المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تكوين مجالس الشعب واختصاصاتها و ممارستها للسلطة
1-4-2016
التوزيع الجغرافي لإنتاج الحديد والصلب
2024-10-28
الثـورة الصناعيـة
16-10-2019
الصناعات السمكية الثانوية
11-2-2016
Schur Decomposition
29-9-2021
نبات البلارجونيم المداد
2024-08-13


قضاء الإمام علي (عليه السلام) في زمن عمر بن الخطاب  
  
2026   07:54 مساءً   التاريخ: 2024-02-17
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص40-50
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016 3227
التاريخ: 27-4-2022 1307
التاريخ: 28-4-2022 1972
التاريخ: 7-2-2019 2766

روى الخوارزمي باسناده عن الحسن " إن عمر بن الخطاب أتي بامرأة مجنونة حبلى قد زنت ، فأراد أن يرجمها فقال له علي أمير المؤمنين عليه السّلام : أو ما سمعت ما قال رسول الله ؟ قال : وما قال ؟ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : رفع القلم عن ثلاثة : عن المجنون حتى يبرأ ، وعن الغلام حتى يحتلم ، وعن النائم حتى يستيقظ ، قال : فخلى عنها "[1].

وروى باسناده عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : " لما كان في ولاية عمر أتي بامرأة حامل سألها عمر عن ذلك ، فاعترفت بالفجور ، فأمر بها عمر أن ترجم فلقيها علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال : ما بال هذه المرأة ؟ فقالوا : أمر بها عمر أن ترجم فردها علي عليه السّلام فقال له : أمرت بها أن ترجم ؟ فقال : نعم ، اعترفت عندي بالفجور ، فقالت : هذا سلطانك عليها ، فما سلطانك على ما في بطنها ثم قال له علي عليه السّلام : فلعلك انتهرتها أو أخفتها فقال عمر : قد كان ذلك ، قل علي عليه السّلام : أو ما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : لا حد على معترف بعد البلاء ، انه من قيدت أو حبست أو تهددت فلا اقرار له ، فخلى عمر سبيلها ثم قال : عجزت النساء أن يلدن مثل علي بن أبي طالب عليه السّلام لولا علي لهلك عمر "[2].

وروى باسناده عن أبي الأسود ، قال : أتي عمر بامرأة قد ولدت لستة أشهر ، فهمّ أن يرجمها فبلغ ذلك علياً عليه السّلام ، فقال : ليس عليها رجم ، فبلغ ذلك عمر فأرسل اليه يسأله ، فقال علي عليه السّلام : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ )[3]. وقال : ( وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً )[4] فستة أشهر حمله وحولين تمام الرضاعة لا حدّ عليها ، قال : فخلى عنها ثم ولدت بعد ستة أشهر "[5].

وروى باسناده عن عبد الله بن عبّاس قال : " استعدى رجل على علي بن أبي طالب عليه السّلام إلى عمر بن الخطاب وكان علي جالساً في مجلس عمر بن الخطاب ، فالتفت عمر إلى علي ، فقال : يا أبا الحسن ، وقال المؤيد : فقم يا أبا الحسن فأجلس مع خصمك ، فقام علي فجلس مع خصمه ، فتناظروا وانصرف الرجل ورجع علي إلى مجلسه فجلس فيه ، فتبين عمر التغير في وجهه ، فقال له : يا أبا الحسن ما لي أراك متغيراً ؟ أكرهت ما كان ؟ قال : نعم قال : ولم ذاك ؟ قال : لأنك كنيتني بحضرة خصمي ، أفلا قلت : قم يا علي فأجلس مع خصمك ، فأخذ عمر برأس علي فقبّل بين عينيه ثم قال : بأبي أنتم ، بكم هدانا الله وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور "[6].

وروى باسناده عن عبد الرحمن قال : " شرب قوم الخمر بالشام وعليهم يزيد بن أبي سفيان في زمن عمر ، فقال لهم يزيد : هل شربتم الخمر ؟ فقالوا : نعم ، شربناها ، وهي لنا حلال فقال : أوليس قال الله عزّوجلّ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ )[7] إلى قوله : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ )[8] حتى فرغ من الآية فقالوا : اقرأ التي بعدها فقرأ ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ ) إلى قوله ( وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )[9] فنحن من الذين آمنوا وأحسنوا فكتب بأمرهم إلى عمر ، فكتب اليه عمر ، إن أتاك كتابي هذا ليلا فلا تصبح حتى تبعث بهم إلي ، وإنّ أتاك نهاراً فلا تمس حتى تبعث بهم إلي قال فبعث بهم اليه فلما قدموا على عمر سألهم عما كان سألهم يزيد وردوا عليه كما ردوا على يزيد ، فاستشار فيهم أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فردوا المشورة اليه قال : وعلي عليه السّلام حاضر في القوم ساكت . فقال : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال أمير المؤمنين : إنهم قوم افتروا على الله الكذب وأحلوا ما حرم الله ، فأرى إن تستتيبهم فان ثبتوا وزعموا أن الخمر حلال ، ضربت أعناقهم ، وإنّ هم رجعوا ضربتهم ثمانين ثمانين بفريتهم على الله عزّوجل فدعاهم فأسمعهم مقالة علي عليه السّلام فقال : ما تقولون ؟ فقالوا : نستغفر الله ونتوب اليه ونشهد إن الخمر حرام وإنما شربناها ونحن نعلم إنها حرام فضربهم ثمانين ثمانين جلدة "[10].

وروى باسناده عن حنش " إن رجلين استودعا امرأة من قريش مائة دينار وأمراها إن لا تدفع إلى أحد منهما دون صاحبه ، فأتاها أحدهما فقال : إن صاحبي قد هلك فادفعي إلي المال فأبت فاستشفع إليها ، ومكث يختلف إليها ثلاث سنين ، قال : فدفعت اليه المال ، ثم جاء إليها صاحبه ، فقال : أعطيني مالي ، فقالت له : قد أخذه صاحبك ، فارتفعوا إلى عمر ، فقال له عمر : ألك بينة ؟ فقال : هي بيّنتي ، قال : ما أراك إلا ضامنة ، فقالت : أنشدك الله إلا ما رفعتنا إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : فرفعها اليه فأتوه في حايط ل وهو يسبل الماء وهو مؤتزر بكساء ، فقصوا عليه القصة ، فقال للرجل : إيتني بصاحبك وعليّ متاعك "[11].

" كان عمر بن الخطاب يقول لعلي بن أبي طالب فيما كان يسأله عنه فيفرج عنه : لا أبقاني الله بعدك يا علي "[12].

قال الشنقيطي : " ولأجل ما خصه الله تعالى به من فهم دقائق العلم بسرعة احتاج أجلاء الصحابة لحله للعويصات ، فكانوا يحيلون الأسئلة الصعبة عليه فيجيب فيها بالصواب على البديهة ، فلذلك لما جاءه عمر سائلا وقال : إن هؤلاء أصابوا بيض نعام وهم محرمون ، قال علي : ألا أرسلت إلي ، قال عمر : أنا أحق بإتيانك ، قال علي : يضربون الفحل قلائص أبكاراً بعدد البيض ، فلما أدبر قال عمر : اللهم لا تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي "[13].

وروى الشنقيطي عن عبد الرحمن السلمي ، قال : " أتي عمر بامرأة أجهدها العطش ، فمرت على راع فاستسقته فأبى أن يسقيها إلا إن تمكّنه من نفسها ، ففعلت ، فشاور الناس في رجمها ، فقال له علي : هذه مضطرة إلى ذلك فخل سبيلها ففعل "[14].

وعن عبد الله بن الحسن قال : " دخل علي على عمر ، وإذا امرأة حبلى تقاد لترجم ، فقال : ما شأن هذه ؟ قالت : يذهبون بي ليرجموني ، فقال : يا أمير المؤمنين لأي شيء ترجم ، إن كان لك سلطان عليها ، فما لك سلطان على ما في بطنها ، فقال عمر : كل أحد أفقه مني - ثلاث مرات - فضمنها عليّ حتى وضعت غلاماً ثم ذهب بها اليه فرجمها "[15].

وروى البيهقي باسناده عن الشعبي قال : " أتي عمر بن الخطاب بامرأة تزوجت في عدتها فأخذ مهرها فجعله في بيت المال وفرق بينهما ، وقال : لا يجتمعان وعاقبهما ، قال : فقال علي رضي الله عنه : ليس هكذا ولكن هذه الجهالة من الناس ، ولكن يفرق بينهما ، ثم تستكمل بقية العدة من الأول ثم تستقبل عدة أخرى وجعل لها على المهر بما استحل من فرجها ، قال : فحمد الله عمر رضي الله عنه وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيّها الناس ردّوا الجهالات إلى السنة "[16].

وباسناده عنه " إن أول جد ورث في الإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه مات ابن فلان بن عمر فأراد عمر أن يأخذ المال دون أخوته ، فقال له علي وزيد رضي الله عنه : ليس لك ذلك ، فقال عمر : لولا أن رأيكما اجتمع لم أر أن يكون ابني ولا أكون أباه "[17].

قال ابن أبي الحديد : " استدعى عمر امرأةً ليسألها عن أمر وكانت حاملا فلشدة هيبته ألقت ما في بطنها ، فأجهضت به جنيناً ميتاً ، فاستفتى عمر أكابر الصحابة في ذلك ، فقالوا : لا شيء عليك انما أنت مؤدّب فقال له علي عليه السّلام : إن كانوا راقبوك فقد غشوك ، وإنّ كان هذا جهد رأيهم فقد أخطؤا ، عليك غرة - يعني عتق رقبة - فرجع عمر والصحابة إلى قوله - أي علي "[18].

وروى المتقي باسناده عن عبد الرحمن بن عائذ قال : " أتي عمر بن الخطاب برجل أقطع اليد والرجل قد سرق ، فأمر به عمر أن تقطع رجله فقال علي : انما قال الله تعالى : ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ )[19] إلى آخر الآية ، فقد قطعت يد هذا ورجله ، ولا ينبغي إن تقطع رجله فتدعه ليس له قائمة يمشي عليها إما أن تعزره وأما إن تستودعه السجن قال : فاستودعه السجن "[20].

وعن عطاء وإبراهيم " إن رجلا كانت عنده يتيمة فخشيت امرأته إن يتزوجها ، فافتضتها بإصبعها ، وقالت لزوجها : زنت ، وقالت الجارية : كذبت ، وأخبرته الخبر فرفع شأنها إلى علي ، فقال للحسن : قل فيها ، قال : إن تجلد الحد لقذفها إياها ، وأن تغرم الصداق لافتضاضها "[21].

وروى الكليني باسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : " أتي عمر بن الخطاب بجارية قد شهدوا عليا إنها بغت ، وكان من قصتها أنها كانت يتيمة عند رجل ، وكان الرجل كثيراً ما يغيب عن أهله فشبت اليتيمة فتخوفت المرأة إن يتزوجها زوجها ، فدعت بنسوة حتى أمسكنها فأخذت عذرتها بإصبعها فلما قدم زوجها من غيبته رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة ، وأقامت البينة من جاراتها اللائي ساعدنها على ذلك ، فرفع ذلك إلى عمر ، فلم يدر كيف يقضي فيها ثم قال للرجل : آتي علي بن أبي طالب عليه السّلام واذهب بنا اليه فأتوا علياً عليه السّلام وقصوا عليه القصة فقال لامرأة الرجل : ألك بينة أو برهان ؟ قالت : لي شهود هؤلاء جاراتي يشهدن عليها بما أقول فأحضرتهن ، فأخرج علي بن أبي طالب عليه السّلام السيف من غمده فطرح بين يديه وأمر بكل واحدة منهن فأدخلت بيتاً ، ثم دعا بامرأة الرجل فأدارها بكل وجه فأبت أن تزول عن قولها ، فردها إلى البيت الذي كانت فيه ، ودعا إحدى الشهود وجثى على ركبتيه ثم قال : تعرفيني أنا علي ابن أبي طالب وهذا سيفي وقد قالت امرأة الرجل ما قالت ، ورجعت إلى الحق وأعطيتها الأمان ، وإنّ لم تصدقيني لأملأن السيف منك ، فالتفتت إلى عمر ، فقالت : يا أمير المؤمنين الأمان علي ، فقال لها أمير المؤمنين : فاصدقي ، فقالت : لا والله إلا إنها رأت جمالا وهيئة فخافت فساد زوجها عليها ، فسقتها المسكر ، ودعتنا فأمسكناها ، فافتضتها بأصبعها ، فقال علي عليه السّلام : الله أكبر . أنا أول من فرق بين الشاهدين إلاّ دانيال النبي ، فالزم عليّ المرأة حد القاذف ، وألزمهن جميعاً العقر وجعل عقرها أربعمائة درهم ، وأمر المرأة أن تنفى من الرجل ويطلقها زوجها وزوّجه الجارية ، وساق عنه علي عليه السّلام المهر ، فقال عمر : يا أبا الحسن فحدثنا بحديث دانيال . فقال علي عليه السّلام : إن دانيال كان يتيماً لا أم له ولا أب ، وإنّ امرأة من بني إسرائيل عجوزاً كبيرة ضمته فربّته ، وإنّ ملكاً من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان ، وكان لهما صديق ، وكان رجلا صالحاً ، وكانت له امرأة بهية جميلة وكان يأتي الملك فيحدثه واحتاج الملك إلى رجل يبعثه في بعض أموره ، فقال للقاضيين : اختارا رجلا أرسله في بعض أموري فقالا : فلان ، فوجهه الملك ، فقال الرجل للقاضيين : أوصيكما بامرأتي خيراً فقالا : نعم فخرج الرجل ، فكان القاضيان يأتيان باب الصديق ، فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها فأبت فقالا لها : والله لئن لم تفعلي لنشهدن عليك عند الملك بالزنا ثم لنرجمنك ، فقالت : افعلا ما أحببتما ، فأتيا الملك فأخبراه وشهدا عنده أنها بغت ، فدخل الملك من ذلك أمر عظيم واشتد بها غمه وكان بها معجباً فقال لهما : إن قولكما مقبول ، ولكن ارجموها بعد ثلاثة أيام ، ونادى في البلد الذي هو فيه : احضروا قتل فلانة العابدة فإنها قد بغت ، فان القاضيين قد شهدا عليها بذلك ، فأكثر الناس في ذلك ، وقال الملك لوزيره : ما عندك في هذا من حيلة ؟ فقال : ما عندي في ذلك من شيء ، فخرج الوزير يوم الثالث وهو آخر أيامها فإذا هو بغلمان عراة يلعبون وفيهم دانيال وهو لا يعرفه ، فقال دانيال : يا معشر الصبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك وتكون أنت يا فلان العابدة ، ويكون فلان وفلان القاضيين الشاهدين عليها ، ثم جمع تراباً وجعل سيفاً من قصب وقال للصبيان : خذوا بيد هذا فنحّوه إلى مكان كذا وكذا ، وخذوا بيد هذا فنحّوه إلى مكان كذا وكذا ، ثم دعا بأحدهما وقال له : قل حقاً فإنك إن لم تقل حقاً قتلتك ، والوزير قائم ينظر ويسمع ، فقال : اشهد إنها بغت فقال : متى ؟ قال : يوم كذا وكذا فقال : ردوه إلى مكانه ، وهاتوا الآخر فردوه إلى مكانه ، وجاءوا بالآخر ، فقال له : بما تشهد ؟ فقال : اشهد إنها بغت ، قال : متى ؟ قال : يوم كذا وكذا قال : مع من ؟ قال : مع فلان بن فلان ، قال : وأين ؟ قال : بموضع كذا وكذا ، فخالف أحدهما صاحبه . فقال دانيال : الله أكبر شهدا بزور ، يا فلان ناد في الناس انهما شهدا على فلانة بزور فاحضروا قتلهما ، فذهب الوزير إلى الملك مبادراً فأخبره الخبر فبعث الملك إلى القاضيين ، فاختلفا كما اختلف الغلامان ، فنادى الملك في الناس وأمر بقتلهما "[22].

وروى المتقي باسناده عن أم كلثوم ابنة أبي بكر " إن عمر بن الخطاب كان يعس بالمدينة ذات ليلة فرأى رجلا وامرأة على فاحشة ، فلما أصبح قال للناس : أرأيتم إن إماماً رأى رجلا وامرأة على فاحشة فأقام عليهما الحد ما كنتم فاعلين ؟ قالوا : انما أنت إمام ، فقال علي بن أبي طالب : ليس ذلك لك ، إذن يقام عليك الحد ، إن الله لم يأمن على هذا الأمر ] أقل [ من أربعة شهداء ثم تركهم ما شاء الله إن يتركهم ، ثمّ سألهم فقال القوم مثل مقالتهم الأولى وقال علي مثل مقالته "[23].

وروى عن أنس بن مالك : " إن إعرابياً جاء بإبل له يبيعها فأتاه عمر يساومه بها ، فجعل عمر ينخس بعيراً بعيراً يضربه برجله ليبعث البعير كيف قواده ، فجعل الاعرابي يقول : خل إبلي لا أبا لك فجعل عمر لا ينهاه قول الأعرابي أن يفعل ذلك ببعير بعير ، فقال الاعرابي لعمر : إني لأظنك رجل سوء فلما فرغ منها اشتراها ، فقال : سقها وخذ أثمانها ، فقال الأعرابي : حتى أضع عنها أحلاسها وأقتابها ، فقال عمر : اشتريتها وهي عليها فهي لي كما اشتريتها ، فقال الاعرابي : اشهد إنك رجل سوء ، فبينما هما يتنازعان إذ أقبل علي فقال عمر : ترضى بهذا الرجل بيني وبينك ؟ قال الاعرابي : نعم ، فقصا على علي قصتهما فقال علي : يا أمير المؤمنين إن كنت اشترطت عليه أحلاسها وأقتابها فهي لك كما اشترطت ، وإلاّ فان الرجل يزين سلعته بأكثر من ثمنها ، فوضع عنها أحلاسها وأقتابها فساقها الاعرابي فدفع اليه عمر الثمن "[24].

وروى مالك عن ثور بن زيد الديلمي : " إن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل ، فقال له علي بن أبي طالب : نرى أن نجلده ثمانين ، فإنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، فجلد عمر في الخمر ثمانين "[25].

وروى عن محمّد بن زياد قال : " كان عمر يطوف بالبيت وعلي يطوف أمامه ، إذ عرض رجل لعمر فقال : يا أمير المؤمنين ، خذ لي حقي من علي بن أبي طالب ، قال : وما له ؟ قال : لطم عيني . قال : فوقف عمر حتى مر به علي كرم الله وجهه ، فقال : ألطمت عين هذا يا أبا الحسن ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين قال : ولم ؟ قال : لأني رأيته يتأمل حرم المؤمنين في الطواف ، قال عمر : أحسنت يا أبا الحسن " .

روى محمّد صدر العالم باسناده عن ابن عبّاس ، قال : " وردت على عمر بن الخطاب واردة قام منها وقعد ، وتغير وتربد وجمع لها أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فعرضها عليهم فقال : أشيروا علي ، فقالوا جميعاً : يا أمير المؤمنين ، أنت المفزع ، وأنت المنزع ، فغضب عمر ، وقال : اتقوا الله ، وقولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ما عندنا مما تسأل عنه شيء ؟ فقال : أما والله إني لأعرف ابن بجدتها وأين مفزعها ، فقالوا : كأنك تعني ابن أبي طالب ؟ فقال عمر : لله هو ، وهل طفحت حرة بمثله وأبر منه ، انهضوا بنا اليه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين أتصير اليه ، هو يأتيك ، فقال : هيهات هناك شجنة من هاشم ولحمة من الرسول وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي ، في بيته يؤتى الحكم فاعطفوا نحوه ، فلقوه في حائط له وهو يقرأ ( أَيَحْسَبُ الأنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )[26] ويرددها ويبكي ، فقال عمر لشريح : حدث أبا حسن بالذي حدّثتنا به ، فقال شريح : كنت في مجلس الحكم فأتى هذا الرجل ، فذكر إن رجلا أودعه امرأتين حرة مهيرة وأم ولد ، وقال له : أنفق عليهما حتى أقدم ، فلما كان في هذه الليلة وضعتا جميعاً إحداهما ابناً والأخرى بنتاً ، وكلاهما تدّعي الابن وتنتفي من البنت من أجل الميراث ، فقال له : بم قضيت بينهما ؟ فقال شريح : لو كان عندي ما أقضي بينهما لم آتكم بهما ، فأخذ علي تبنة من الأرض فرفعها ، فقال : إن القضاء في هذه أيسر من هذه ثم دعا بقدح ، فقال أحدى الامرأتين : احلبي فحلبت ، فوزنه ، ثم قال للأخرى : احلبي ، فحلبت فوزنه ، فوجده على النصف من لبن الأولى ، فقال لها : خذي أنت ابنتك وقال للأولى : خذي أنت ابنك ، ثم قال لشريح : أما علمت أن لبن الجارية على النصف من لبن الغلام ، وأن ميراثها نصف ميراثه وأن عقلها نصف عقله ، وأن شهادتها نصف شهادته ، وأن ديتها نصف ديته هي على النصف من كل شيء ، فأعجب به عمر اعجاباً شديداً ، ثم قال : يا أبا الحسن ، لا أبقاني الله لشديدة لست لها ولا في بلد لست فيه "[27].

 

[1] المناقب الفصل السابع ص 38 ، ورواه العاصمي في زين الفتى 301 ، والشنقيطي ص 58 قال : أخرجه أحمد .

[2] المصدر ص 39 .

[3] سورة البقرة : 233 .

[4] سورة الأحقاف : 15 .

[5] المناقب ص 50 ، ورواه المتقي في كنز العمال كتاب الحدود ج 5 ص 457 وكتاب الدعوة ، لحاق الولد ج 6 ص 205 ، والعاصمي في زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ص 320 مخطوط ، وسبط ابن الجوزي في ذكره الخواص ص 148 .

[6] المصدر ص 51 .

[7] سورة المائدة : 90 .

[8] سورة المائدة : 92 .

[9] سورة المائدة : 93 .

[10] المناقب الفصل السابع ص 53 ، ورواه العاصمي في زين الفتى ص 333 .

[11] المناقب الفصل السابع ص 54 ، ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 48 .

[12] المصدر .

[13] كفاية الطالب ص 57 ، ورواه الحضرمي في وسيلة المآل ص 246 .

[14] المصدر ، ورواه البيهقي في السنن الكبرى ج 8 ص 236 والحضرمي في وسيلة المآل ص 245 والوصابي في أسنى المطالب الباب التاسع ص 56 رقم 44 .

[15] كفاية الطالب ص 59 .

[16] السنن الكبرى ج 7 ص 442 .

[17] السنن الكبرى ج 6 ص 247 ، ورواه الدارمي في سننه مع فرق يسير في ج 2 ص 354 .

[18] شرح نهج البلاغة ج 1 ص 58 طبعة مصر .

[19] سورة المائدة : 33 .

[20] كنز العمال ، كتاب الحدود ، ج 5 319 طبعة حيدر آباد .

[21] المصدر ج 5 ص 328 .

[22] الكافي ج 7 ص 425 - 427 .

[23] كنز العمال ، كتاب الحدود من قسم الافعال ج 5 ص 56 طبعة حيدر آباد .

[24] منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 2 ص 231 .

[25] الموّطأ ، ص 607 رقم 1531 .

[26] سورة القيامة : 36 .

[27] معارج العلى في مناقب المرتضى ص 52 مخطوط .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.