المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الاثار الأرسطية في الدلالة عند نقاد العرب
16-8-2017
جميع الاحاديث
30-4-2020
عرض تاريخي لدراسة الاصوات
23-11-2018
Double bonds
7-7-2016
أهميـة دراسـة السلـوك التـنظيـمي لدى الافراد والمؤسـسات
1/11/2022
الأنواع الرئيسية للبحوث التسويقية
16-9-2016


سرية علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى طيء  
  
6576   10:14 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص145-147
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كانت في ربيع الآخر كما في طبقات ابن سعد أو الأول كما في سيرة دحلان سنة تسع من الهجرة ؛ وبلاد طئ هي بلاد نجد وفيها جبلا طئ المعروفان أجا وسلمى. في طبقات ابن سعد : سرية علي بن أبي طالب إلى الفلس صنم طئ ليهدمه ؛ قالوا بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب في خمسين ومائة رجل من الأنصار على مائة بعير وخمسين فرسا ومعه راية سوداء ولواء أبيض إلى الفلس يهدمه فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر فهدموا الفلس وخربوه وملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء وفي السبي أخت عدي بن حاتم وهرب عدي إلى الشام ووجد في خزانة الفلس ثلاثة أسياف رسوب والمخذم واليماني وثلاثة ادراع فلما نزلوا ركك اقتسموا الغنائم وعزل للنبي (صلى الله عليه واله) صفيا رسوب والمخذم ثم صار له بعد السيف الآخر وعزل الخمس وعزل آل حاتم فلم يقسموا حتى قدم بهم المدينة (اه) ؛ وقال دحلان : في رواية كانوا مع علي مائتي رجل ؛ ويمكن كون تمام المائتين من غير الأنصار والراوي إنما ذكر الذين من الأنصار خاصة أو أنه جعلهم مائة وخمسين باعتبار أنه كان معهم مائة بعير وخمسون فرسا فظن أنهم كانوا بذلك العدد ولكنهم كانوا يعتقبون الإبل فكان الركب زائدا عن الركاب والله أعلم قال فأغار على احياء من العرب وشن الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر وحرق الصنم بعد هدمه وغنم سبيا ونعما وشاء وفضة وقدم بذلك المدينة وفي السيرة الحلبية وجد ثلاثة أسياف معروفة عند العرب وذكرها .

والفلس بضم الفاء وسكون اللام كما في السيرة الحلبية ولكن في القاموس الفلس بالكسر صنم لطئ ؛ وفي تاج العروس عن ابن دريد الفلس بالكسر صنم لطئ في الجاهلية فبعث النبي (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب فهدمه وأخذ السيفين اللذين كان الحارث بن أبي شمر أهداهما إليه وهما مخذم ورسوب (اه) والحارث هذا كان غسانيا من نصارى الشام وكانت طئ على النصرانية فلذلك اهدى السيفين إلى صنمهم ولذلك هرب عدي  إليهم لأنهم على دينه ثم أن ظاهر الطبقات أن الفلس اسم الصنم وهو صريح القاموس والسيرة الحلبية ؛ وفي سيرة دحلان أن الفلس اسم الموضع الذي فيه الصنم ؛ ثم أن ابن سعد قال كما سمعت فهدموا الفلس وخربوه ودحلان قال وحرق الصنم بعد هدمه ولا يبعد كون الصواب ما في الطبقات وأن يكون دحلان صحف خرب بحرق فان الصنم يكون من الحجارة ونحوها فهو يخرب ولا يحرق وابن سعد قال إن الغنائم قسمت في الطريق وابقي آل حاتم فقط إلى المدينة وظاهر دحلان انه جيء بجميع الغنائم إلى المدينة ؛ وعزل آل حاتم وعدم قسمتهم حتى قدم بهم المدينة هو تكريم لهم لمكان حاتم وما اشتهر عنه من مكارم الأخلاق ورجاء للعفو عنهم .

أما أخت عدي بن حاتم التي كانت في السبي اسمها سفانة بفتح السين المهملة وتشديد الفاء وهي في اللغة الدرة . وقد عطف عليها علي (عليه السلام) وأشار إليها بان تكلم الرسول الله (صلى الله عليه واله) فكلمته فعفا عنها وأكرمها بسبب إشارة علي إليها بذلك ؛ وخبرها من الأخبار الطريفة الدالة على نبلها وكمال عقلها وفصاحة لسانها ويمكن للمرء أن يستفيد منه فوائد ويتعلم منه رأيا واخلاقا وأفعالا كريمة فلا بأس بان نذكره هنا بأوسع مما مر في السيرة النبوية ومع ذلك فله مساس بسيرة أمير المؤمنين التي نحن بصددها .

قال ابن هشام في سيرته فيما حكاه عن ابن إسحاق : فقدم بابنة حاتم على رسول الله (صلى الله عليه واله) في سبايا من طئ وقد بلغه هرب عدي بن حاتم إلى الشام فجعلت بنت حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا تحبس فيها فمر بها رسول الله (صلى الله عليه واله) فقامت إليه وكانت امرأة جزلة أي ذات وقار وعقل فقالت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ورسوله ؛ قالت ثم مضى وتركني حتى إذا كان من الغد مر بي فقلت له مثل ذلك وقال لي مثل ما قال بالأمس حتى إذا كان بعد الغد مر بي وقد يئست منه فأشار إلي رجل من خلفه أن قومي فكلميه فقمت إليه وقلت له مثل ذلك فقال قد فعلت فلا تعجلي حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة يبلغك إلى بلادك فآذنيني ، وسالت عن الرجل الذي أشار إلي أن أكلمه فقيل هو علي بن أبي طالب فأقمت حتى قدم رهط من طئ وإنما أريد أن آتي أخي بالشام فأخبرته ان لي فيهم ثقة وبلاغا فكساني وحملني وأعطاني نفقة فخرجت حتى قدمت الشام على أخي وكان أخوها بدومة الجندل الجوف وفي السيرة الحلبية في رواية أنها قالت يا محمد ان رأيت أن تخلي عنا ولا تشمت بنا احياء العرب فاني ابنة سيد قومي وان أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبه الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم طئ فقال لها يا جارية هذه صفة المؤمن حقا ، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فان أباها كان يحب مكارم الأخلاق .

وفي رواية قالت له يا محمد ان رأيت أن تمن علي ولا تفضحني في قومي فاني بنت سيدهم ان أبي كان يطعم الطعام ويحفظ الجوار ويرعى الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العريان ولم يرد طالب حاجة قط أنا بنت حاتم الطائي فقال لها هذه مكارم الأخلاق حقا ، لو كان أبوك مسلما لترحمت عليه خلوا عنها فان أباها كان يحب مكارم الأخلاق ، وإن الله يحب مكارم الأخلاق ؛ ويمكن أن تكون قالت ذلك كله كل قول في مرة من المرات الثلاث وفي شرح رسالة ابن زيدون وغيرها : حكي عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال يوما : سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في خير عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا فلو كان لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا لكان ينبغي له أن يسارع إلى مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبيل النجاح فقام إليه رجل وقال يا أمير المؤمنين أ سمعته من النبي (صلى الله عليه واله) قال نعم لما اتي بسبايا طئ وقفت جارية عيطاء لعساء فلما رأيتها أعجبت بها وقلت لأطلبنها من النبي (صلى الله عليه واله) فلما تكلمت أنسيت جمالها بفصاحتها قالت يا محمد ان رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي احياء العرب فاني ابنة سيد قومي وان أبي كان يفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويحفظ الجار ويحمي الذمار ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام ويعين على نوائب الدهر ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم الطائي فقال النبي (صلى الله عليه واله) يا جارية هذه صفة المؤمن حقا ولو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فان أباها كان يحب مكارم الأخلاق . وقال فيها ارحموا عزيزا ذل وغنيا افتقر وعالما ضاع بين جهال فأطلقها ومن عليها بقومها فاستاذنته في الدعاء له فاذن لها وقال لأصحابه اسمعوا وعوا وذكر الدعاء ، وذكره دحلان في سيرته بأطول من ذلك فنحن ننقله منها قالت شكرتك يد افتقرت بعد غني ولا ملكتك يد استغنت بعد فقر وأصاب الله بمعروفك مواضعه ببرك مواقعه ولا جعل لك إلى لئيم حاجة ولا سلب نعمة من كريم الا وجعلك سببا لردها عليه ؛ وبعض ما ذكره شارح رسالة ابن زيدون قد انفرد به مثل قوله : لما اتي بسبايا طئ وقفت جارية إلى قوله : بفصاحتها ، وللتأمل في صحته مجال أولا انه هو الذي جاء بسبايا طئ ومعهن سفانة فلا بد أن يكون رآها مرارا فكيف يقول فلما رأيتها أعجبت بها ولا يصح أن يريد لما  رأيتها عند سبيها لأن ظاهر السوق ان ذلك كان لما وقفت أمام النبي (صلى الله عليه وآله) وكلمته ثانيا ان مقام علي (عليه السلام) ارفع من أن يتطلع إلى جارية مسبية فيعجب بجمالها ثم يقول فلما تكلمت أنسيت جمالها بفصاحتها ثالثا ان طلبها من النبي إنما هو للتسري بها لما رأى من جمالها ولم يكن ليتسرى في حياة الزهراء (عليه السلام) ولا ينافيه اصطفاؤه جارية في خبر سريته لليمن فلعل ذلك كان للخدمة رابعا ان هذا الذي نقله شارح الرسالة لم يذكره ابن سعد في طبقاته ولا ابن هشام في سيرته ولا صاحب السيرة الحلبية ولا دحلان في سيرته ولا غيرهم ممن رأينا كلامه وذلك يوجب الريب في صحته .

وأسلمت سفانة وحسن اسلامها وقدمت على أخيها عدي بدومة الجندل ؛ قال عدي بن حاتم فأقامت عندي فقلت لها وكانت امرأة حازمة ما ذا ترين في أمر هذا الرجل قالت أرى والله ان تلحق به سريعا فان يكن الرجل نبيا فللسابق إليه فضله وان يكن ملكا فلن تذل في عز اليمن وأنت أنت فقلت والله ان هذا لهو الرأي فقدم عدي على النبي (صلى الله عليه واله) بالمدينة واسلم وحسن اسلامه وكان من خواص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وشهد معه مشاهده كلها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.