المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



[علي (عليه السلام) باب مدينة العلم]  
  
5455   10:10 صباحاً   التاريخ: 20-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص38-40
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

في الاستيعاب  روي عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه .

وفي أسد الغابة بسنده عن ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه واله) انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه .

وروى أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء بسنده عن علي بن أبي طالب قال رسول الله (صلى الله عليه واله) انا دار الحكمة وعلي بابها ثم قال رواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي نحوه ومجاهد عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه واله) مثله .

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه واله) انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب قال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وأبو الصلت ثقة مأمون (اه) ثم روى عن الدوري أنه قال سالت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال ثقة فقلت أ ليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش انا مدينة العلم قال قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون .

ثم روى عن صالح بن محمد بن حبيب الحافظ انه سئل عن أبي الصلت الهروي فقال دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت فلما خرج قلت له ما تقول في أبي الصلت قال هو صدوق قلت إنه يروي حديث انا مدينة العلم وعلي بابها قال قد روى ذاك الفيدي كما رواه أبو الصلت ثم ذكر رواية الفيدي عن أبي معاوية عن الأعمش .

عن مجاهد عن ابن العباس قال رسول الله (صلى الله عليه واله) انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب قال الحسين بن فهم حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية قال الحاكم ليعلم المستفيد لهذا العلم ان الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ ثم قال ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري باسناد صحيح وذكر السند إلى جابر بن عبد الله سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب .

وذكر الذهبي في تلخيص المستدرك قدحا في هذا الحديث ذكرناه مع جوابه في ترجمة أبي الصلت الهروي عبد السلام بن صالح .

و لم يقل أحد سلوني قبل ان تفقدوني غيره ففي الاستيعاب بسنده عن سعيد بن المسيب ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي بن أبي طالب .

وروى أبو جعفر الإسكافي في كتاب نقض العثمانية بسنده عن ابن شبرمة أنه قال ليس لأحد من الناس أن يقول على المنبر سلوني إلا علي بن أبي طالب حكاه ابن أبي الحديد في شرح النهج . وفي الاستيعاب روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية وانا اعلم أ بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل وفي الإصابة بسنده عن أبي الطفيل كان علي يقول سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أ نزلت بليل أو نهار .

قال السيوطي في الاتقان واما علي فقد روي عنه الكثير وقد روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وانا أعلم أ بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل (اه) ؛ وهذا الكلام قاله من جملة خطبة خطبها لما بويع بالخلافة فقام إليه رجل يقال له ذعلب وكان ذرب اللسان بليغا في الخطب شجاع القلب فقال لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه فقال يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك فقال ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره فقال كيف رأيته صفه لنا قال ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان ويلك يا ذعلب ان ربي لا يوصف بالبعد ولا بالقرب ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بقيام قيام انتصاب ولا بجيئة وذهاب لطيف اللطافة لا يوصف باللطف عظيم العظمة لا يوصف بالعظم كبير الكبر لا يوصف بالكبر جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة مؤمن لا بعبادة مدرك لا بمحسة قائل لا بلفظ هو في الأشياء على غير ممازجة خارج عنها على غير مباينة فوق كل شئ ولا يقال له فوق امام كل شئ ولا يقال له امام داخل في الأشياء لا كشيء في شئ داخل خارج منها لا كشيء من شئ خارج فخر ذعلب مغشيا عليه ثم قال تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لا عدت إلى مثلها ابدا .

وفي نهج البلاغة : ومن كلام له (عليه السلام) وقد سأله ذعلب اليماني فقال هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين فقال أ فاعبد ما لا أرى فقال وكيف تراه قال لا تدركه العيون بمساعدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان قريب من الأشياء غير ملامس بعيد منها غير مباين متكلم بلا روية مريد لا بهمة صانع لا بجارحة لطيف لا يوصف بالخفاء كبير لا يوصف بالجفاء بصير لا يوصف بالحاسة رحيم لا يوصف بالرقة تعنو الوجوه لعظمته وتجب القلوب من مخافته (اه) قال ابن أبي الحديد قوله أ فاعبد ما لا أرى مقام رفيع جدا لا يصلح ان يقوله غيره (عليه السلام) (اه) وفي تتمة الخبر السالف ؛ ثم قال (عليه السلام) سلوني قبل ان تفقدوني فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين دلني على عمل إذا انا عملته نجاني الله من النار فقال له اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن قامت الدنيا بثلاثة بعالم ناطق مستعمل لعلمه وبغني لا يبخل بماله عن أهل دين الله عز وجل وبفقير صابر فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور أيها السائل إنما الناس ثلاثة زاهد وراغب وصابر فاما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا ولا يحزن على شئ منها فاته واما الصابر فيتمناها بقلبه فان أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.