أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-22
324
التاريخ: 2024-04-18
733
التاريخ: 2024-02-10
1094
التاريخ: 2024-03-13
816
|
في عام 1936 كشفت بعثة جامعة «ميلانو» معبدًا صغيرًا يرجع تاريخه للأسرة الثانية عشرة أثناء أعمال الحفر التي قام بها الأستاذ «فوليانو» في مدينة «كوم ماضي» الواقعة جنوب غربي «الفيوم»، ويرجع تاريخ إقامة هذا المعبد إلى أيام الحكم المشترك للفرعونين «أمنمحات الثالث والرابع»، وتدل الآثار الباقية على أن دهليز هذا المعبد قد اختفى. ويتألف المعبد من صرحين على الجانبين، تتوسطهما قاعة عمد تتصل بباب عظيم وممر ضيق إلى ثلاث مقاصير أو هياكل صغيرة لا يزال سقفها محفوظًا حتى الآن، وكانت مخصصة لعبادة ثالوث هذه الجهة، ويتألف من الآلهة «رننوتت» وهي على صورة ثعبان، تقول عنه النقوش إنه كان «حيا»، ثم الإله «سبك» الذي كان يُعبد كثيرًا في تلك الجهة في صورة تمساح، والإله «حور» أو «شدت حور»؛ أي (حور الفيوم). ولا يدل ما بقي من النقوش والرسوم البادية في جدران هذا المعبد على ما كان عليه المتفنن المصري من الدقة والمهارة في هذا العصر الذهبي، وتحتوي هذه النقوش في جملتها على مراسيم التطهر، ووضع الأساس، وتقديم القربان، غير أن عدم الدقة لا يقلل من أهمية هذا المعبد الذي يعد من المباني الدينية النادرة في هذا العصر. وتقع مدينة «كوم ماضي» الآن في قلب الصحراء على بعد عدة كيلومترات من الأراضي الزراعية، رغم أنها كانت في الدولة الوسطى إحدى المدن التي نشأت على شاطئ البحيرة القديمة؛ وكانت تصلها المياه العذبة ليستقي بها أهلها، ويروون بها حقولها من ترعة أشارت إليها نصوص الدول الوسطى، وكانت تبتدئ عند «اللاهون» وتسير غربًا، ثم شمالًا فتروي جميع البلاد الواقعة جنوب وغرب مديرية «الفيوم». وظلت هذه المدينة عامرة حتى أيام العرب، فلما زاد الأهالي في تطهير الترع بعد أيام الفاطميين، وإصلاح الجسور، لم تعد المياه تصل إلى البلاد النائية، فجفت حقولها وهجرها أهلها، وتحولت بعد وقت قليل إلى صحراء بعد أن غطتها الرمال. وكانت هذه المنطقة عامرة في أيام الدول الوسطى والحديثة، ولكن تضاءل شأنها بعد ذلك إلى أن ازدهرت مرة أخرى في أيام البطالمة، واستمر هذا الازدهار حتى أوائل عصر الرومان.
وصف معبد الدولة الوسطى وأهميته
والمعبد القديم مبني فوق ربوة تشرف على البحيرة القديمة، وجدرانه كلها مغطاة بالنقوش، وقد أصلح في عهد الأسرة التاسعة عشرة، ولكن هذه الإصلاحات لم تمتد إلى إصلاح المعبد الأصلي. والظاهر أنه في عهد البطالمة والرومان قد زِيد في البناء القديم بإنشاء عدة ردهات أمامه، كما أنشئوا طريقًا طويلًا وضعت على جانبيه تماثيل «بو الهول» كما بنوا أيضًا في العصر اليوناني الروماني معبدًا كبيرًا خلف معبد الدولة الوسطى. وهذه المعابد تتوسط مدينة كبيرة لم ينلها كثير من التخريب والتدمير في العصور الحديثة، وبخاصة على يد المسمدين؛ لبعدها عن الزراعة؛ من أجل هذا عثرت فيها البعثة في الفترات المتقطعة التي قامت فيها بأعمال الحفر على آثار قيمة من أوراق البردي والاستراكا والتماثيل، ولكن لم يتناول عمل البعثة إلا جزءًا يسيرًا من المدينة القديمة التي تنتظر معول الحفار، ومعبد الدولة الوسطى هو بلا شك أهم آثار مدينة «كوم ماضي» إن لم يكن من أهم الآثار في مصر كلها؛ إذ إنه رغم صغره كما قلنا في حالة جيدة، ويضيف إلى معلوماتنا عن ديانة قدماء المصريين وهندسة بنيانهم في الأسرة الثانية عشرة شيئًا لا يستهان به. ومن النقوش التي تلفت النظر في هذا المعبد كذلك النقوش التي تنبئ بأن «أمنمحات الثالث» احتفل بعيده الثاني من أعياد «سد» (أي عيد الثلاثين)، ولعل هذا البناء كان قد أقيم لأجل هذه المناسبة في حكمه المشترك فيه مع ابنه «أمنمحات الرابع».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|