المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Homophones and homonyms
15-2-2022
المغارسة
27-9-2016
التعقيبات العامّة / تسبيح لدفع ألف بلية في الدنيا.
2023-06-24
Using Lewis Electron Structures to Explain Stoichiometry
9-7-2020
التحذير من التكاثر ـ بحث روائي
1-4-2021
فريق عمل الإخراج التليفزيوني- منسق المناظر
14/9/2022


التربية العائلية  
  
985   08:40 صباحاً   التاريخ: 2024-01-22
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 200 ــ 202
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

ان الأب والام قبل غيرهما مسؤولان عن تربية ابنائهما وان بناء كل انماط التربية المستقبلية تقوم اسسه بأيديهما ... فإن الطفل الذي لا يسمع فعلاً والذي يمتلك ذهناً منفعلا جاهزاً لتقبل أي نوع من التعليم يستمد مثله ونماذجه من كبار العائلة ويكتسب اخلاقيته منهم.

فهل انت يا أبي وانتِ يا أمي في تلك المرحلة الحساسة مرحلة ضعفي وجهلي كنتما تقومان بوظائفكما؟ وهل كنتما تسلكان سلوكاً إسلامياً ودينياً مع افراد العائلة؟ وهل كنتما تجتنبان الكذب والنفاق والخيانة والفجور والكلام النابي؟ وهل كنتما تقومان بالسلوك الاسلامي الحسن وتعتادان عليه؟ وهل كنتما تعملان بما تقولان لكي يؤيد العمل القول! أو انكما كنتما تعملان خلاف ما تقولان فتعود اقوالكما صوراً مرسومة على صفحة الماء؟

الحرية أو العنف

يتصور البعض من الآباء والامهات انه يجب ان يعطى الطفل كل الحرية ليفعل ما يريد وإن لم يكن فعله لائقاً، ويذهب إلى أي مكان يشاء، واي مجلس كان وإن كان ذلك المكان بؤرة فساد وانحراف، وهذا النمط من التربية مغلوط ويوجب الانحراف والميوعة والتحلل لدى الطفل. ولأنه لم يجد مطلقاً مقاومة مقابل تحقيق ما يشتهيه من أمور حسنة أو قبيحة فهو ينمو انساناً سريع الغضب متطلباً للراحة والكسل وهذا هو ما يبعثه لعدم النمو الفكري والنضج الروحي.

هذا في حين يبني البعض على انه يجب في اسلوب التربية أن يكون الإنسان عنيفاً بكل ما يستطيع، فهناك ضرب موجع لكل خطأ من الطفل، وكل نوع من أنواع الارشاد والتوجيه يجب ان يصاحبه ثورة عصبية وصياح والفاظ نابية تماماً كما يقف الإنسان أمام المحقق العدلي الظالم ليعترف بجريمة منكرة. كما يعتقدون بأن النظرات التي تتطلب خير الطفل يجب ان يصحبها صراخ وعنف وكأن الاب قائد عسكري ذو رتبة عالية يصدر امره في جبهة القتال إلى جنوده...  

إن نتيجة هذا الاسلوب ليس إلا تحطيم شخصية الطفل والمنع من تفتق براعم استعداداته وخلق عقدة حقارة في روح الطفل وايجاد نوع من الكمبلكس في روحه، أي العقد.

وترى هل كنتما تعلمان بأن هذا الافراط والتفريط في تربية الأولاد لم يكن امراً مقبولاً؟ وهل كنتما تعلمان أن اسلوب الإسلام يخالف المنهجين؟ وهل علمتما أن الإسلام يقول: انه يجب اعطاء الطفل في بعض الامور الحرية وتختص الشدة ببعض الامور الاخرى المعينة.

أبي! امي! ان كنتما قد اطلعتما على المسائل الاخلاقية والتربوية في الإسلام واهتممتما بها وعملتما بموجبها كنتما تستطيعان تقوية الاسس العقائدية والاخلاقية لأولادكما وكنتما تستطيعان بعد تأطير الجو العائلي بالمحبة والمساواة والتألف، أن تبذرا في قلوب الاطفال المحبة والعاطفة والفضائل الأخلاقية وتربيانهم مسلمين حقاً.

وهل سمعتما نداء النبي (صلى الله عليه وآله) حيث يقول: (أعدلوا بين اولادكم كما تحبون ان يعدلوا بينكم في البر واللطف) (1).

كان من اللازم عليكما ان ترفضا العنف الذي لا ملزم له والتفرقة التي لا مبرر لها بين الاولاد لئلا ينشأوا عصاة مردة، يقول (صلى الله عليه وآله): (رحم الله من أعان ولده على بره، قال الراوي قلت كيف يعينه على برّه؟ قال يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به) (2).

ويقول ايضاً: (أن يعفو عن سيئته ويدعو له فيما بينه وبين الله) (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 104، ص 92.

2ـ وسائل الشيعة، ج 15، ص 199.

3ـ بحار الأنوار، ج 104، ص 98. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.