أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2016
2061
التاريخ: 25-8-2016
1495
التاريخ: 24-8-2016
1338
التاريخ: 17-9-2016
1282
|
وفي هذه الفترة صدر كتاب «الكافي» أولى وأضخم الموسوعات الحديثيّة لدى الإماميّة حيث فرغ الشيخ الكليني من تبويبه فصدر في وقت وصل فيه الاحتقان الطائفي مستوى خطيرًا حيث بلغ الحنابلة مرحلة الطغيان وراحوا يحاولون فرض آرائهم وأفكارهم على المجتمع بالقوّة!
فقد أثار الحنابلة فتنة طائفيّة على خلفيّة تفسير الآية الكريمة: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].
فقد نادى كلّ من اتباع أبي بكر المروزي (1) والشيخ البربهاري (2) ووفقاً لروايات أحمد بن حنبل: انّ الله سبحانه يجلس النبي (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة على يمينه فوق العرش!
وهاجمت جموع من غوغاء الحنابلة مؤسّسات علميّة تابعة للمعتزلة والشيعة الاماميّة وما زاد الاُمور سوءً تورّط بعض الجنود الحنابلة واستخدام السلاح! حيث حصلت اشتباكات دامية أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا والمقتدر يقوم بتغيير وزاري جديد (3)!
وكانت المؤامرات ما تزال تعصف ببغداد حيث زحف المنشقّون من الموصل واحتلوا العاصمة ولقي المقتدر مصرعه واعتقلت والدته «شغب» التي تعرّضت لتعذيب وحشي لم يتوقّف إلى أن استجابت لمطالب في الكشف عن جميع ممتلكاتها.
حاول القاهر الحصول على قاعدة شعبيّة فأصدر أمراً بتحطيم الآلات الموسيقيّة في القصر ومنع تعاطي الخمر، وكان يفكّر بالاستفادة من الأسرى القرامطة في ضرب خصومه الأمر الذي أثار مخاوف بعض كبار الضبّاط في المؤسّسة العسكريّة.
وبالرغم من تحذيرات رئيس وزرائه من وجود عمليّة انقلابيّة ستنفّذ في فجر السادس من جمادى الاُولى 322 هـ ـ نيسان 934 م غير انّ الخليفة كان في حالة سكر شديد؛ فلم يصحو إلّا على صيحات الجنود الذين اقتحموا القصر وحاول الفرار إلى سطح القصر الّا انّه كان صيداً سهلاً إذ سرعان ما قبض عليه وانهالوا عليه بالضرب ليكشف عن مكان اعتقال أحمد بن المقتدر، فأطلق وأجلس على العرش ولقّب بـ«الراضي بالله».
وفي هذه الفترة بدأت ارهاصات ظهور الحكم البويهيّ في إيران الذي حظي باعتراف بغداد.
وكان الشيخ الكليني مستمراً في مزاولة عمله في التدريس حيث كان في طليعة تلامذته الفقيه الشافعي محمّد بن إبراهيم بن يوسف الكاتب الذي حصل على اجازة من استاذه في الرواية وهي أعلى شهادة في علم الحديث.
وقد أجرى الراضي تغييرات واسعة في أجهزة الحكم وفي هذا العام قرّر الشلمغاني الظهور في بغداد من جديد متحديّاً الحسين بن روح الذي عمّم في أوساط الشيعة اللعن الذي صدر بحقّه من قبل الامام المهدي الغائب!
وقد دفع الجدل برئيس الوزراء «ابن مقله» إلى أن يعقد في قصره اجتماعاً ضم العديد من الشخصيات الاماميّة حيث حضر الشلمغاني الذي استغل غياب السفير الحسين بن روح فأطلق تصريحه المثير: اجمعوا بيني وبينه حتّى آخذ بيده ويأخذ بيدي! فان لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه، فجميع ما قاله فيّ حقّ!!
وتمادى الشلمغاني في انحرافه وادّعى حلول اللاهوت في جسمه!
ثمّ كشف عن حقيقته في حديث له مع محمّد بن أحمد الكاتب الاسكافي عندما اتّهم السفير الثالث بأنّه لا يختلف عند كثير في التهافت على زعامة الشيعة قائلاً:
ـ ما دخلت مع أبي القاسم «الحسين بن روح» في هذا الأمر إلّا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه! لقد كنّا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف (4).
وقد حوكم الشلمغاني بسبب أفكاره في امكانيّة حلول الله في كلّ انسان على قدره؛ وادّعائه الألوهيّة وقد ثبتت عليه التهمة الأخيرة بالرغم من انكاره وحكم عليه بالإعدام كما أحرقت جثّته (5).
وفي هذه الفترة العصيبة روى الشيخ الكليني خبر الرسالة الجوابيّة التي تلقّاها إسحاق بن يعقوب (أحد أساتذة الشيخ الكلينيّ) من الإمام المهدي (عليه السلام) من خلال سفيره الثاني محمّد بن عثمان العمري (في أواخر سفارته) وقد تضمّنت ما يلي:
ـ البراءة ممّن ينكرون وجود الإمام الغائب حتّى لو كانوا ينتسبون إلى أهل البيت (عليهم السلام).
ـ تكذيب للوقّاتين حول يوم الخلاص.
ـ «وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى روّاة حديثنا فانّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم».
ـ «وأمّا الخمس فقد اًبيح لشيعتنا وجُعلوا منه في حلّ إلى وقت ظهور أمرنا».
ـ «وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب».
ـ «وانّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء» (6).
ولم ترد هذه الرواية في كتاب «الكافي»؛ لأنّه كان قد صدر قبل ذلك بسنوات.
ولهذا من المحتمل جداً وجود علاقة على نحو ما بين الشيخ الكليني والإمام المهدي (عليه السلام) وأنَّ «الكافي» تمّ تصويبه من قبل الامام الغائب (عليه السلام) (7).
__________________
(1) من أصدقاء أحمد بن حنبل، توفّي سنة 275 هـ ـ 888 م.
(2) زعيم الحنابلة وأكثرهم تعصّباً وتطرّفاً يُعد المسؤول الأوّل في إثارة الفتن الطائفيّة.
(3) أجرى 30 عمليّة تغيير وزاري خلال 20 سنة وهذه ظاهرة تحتاج إلى دراسة معمّقة.
(4) الغيبة للشيخ الطوسي ص 391 الحديث 361.
(5) أحداث التاريخ الاسلامي ج 2 المجلّد الأوّل ص 517.
(6) بحار الأنوار ج 53 ص 181 وج 53 ص 180 باب التواقيع الصادرة عن الامام الغائب.
(7) ريحانة الأدب ج 5 ص 81؛ تجارب العلماء في عصور الغيبة، ترجمة كمال السيد ج 1 ص 144 ـ 145.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|