المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



حقيقة تأريخية يسعى بعضهم إِلى طمس معالمها  
  
1467   04:41 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تفسير الامثل
الجزء والصفحة : ج5 ، ص 142-145.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / سيرة النبي والائمة / سيرة الامام علي ـ عليه السلام /

من المتفق عليه بين جميع المؤرخين والمفسّرين تقريباً أنّه لما نزلت الآيات الأُولى من سورة براءة ، وأُلْغَيَت العهود التي كانت بين المشركين والمسلمين ، أمر النّبي أبابكر أن يبلغ هذه الآيات في موسم الحج ، ثمّ أخذها منه وأعطاها علياً (عليه السلام)ليقوم بتبليغها ، فقرأها علي على الناس في موسم الحج. وبالرغم من اختلاف الرّوايات في جزئيات هذه القصة وجوانبها المتفرقة ، إلاّ أن ذكر النقاط التالية يمكن أن يجلو لنا حقيقة ناصعة :

1 ـ يروي أحمد بن حنبل ـ إمام أهل السنة المعروف ـ في مسنده عن ابن عباس ، أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسل فلاناً «المقصود بفلان هو أبو بكر كما سيتّضح ذلك بعدئذ» وأعطاه سورة التوبة ليبلغها الناس في موسم الحج ، ثمّ أرسل عليّاً خلفه وأخذها منه وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) «لا يذهب بها إلاّ رجل منّي وأنا منه» (1).

2 ـ كما جاء في المسند ذاته عن أنس بن مالك ، أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسل سورة براءة مع أبي بكر ليبلغها ، فلمّا وصل أبو بكر إلى ذي الحليفة ـ ويدعى بمسجد الشجرة أيضاً ـ وهو وعلى بُعد مسافة فرسخ عن المدينة تقريباً ، قال النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا يبلغها إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي» فبعث بها مع علي (عليه السلام) (2).

3 ـ وورد أيضاً في المسند نفسه ـ بإسناد آخر ـ عن أميرالمؤمنين علي (عليه السلام)أنّه لما بعثه النّبي ومعه براءة قال : يا رسول الله لست خطيباً ، فقال النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا محيص عن ذلك ، فإمّا أن أذهب بها أو تذهب بها ، فقال علي : إذا كان ولابدّ فأنا أذهب بها. فقال له النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنطلق بها فإنّ الله يثبت لسانك ويهدي قلبك» (3).

4 ـ وينقل النسائي ـ أحد كبار علماء السنة ـ في خصائصه ، عن زيد بن سبيع ،

عن علي (عليه السلام) ، أن النّبي أرسل أبا بكر بسورة براءة إِلى أهل مكّة ، ثمّ بعث عليّاً خلفه ليأخذ الكتاب منه «يعني السورة» فلحقه في الطريق وأخذ الكتاب منه ، فعاد أبو بكر حزيناً أسيفاً ، وقال : يا رسول الله أنزل فيّ شيء؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا ، إلاّ أنّي أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي» (4).

5 ـ وفي سند آخر أيضاً ، عن عبدالله بن أرقم ، أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث أبا بكر بسورة براءة ، فلمّا سار وبلغ بعض الطريق بعث النّبي علياً فلحقه وأخذ منه السورة ، فذهب بها علي إِلى مكّة ، فرجع أبو بكر إِلى النّبي متأثراً فقال النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي» (5).

6 ـ وأورد ابن كثير ـ المفسّر المعروف ـ عن أحمد بن حنبل ، عن حَنَش ، عن أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ، أنّه عندما نزلت عشر آيات من سورة براءة على النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)دعا أبا بكر وأعطاه إيّاها ليبلغها أهل مكّة ، ثمّ بعث خلفي وأمرني بالذهاب خلفه وأخذ الكتاب منه ، فعاد أبو بكر إِلى النّبي وقال : أنزل فيّ شيء؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا ، ولكنّ جبرئيل جاءني وقال : لن يؤدي عنك إلاّ أنت أو رجل منك» (6).

7 ـ ونقل ابن كثير هذا المضمون عينه عن زيد بن سبيع (7).

8 ـ كما أنّه روى هذا الحديث عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (محمّد الباقر (عليه السلام)) في تفسيره (8).

فدعا علياً فأعطاه إيّاها (9).

10 ـ وروى محب الدين الطبري ، في كتابه ذخائر العقبى ، عن أبو سعيد أو أبي هريرة ، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر أبا بكر أن يتولى أمر الحج ، فلمّا مضى وبلغ ضجنان سمع أبو بكر صوت بعير علي فعرفه ، فجاء إِلى علي وقال : فيم جئت؟ فقال (عليه السلام) : أرسل النّبي معي سورة براءة. فلمّا رجع أبو بكر إِلى النّبي وأظهر تأثره من تغيير «الرسالة» قال له النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا يبلغ عنّي غيري أو رجل مني» يعني علياً (10).

وقد صرحت روايات أُخرى أنّ النّبي أعطى ناقته علياً ليركبها ويأتي بها أهل مكّة فيبلغهم ، فلمّا وصل منتصف الطريق سمع أبوبكر صوت ناقة رسول الله فعرفها.

وهذا النص ـ مع ما ورد آنفاً ـ يدل على أنّ الناقة كانت ناقة النّبي وقد أعطاها عليّاً ، لأهمية ما أُمر به.

وقد روى هذا الحديث كثير من كتب أهل السنة مسنداً تارةً ، ومرسلا تارةً أُخرى ، وهو من الأحاديث المتفق عليها ، ولا يطعن فيه أبداً.

وطبقاً لبعض الرّوايات الواردة عن أهل السنة أنّ أبا بكر لما صُرف عن إبلاغ سورة براءة ، جعل أميراً على الحاج بمكّة.

توضيح وتحقيق :

هذا الحديث يثبت ـ بجلاء ـ فضيلة للإِمام علي (عليه السلام) ، إلاّ أنّنا ـ ويا للأسف ـ نجد مثل هذه الأحاديث لا ينظر إليها بعين الإِنصاف والحق ، إذ يسعى بعضهم إِلى محوها ونسيانها كليّاً ، أو إلى التقليل من أهميتها وقيمتها بأساليب شتى ملتوية :  

ـ فمثلا يتناول صاحب تفسير المنار تارةً ـ من الحديث آنف الذكر ـ المقطع الذي يتعلق بجعل أبي بكر أميراً على الحاج ، ويختار الصمت والسكوت في بقية الحديث الذي يدور حول أخذ سورة من أبي بكر ليبلغها علي عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد قال فيه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا يبلغها إلاّ أنا أو رجل منّي» يعني عليّاً (عليه السلام).

مع أنّ سكوت قسم من الأحاديث عن هذا الموضوع لا يكون دليلا على أن نهمل جميع تلك الأحاديث الواردة في شأن علي (عليه السلام) ولا نأخذها بنظر الإِعتبار!!

فأُسلوب التحقيق يقتضي تسليط الضوء على الأحاديث الواردة في هذا الشأن كافة ، حتى ولو كانت على خلاف ما يجنح إليه الكاتب وتميل نفسه ، وأن لا يصدر عليها حكماً مسبقاً.

2 ـ ويقوم بعض المفسّرين تارةً بتضعيف سند الحديث ، كما في بعض الأحاديث الواردة عن حنش والسمّاك «كما فعله المفسّر آنف الذكر».

مع أّن هذا الحديث ليس له طريق واحد أو طريقان ، بل له طرق شتي في كتبهم المعتبرة.

3 ـ ومن العجيب الغريب أن يوجهوا مثل الحديث آنف الذكر توجيهاً مثيراً ، فيقولون : إنّما أعطى النّبي سورة براءة عليّاً ، لأنّ العرب اعتادت عند إلغاء المواثيق أو العهود أن يمضي الشخص بنفسه أو يرسل أحداً من أهله.

مع أنّه ورد التصريح عن النّبي :

أوّلا : من طرق متعددة ، أنّ جبرئيل أمره بأن يبلغ علي سورة براءة أو هكذا أُمرت!...

ثانياً : إنّنا نقرأ في بعض الأحاديث الواردة عن طرقهم أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي (عليه السلام) : ينبغي أن تبلغ سورة براءة ، وإن لم تفعل فينبغي أن أبلغها أنا (مؤدي الحديث).

تُرى ألم يكن العباس عمّ النّبي أو أحد من أقارب النّبي موجوداً يومئذ بين المسلمين ! حتى يقول النّبي لعلي : إن لم تذهب فينبغي أن أذهب ، لأنّه لا يبلغها عني إلاّ أنا أو رجل منّي؟!

ثالثاً : لم يذكروا دليلا لأصل هذا الموضوع ، وهو أنّه كان من عادة العرب (كذا وكذا) وأكبر الظن أنّهم وجّهوا الحديث آنف الذكر وفق ميولهم ونزعاتهم!...

رابعاً : جاء في بعض الرّوايات المعتبرة أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : «لا يذهب بها إلاّ رجل منّي وأنا منه» أو ما شابه ذلك.

وهذا التعبير يدل على أنّ النّبي كان يعدّ عليّاً كنفسه ، ويعد نفسه كعلي أيضاً. وهذا المضمون تناولته آية المباهلة.

ونستنتج ممّا ذكرناه آنفاً أنّنا لو تركنا التعصب الأعمى والأحكام المسبقة جانباً ، وَجدنا النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بفعله هذا أبان أفضلية علي (عليه السلام) على جميع الصحابة (إنّه هذا إلاّ بلاغ).

__________________________
1ـ مسند أحمد بن حنبل ، ج 1 ، ص 331 ، ط مصر.!

2 ـ مسند أحمد بن حنبل ، ج 3 ، ص 212.

3 ـ مسند أحمد بن حنبل ، ج 1 ، ص 150.

4ـ الخصائص ... للنسائي ، ص 28.

5 ـ المصدر السّابق.

6 ـ تفسير ابن كثير ، ج 2 ، ص 322.

7 ـ المصدر السابق.

8 ـ المصدر السابق.

9ـ جامع الأصول ، ج 9 ، ص 475.

10 ـ ذخائر العقبى ، ص 69.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .