أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-28
1055
التاريخ: ص449-450
2755
التاريخ: 9-11-2016
1443
التاريخ: 2023-06-17
1467
|
خلف أباه على العرش الذي تركه، وسد الفراغ الذي خلفه أبوه، وتنحصر أهميته التاريخية في أنه تدخل في شئون فارس، فنصر بهرام جور في النزاع الذي قام بينه وبين الكهنة عند توليته العرش، كما أنه أعان بهرام جور في حربه مع الروم، التي قامت بسبب اضطهاده للنصارى.
المنذر الثاني 505–554م
ويعرف باسم المنذر ابن ماء السماء؛ وماء السماء كان لقبًا لأمه مارية أو ماوية، وقد عاصر قباذ وابنه أنو شروان من ملوك الفرس، وعاصر جستنيان من الروم، والحارث بن أبي شمر الغساني، والحارث بن عمرو الكندي، وسيتناول الكلام عليه المسائل الآتية:
(1) منافسة كندة.
(2) مزدك.
(3) حربه مع الحارث بن جبلة الغساني.
(4) حربه مع الروم.
(5) يوم البؤس ويوم النعيم.
(1) كان حكم المنذر زاهرا، ولكن اعترضته سحابات من الاضطراب بسبب امتداد نفوذ كندة «وسنفرد للكلام عليها الفصل التاسع» وتقرب الحارث ملكها من قباذ منافسة للمناذرة، وساعده على ذلك أن المنذر رفض اعتناق مذهب مزدك فكانت النتيجة أن الحارث اعتنقه بعد رفض المنذر ذلك، ثم غزا الحارث بمساعدة قباذ الحيرة وطرد المنذر منها.
(2) أما مزدك هذا فهو رجل فارسي ظهر في عهد قباذ، وكان صاحب مبدأ شيوعي خطير، خلاصته كما ورد في الجزء الثاني من الشاهنامة صحيفة 119 «أن الذي يمنع الناس من سلوك طريق السداد منحصر في خمسة أشياء لا غير، وهي الغيرة والحقد والغضب والحرص والفقر، وإذا قمعت هذه الأخلاق الشيطانية استقام طريق الحق، ومنشؤها كلها من شيئين: المال والنساء، فينبغي أن يُجعلا على الإباحة بين الخلق أجمعين حتى تأمن الآفات الخمس.» فاستهوى هذا المبدأ العامة وتبعه خلق كثير، وازداد قوة وانتشارًا لما أتبعه قباذ، ولكن كسرى أنوشروان لأسباب خاصة لا محل لذكرها تمكن — وهو لا يزال وليًّا للعهد — من قتل مزدك ومن تبعه، ولما آل إليه الملك بعد أبيه قباذ تعقب المزدكية في كل مكان، حتى طهر منهم بلاد فارس، وكان من نتيجة القضاء على المزدكية أن طرد الحارث الكندي من الحيرة وأعيد المنذر إلى الحكم.
(3) ولقد قامت حرب بين المنذر والروم — بتحريض من كسرى — تمكن فيها المنذر من اجتياح بلاد الشام، حتى وصل إلى أنطاكية، ورأى جستنيان نفسه مضطرًّا إلى اللجوء إلى الحارث بن جبلة الغساني لصد تيار المنذر.
(4) وهنا بدأت سلسلة حروب بين المنذر والحارث، فكان كل منهما يعتدي على أرض الآخر، وكان النزاع في الغالب يقوم على الأرض المسماة استراتا Strata «وهي الممتدة على جانبي الطريق الحربية من دمشق إلى ما بعد تدمر»؛ إذ كان كل من الفريقين يدعي السلطة على القبائل العربية النازلة بها، وكان النزاع لا يلبث أن يسوى حتى يقوم مرة أخرى — بلا شك — بتحريض من قيصر الروم، وفي إحدى هذه الحروب أسر المنذر ابنًا للحارث ثم ذبحه في الحال تقربًا إلى الإلهة العزى، كما يقال إنه في حرب أخرى تقرب بأربعمائة مسيحي إلى نفس الإلهة. ثم انتهت هذه الحروب بمعركة قامت في مقاطعة قنسرين، هي المعروفة باسم يوم حليمة، وهي التي تمكن فيها الحارث — بحيلة من حيله — من القضاء على خصمه المنذر، ويوم حليمة هذا هو الذي يضرب به المثل، فيقال: «وما يوم حليمة بسر»، وحليمة هي ابنة الحارث التي قيل إنها عطرت بيدها قبل المعركة مائة بطل من الغساسنة.
(5) ونختم الكلام عن المنذر بحكاية مشهورة في كتب الأدب، ولكنا لا نعلم مدى صحتها من الناحية التاريخية ونقصد بها قصة الغريين ويوم البؤس ويوم النعيم ونحن نلخصها فيما يلي: كان للمنذر نديمان، أحدهما يسمى خالد بن المضلل، والآخر عمر بن مسعود، فحدث — وهم على الشراب — أن أغضباه، فأمر بهما فدُفنا حيين، وفي صبيحة اليوم التالي افتقدهما، وتذكر الخبر فندم أشد الندم، وأمر ببناء صومعتين عليهما، وجعل لهما يوم نعيم ويوم بؤس، فكان لا يطلع عليه في يوم بؤسه أحد إلا أمر بذبحه، وبأن يطلي بدمه الغريان، أما أول من يطلع عليه في يوم نعيمه فإنه يعطيه مائة من الإبل، ولقد ذهب ضحية يوم البؤس كثير من الناس من بينهم عبيد بن الأبرص الشاعر، وذات يوم طلع عليه في يوم بؤسه حنظلة الطائي، وكان له على المنذر فضل، لم ينفع هذا الفضل حنظلة إلا في إرجاء التنفيذ إلى عام بضمانة واحد من حاشية المنذر يُسمى شريك بن عمرو، ولما حان الموعد ولم يظهر حنظلة كان المنذر على وشك أن يقتل كفيله شريكًا، ولكن ظهر فجأة شبح من بُعْد، فلما وصل عرف أنه حنظلة، فأُعجب المنذر بوفاء حنظلة وتضحية شريك، فقال: لا أكون ألأم الثلاثة، وأغدق عليهما، وأبطل من يومه هذه العادة السيئة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بالفيديو: لتعريفهم بالاجراءات الخاصة بتحقيق وترميم المخطوطات.. مركز الإمام الحسين (ع) يستقبل مجموعة من طلبة الدراسات العليا في جامعة بابل
|
|
|