أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2016
3425
التاريخ: 2023-12-18
1132
التاريخ: 8-11-2016
6451
التاريخ: 2024-01-14
1040
|
قامت دولة الغساسنة للروم مقام دولة المناذرة للفرس، بمعنى أنها كانت دولة حاجزة، اتخذ منها الروم مِجَنًّا يقيهم شر هجمات البدو عليهم من أطراف الصحراء من جهة، وليثيروهم ضد الفرس ويستعينوا بهم عليهم من جهة أخرى، وتاريخ هذه الدولة غامض، ولا تتفق المراجع العربية مع المراجع اليونانية إلا في النزر اليسير، والمؤرخون العرب أنفسهم يختلفون في عدد الملوك وأسمائهم وسني حكمهم، فهم عند حمزة الأصفهاني 32 ملكًا، وعند ابن قتيبة 11، وعند الجرجاني 9، وعند المسعودي 10، ويرى الأستاذ نلدكه — وهو حجة في تاريخ الغساسنة — أن عدد الملوك لا يتجاوز عشرة حكموا مدة لا تتجاوز قرنًا وبعض قرن، بينا يحدد حمزة الأصفهاني لهم ستة قرون، وتقصي هذه الروايات ليس فيه كبير غناء ما دامت لا توجد آثار تتكلم، والغسانيون عند مؤرخي العرب من عرب الجنوب كالمناذرة، ولكن العلماء المحدثين لا يزالون يشكون في هذا، ويرجحون أنهم من عرب الشمال ... ولا نستطيع أن نحدد بدء قيام هذه الدولة بالضبط بسبب الخلافات التي أشرنا إليها، وأقصى ما يمكن أن نستخلصه من المراجع العربية أنه في الوقت الذي هاجرت فيه بعض القبائل إلى العراق، سارت فيه قبائل من قضاعة إلى الشام، فنزلوا في الإقليم المعروف الآن باسم «شرق الأردن» وكانت تسكنه قبائل تُعرف بالضجاعمة، فساكنوهم مدة، ثم لم تلبث أن هاجرت قبائل أصلها من أزد اليمن، أقامت مدة في تهامة في ماء يسمى غسان، فعُرفوا بأزد غسان. وقبل أزد غسان أن يدفعوا الإتاوة لقيصر الروم، يجبيها منهم الضجاعمة، الذين كانوا عمالًا لقيصر على الشام، ولكن — بعد قليل — قامت حرب بين الضجاعمة والغسانيين، بسبب الخلاف على الإتاوة، وانضم الروم إلى الضجاعمة، ولكن الغسانيين صمدوا، فلما رأى ملك الروم صبرهم، وأنهم أقوى من الضجاعمة، آثرهم عليهم وجعلهم عمالًا، وبذلك صارت لهم رئاسة العرب في هذه المنطقة، وتعهد الروم بأن يمدوا الغسانيين بأربعين ألف جندي من جند الروم، وتعهدت غسان بأن تمد الروم بعشرين ألف مقاتل إذا اعتدى الفرس على الروم، والظاهر أن الغسانيين — قبل أن يتصلوا بالروم — كانت لهم ملوك، ولكنا لا نعرف من أخبارهم شيئًا. وتكاد تُجمع الروايات التاريخية، وما ورد في كتب الأدب على أن جفنة هو جد أسرة الغساسنة، وكان ملكهم يشمل المنطقة الواقعة إلى الشرق من نهري العاصي والشريعة «الأرنت والأردن»، ومن أطراف العراق بالشمال إلى خليج العقبة في الجنوب. وسنكتفي بالكلام على ثلاثة من ملوكهم، هم الحارث بن جبلة، والمنذر بن الحارث، وجبلة بن الأيهم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|