط حلقة النفثوكوينون (Nephthoquinone) مع سلسلة من الهيدروكاربونات مختلفة الطول.

  تعتبر الأوراق الخضراء من اغنى المصادر الطبيعية لفيتامين (K)، وكذلك الاجزاء النباتية التي تحتوي على الكلوروفيل، كذلك يوجد في هذا الفيتامين وبكميات كبيرة في القرنبيط، والملفوف، واللفت، والسبانخ. كما يوجد في هذا الفيتامين بكميات جيدة في الطماطم، والجين، وصفار البيض، والكبد، اضافة الى ذلك فإن هذا الفيتامين يصنع داخل الجسم من قبل البكتريا الموجودة في الأمعاء وفي بعض الأحيان تتعرض هذه البكتريا الى خلل يعقبها من تصنيع الفيتامين عند تناول الشخص لبعض المضادات الحيوية مثل مركبات السلفونامايد (Sulphonamides). لذلك يصبح المصدر الخارجي للفيتامين ضروريا في مثل هذه الحالات.

يشترك فيتامين (K) في عملية تصنيع العوامل البروتينية اللازمة لتخثر الدم، وان وجود كمية كافية من فيتامين (K) تكون ضرورية للحفاظ على المستوى الطبيعي للأنزيم المسمى البروثرومبين (prothrombin) وثلاثة عوامل اخرى مهمة في عملية

284

التخثر وهي عوامل (V11)، و (1X)، و(X). ان هنالك اعتقاد غير مؤكد بأن فيتامين (K) يساعد في تخليق البروثرومبين في الكبد اضافة الى ذل كفان هذه الفيتامينات تشترك أيضاً في تفاعلات الاكسدة والاختزال وفي عمليات تكوين العظام.

يعتمد امتصاص فيتامين (K) على وجود أملاح الصفراء في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة. بعد امتصاص فيتامين (K) من قبل الامعاء ينتقل الى الكبد حيث يساعد على تصنيع انزيم البروترومبين (Prothrombin).

ان اي خلل او مرض يؤثر على افرازات املاح الصفراء سوف يؤثر على امتصاص فيتامين (K) وبالتالي على تصنيع البروترومبين (Prothrombin)، كما يؤدي الى اطالة فترة تخثر الدم، كما تظهر أعراض النزف الداخلي.

ان الأطفال حديثو الولادة يكونون معرضين عادة الى الاصابة بأعراض النزف وذلك بسبب صعوبة امرار هذا الفيتامين من الأم الى الجنين بالقدر الكافي، لذلك يصنع عادة بإعطاء الأم جرعات من الفيتامين قبل الوضع، او الى الطفل بعد ولادته للتخلص من الآثار المتوقعة من نقص الفيتامين.