المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



لزوم حفظ الأخلاق المعتدلة.  
  
1032   10:47 صباحاً   التاريخ: 2024-01-14
المؤلف : محمد حسن بن معصوم القزويني.
الكتاب أو المصدر : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء.
الجزء والصفحة : ص 73 ـ 76.
القسم : الاخلاق و الادعية / إضاءات أخلاقية /

كما أنّ المزاج المعتدل يجب حفظ اعتداله باستعمال ما يلائمه من الأغذية المعتدلة، والاحتراز عمّا ينافيه، فكذا ينبغي لصاحب الأخلاق المعتدلة حفظ اعتدالها باستعمال ملائماتها ومقتضياتها والتجنّب التامّ عن منافياتها، فإنّ الخير والشرّ متعاندان، ولكلّ منهما جنود وأعوان، فمن وفّق لتحصيل الأوّل فعمدة ما يوجب حفظه تقويته بما يلائمه ويقتضي بقاءه، والاحتراز عمّا يوجب زواله وفناءه بالمواظبة على مصاحبة من يماثله في اقتناء فضائل العلم والعمل، أو من هو أعلى منه في ذلك وأكمل، والتأسّي به في أخلاقه وآرائه والاقتداء به في سلوكه مع خالقه وشركائه، والاجتناب عن مجالسة من يصرف عمره في اقتناء الشهوات الحسيّة ونيل اللذّات البهيميّة من أولي النفوس الخسيسة وذوي الأخلاق الخبيثة والاحتراز عن مخالطتهم ومجالستهم ومودّتهم ومصادقتهم واستماع محاوراتهم ومشاهدة سكناتهم وحركاتهم، فإنّ سهام مكائد الشياطين الإنسيّة وصنوف حيلهم ومخائلهم في تحسين القبائح المحاسن أسرع وأنفذ في النفس من سائر آلات الشرّ، وتسلّطهم على قهر العاقلة أقوى من تسلّط الشياطين الاخر.. عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي

مع أنّ الصحبة مؤثّرة بذاتها، وكلّ شيء يميل إلى ما يلائمه ويشتاق إلى ما يجانسه.

وقد عرفت أنّ أعوان الشر أكثر، ودواعيه أوفر، وجنوده أغلب، وكسر صولته ودفع شوكته أصعب، مع أنّ الطبيعة به أوفق فهو بصرف الهمّة نحو قمع بنيانه وإزالة سلطانه ولو بمعين خارجي أليق، ولا كذلك الخير؛ لقلّة جنوده وأعوانه وصعوبة مسلكه ومخالفته لمقتضى الطبيعة، فهو بالتقوية والاستمداد بممدّ خارجي أحرى وأحقّ، ولذا حُفّت الجنّة بالمكاره والنار بالشهوات.

ثم إنّ إبقاء أحد الضدّين كما يمكن بتقويته والسعي في الاتيان بملائماته والاحتراز عن مناقضاته، فكذا يمكن بالسعي في إفناء ضدّه وكسر صولته وإزالة شوكته بالرياضة والمجاهدة، فإنّه كما يوجب تقوّي أحد المتعاندين ضعف الآخر، فكذا السعي في قلع الآخر وقمعه يوجب تقوّيه المستلزم لبقائه بلا مزاحم يعوقه عن عمله وتدبيره المفوّض إليه، وهو إنّما يتحقّق بإعمال القوى والآلات في آثار فضائل الملكات من شرائف الأعمال ومحاسن الأفعال وعدم إهمالها حتّى تستريح وتكسل فيما هو مفوّض إليها من الأشغال.

ومبالغة القوم في سلوك هذا الطريق أكثر واهتمامهم فيه أشدّ وأوفر، فإنّ إهمال القوّة النظريّة عن النظر في الحقائق العلميّة يؤدي إلى البله والبلادة وانقطاع موادّ عالم القدس عنه، وتعطيل القوّة العملية عن الأعمال الفاضلة يوجب ألف النفس بالكسل والبطالة وانسلاخه عن الصورة الانسانيّة والرجوع إلى المرتبة البهيميّة، وهو الانتكاس الحقيقي، وإعمالهما يوجب تصقيلاً لمرآة قلبه على سبيل الاستمرار، فيترقّى يوماً فيوماً بقبولها للصور العالية وتمكّنها من تحصيل المجهولات النظريّة وتذكار معلوماتها الفعليّة على سبيل القدرة والاختيار، ويبعد عن آفة النسيان ويتشرّف بشرف المشاهدة والعيان.

ومن كثرة الأعمال الصالحة الموجبة لاستحكام الملكات الفاضلة وشدّة ارتباطه ولعلاقته بها يبعد عن آفة النقص والزوال والتبدّل بما يضادّه من الأعمال، لكن يجب أن تكون أعماله المذكورة طرّاً منوطة بالفكر والنظر الدقيق، ملحوظة بعين التحقيق حتّى لا يغفل عمّا هو بصدده من ارتكاب الفضائل واجتناب الرذائل، فلو غفل وصدر عنها ما يخالفه أدّبها بارتكاب ضدّه بعد لومه وتوبيخه، فلو أكل ما يضرّه أدّب نفسه بالصوم، أو غضب في غير محله أدّبها بإيقاعها في مثله مع الصبر، أو ارتكاب ما يشقّ عليها من الصدقة والنذر، أو عرّضها لإهانة السفهاء كسراً لجاهها، ولا بدّ له من الاحتراز عمّا يهيّج الغضب والشهوة رؤية وسماعاً وتخيلّاً، ولو حرّكتهما الطّبيعة اكتفى في تسكينهما يقدر الضرورة أو الرخصة.

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.